فتيات سعوديات يخترن فارس الأحلام العصامي
الرياض – شروق هشام
لم تعد الصورة النمطية لفارس الأحلام الوسيم والثري تداعب خيال الفتيات كما في الماضي حيث إن مقتضيات الواقع أصبحت هي المسيطرة على عقول الفتيات. فالفتاة لم تعد ترفض الشاب الذي يعمل في مهنة بسيطة متواضعة كبائع في إحدى المحلات أو كاشير في أحد الأسواق المركزية أو حارس أمن لإحدى الشركات، بل أن الجيل الحالي من الشباب والفتيات يدركون أن المهن البسيطة يمكن أن تكبر حسب طموحات الإنسان وان العصامية نافذة لتحقيق الذات.
فهل تقبل الفتيات السعوديات الارتباط بشاب يمتهن إحدى هذه المهن المتواضعة؟
"هي" توجهت بهذا السؤال الى عدد من الفتيات السعوديات، وبالرغم من أن معظمهن أظهرن التردد بين القبول والرفض في بداية الأمر إلا أنهن قد أجمعن على أن ممارسة المهن مهما كان مسماها من أجل الحياة الكريمة ليس عيبا. وكانت ردودهن كما يلي:
أجابت "جواهر العلي" وهي طالبة جامعية: "الرجل يقيم بأخلاقه وليس بالعمل أو بالمنصب الذي يشغله، فالمهم أن يكون زوج المستقبل صالحا، مهما كانت مهنته فالمهنة الشريفة فخر لصاحبها، وأنا أحترم كل شاب يسعى من أجل لقمة العيش حتى ولو كانت مهنته بسيطة فهو أفضل بمراحل كثيرة من أن يمتهن السرقة أو الشحاذة".
ووافقتها الرأي "سناء العلوان" وهي مصممة غرافيك حيث اكدت "انها إذا أحبت شخصا ما مهما كانت مهنته، بائع أو نجار أو أي مهنة، ستفكر بقلبها، وستمحو أي سلبيات موجودة فيه، ويجب على الأهل وعلى المجتمع ككل تقبل مثل هذه المهن التي يمكن أن يعمل بها أخ أو أب أو زوج فالمهن البسيطة ليس بها عيب أو حرام".
بينما كان للمدربة الإدارية "هناء طلال" رأي مختلف نوعاً ما حيث بدأت حديثها بقولها: "أنا أحترم أصحاب المهن البسيطة مهما كانت، ولكنها اشترطت "التكافؤ بين الزوجين". وتابعت: "أنا عندي طموح كبير في الدراسة فأنا أسعى للحصول على الدكتوراة، ولا يعني ذلك أنني يجب أن أرتبط بعد حصولي على الدكتوراة بشاب يعمل في نفس تخصصي، ولكن ليس من المعقول أيضاً أن يكون بائع أو سائق، فمجتمعنا حدد أن لكل شخص مقاما خاصا به".
وعلقت على هذا الموضوع الأخصائية الاجتماعية "حنان الخالدي" التي ترى ضرورة الاعتراف بالمتغيرات الاجتماعية التي طرأت وخاصة تلك المرتبطة بالوظائف التي يمتهنها الشباب، فالنظرة المجتمعية تجاههم أنهم فاشلون لمجرد أنهم يعملون في مهن بسيطة نظرة خاطئة فهم شباب عصاميون. وأضافت أن "الفتاة التي ترتبط بأحد الشباب الذين يعملون في وظيفة بسيطة دليل على نضجها ووعيها الاجتماعي حيث ليس بالضرورة أن يكون فارس الأحلام طبيباً أو مهندساً، فالكثير من الشباب يعملون في مهن بسيطة ولكنهم مثقفين ولهم وعي بالحياة أكثر من أصحاب الوظائف المرموقة".