Erdem لخريف وشتاء 2025: لوحات حالمة تنبض بالحركة.. تحكي قصصًا من الذكريات والضوء

48

المجموعة

في المتحف البريطاني، لم تكن الفنون محصورة في اللوحات أو المنحوتات، بل تمايلت وتدفقت داخل نسيج الأقمشة، نابضة بالحركة والعمق، تنبض بمشاعر تتجاوز الصورة الجامدة إلى عوالم من الحنين والتواصل الإنساني. وفي هذا المشهد المهيب، حيث يلتقي التاريخ بالفن، كشف "إردم موراليوغلو" عن مجموعته لخريف 2025 للأزياء الجاهزة، حوار بين القماش والإحساس، حيث تتحول التصاميم إلى أوعية للذكرى والتبجيل.

لم يكن "إردم" غريبًا عن النعومة الشاعرية للأنوثة، فهو يصمم للمرأة التي تسكن في بُعد ملكي، كيان يتجاوز الإدراك، ولكنه حاضر بعمق. هذا الموسم، وسّع المصمم هذا المفهوم من خلال تعاونه مع الفنانة "كاي دوناتشي"، التي تجسد في لوحاتها الأثيرية صدى إحساسه العميق ذاته. معًا، نسجوا مجموعة لا تتوقف عند حدود الموضة، بل أصبحت دراسة في الحميمية والنوستالجيا والهشاشة العابرة للزمن.

بورتريهات والدة "إردم" الراحلة، التي رسمتها "دوناتشي"، لم تجد مكانها على الجدران، بل انسابَت على الحرير والأورغانزا، متوهجة بإشراق سماوي، متحركة بانسيابية على الجسد. هذه الصور، المعلقة في النسيج، خلقت جمالًا سينمائيًا، وهمًا بين الذكرى والحركة، وكأن الماضي نفسه كان يرقص بهدوء بين أروقة المتحف.

النسيج كان مساحة لاستكشاف عبقرية "إردم"، حيث لعب بثنائية الثقل والخفة، وسيطر بمهارة على إمكانيات القماش اللانهائية. ورغم هذا التجريب، ظل توقيعه الأنثوي متألقًا ومتجسدًا في قوة لا تتزعزع. خصر الخمسينيات المشدود عاد ليحتل الصدارة، بينما برزت الأرداف بنحت معماري دقيق، واكتست الأهداب المعدنية اللامعة بإشعاع آسر، تتحرك مع كل خطوة كسمفونية مضيئة من الضوء والصوت.

لم تكن هذه مجرد مجموعة، بل كانت استدعاءً للذاكرة، حيث حمل كل تصميم وزن التاريخ لكنه لم يُثقل، بل طاف، تنفس، تحرّك. في "إردم" لخريف 2025، لم تكن الموضة مجرد نسيج وخياطة؛ بل كانت استذكارًا، رسالة حب منسوجة بالحرير والضوء، تتمايل أبديًا بين الماضي والحاضر.