إعادة تعريف الجمال واختبار حدود الأناقة واتجاه الحد الأقصى..العصر الجديد لدار Valentino في مجموعة ربيع و صيف 2025

76

المجموعة

11

جمال

على الرغم من تعدد العروض المهمة والمجموعات المنتظرة على تقويم أسبوع باريس للموضة لموسم ربيع وصيف 2025 للأزياء الجاهزة إلا أن مستوى الترقب للحظة إسدال الستار عن مجموعة دار Valentino من تصميم المدير الإبداعي الجديد "أليساندرو ميكيلي" أخذ أكبر حيز من الإهتمام ولفت الأنظار.

تتكون حِدة الفضول وشدة الترقب للنتيجة المستخرجة من المعادلة المتناقضة ما بين القيمة الجمالية لدار "ڤالنتينو" الأنثوية والحِسية من فساتينها الحمراء المميزة إلى حِرفة الأزياء الراقية الدقيقة والثقيلة وقيمة "ميكلي" الفنية التي لطالما اتصفت بالازدحام والمبالغة واتباع الحد الأقصى وجرأة التعبير عن الذات.

من فلسفة "أليساندرو ميكيلي" وضع المعايير الجمالية والجمال بحد ذاته تحت المجهر وتحليل موضوعيّته فهي قيمة تختلف من شخص لآخر وهو المفهوم الذي استلهم منه مجموعة Valentino لـربيع وصيف 2025 بعنوان Pavillon des folies حيث كَتب في ملاحظات العرض:

" يمكن أن يمثل الجمال علاجًا للألم الذي ينشأ من طبيعة مصائرنا سريعة الزوال وغير المحددة. مرساة للتنقل داخل «رصيف الحماقات» الذي نسميه الحياة. أي شيء غير زائل وغير متسق، الجمال هو في الواقع منتج للراحة التي يمكن أن تعتز بنا في عناق يحفظ دفء الأجساد. والغرض منه هو الشفاء: فالجمال يهدئ الهشاشة ويزيل فوضى الواقع."

في قاعة العرض التي ساد عليها الظلام والأثاث المغطى بملاءات بيضاء مضاءة من قبل مصابيح منزلية عُكسَ دفئ نورها على سطح المدرج الذي بدا وكأنه مرايا مُهشمة ومكسورة عُرضت المجموعة التي ستحدد ملامح الهوية الجديدة للدار الإيطالية الفاخرة العملاقة.

افتتح خط الإطلالات فستان أسود وأبيض مستوحى من بدلة التوكسيدو الكلاسيكية مُنسق مع قفازات من الدانتيل وجوارب حمراء وأحذية سوداء بشرائط حمراء لامعة، كانت هذه الإطلالة بمثابة الانطلاقة الكلاسيكية والنغمة البسيطة التي بدأت خط مستمر من الإطلالات مُزدحمة التنسيق ومعقدة التركيب التي تُطابق تماماً هوية المصمم الإيطالي الفنية الشهيرة التي طغت على طابع المجموعة.

كانت المجموعة عبارة عن هيكلة فنية مبنية بإطار "أليساندرو ميكيلي" الذي يتبع مفهوم الحد الأقصى والجماليات الغير مباشرة التي تتطلب التعمق والبحث عن طريق إزالة الطبقات المتراكمة وتفحصها طبقة تلو الأخرى لنرى جمال كل واحدة على حدة وهذا ما رأيناه في أول عرض أزياء رسمي ومجموعة تدشينيه لدار "ڤالنتينو" تحت قيادة "أليساندرو ميكيلي" وهذا ما أدركناه مسبقاً في أول مجموعة له للدار ريزورت 2025 التي أطلقها في يونيو السابق وهو تطويع الحمض النووي لـ"فالنتينو" لهوية "ميكيلي" الفنية و ليس العكس.

يتمتع "أليساندور ميكيلي" بحس فني بارز و أسلوب واضح في العمل و التصميم فهو قادر على خلق عالم متفرد و غريب يحتله تصاميم جميلة ضمن تركيب طُليعي و تنسيق دراماتيكي حيث تعتبر الطبقات و تنسيق الأزياء الذي يقع ضمن تصنيف الـ"ماكسيمالزم" هي الأدوات المسرحية لـ"أليساندرو ميكيلي"، عند النظر إلى المجموعة نرى تفاصيل Valentino الأنثوية من الكشكشات و الدانتيل و رقة الشيفون و أناقة الخطوط الحادة و فخامة الشك والتطريز و حِسية درجة الأحمر الخاص بالدار متواجدة ضمن الطبقات المعقدة فهي معادلة متوازنة و لكنها حتماً مميزة و متناقضة و بتناقضها نجد انسجام جديد و مُثير بين هيكلة "ميكيلي" المزدحمة و بين الجمال الخلاب و الأنوثة الرومانسية في التفاصيل و المضمون.