للمدخنين: إحذروا السجائر الإلكترونية!
يلجأ بعض المدخنين الذين يجدون صعوبة في الإقلاع عن التدخين إلى السجائر الإلكترونية معتقدين إنها هي طوق النجاة الذي سينقذهم من الغرق في بحور من الأمراض والأخطار الصحية التي تهدد حياتهم.. ولكن هل هم مصيبون بهذا الإختيار، وهل ستحقق لهم السجائر الإلكترونية ما يأملون فيه؟
في الحقيقة هم واهمون، لأنه قد أثبت حديثا وخاصة بعد إنتشار الإعتماد على السجائر الإلكترونية، أن خطر السجائر الإلكترونية أخطر 15 مرة من العادية، وقد أكدت دراسة أميركية أن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفا من تدخين السجائر العادية.
وتكمن هذه الخطورة في أن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد التي تهدد صحة المدخن، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة "نيو انغلند جورنال اوف ميدسين".
كما لاحظ معدو الدراسة وهم باحثون في جامعة بورتلاند الأميركية، أن مادة فورمالديهايد تدخل في تشكل بخار السيجارة الإلكترونية، حيث استخدم الباحثون جهازا يستنشق بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكل هذه المادة المسببة للسرطان من سائل مركب من النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين-غليكول والغليسيرين.
ولم يسجل العلماء تشكلا للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ولكن على مستوى 5 فولت صارت تركز مادة فورمالديهايد في البخار أعلى منه في دخان السجائر العادية.
وعلى ذلك، فإن مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميلليغراما من المادة المسرطنة، أما مدخن السيجارة العادية فهو لا يستنشق أكثر من ثلاثة ميليغرامات من هذه المادة، وذلك بمعدل علبة يوميا.
وبذلك تكون السجائر الإلكترونية اخطر من العادية لأنها تؤدي إلى مضاعفة خطر الإصابة بالسرطان بين خمس مرات و15 مرة.
وعلى العكس، فقد رأى "بيتر هاجيك"، مدير قسم الأبحاث المتعلقة بالتبغ في كلية الطب في جامعة لندن، أن هذه الدراسة لا تعكس الواقع، معتمدا على عدم تقبل المدخنين لمذاق السجائر الإلكترونية السيء الناتج عن إستنشاقها بعمق، وبالتالي تجنبهم لها، كما رأى أن السجائر الإلكترونية وإن كانت لا يخلو من الضرر إلا أنها تعتبر أقل ضررا من السجائر العادية.