مجوهرات الأميرات: إرث تاريخي ورموز تتناقلها الأجيال
في جميع أنحاء العالم، يُنظر إلى مجوهرات العروس كعنصر أساسي في الزواج، بل تُعتبر القلب والنبض لأي حفل الزفاف. نبدأ بأكثر القطع اعتماداً ورواجاً، الخاتم الذي يختم الاتحاد في دائرة بلا بداية أو نهاية، ترمز إلى رابطة الحب الأبدي غير القابلة للكسر؛ وننتهي بالتاج الذي يرمز إلى الطابع الملكي، وما بينهما من قطع ثمينة. وفيما تعتمد عرائس اليوم التاج كأكسسوار أو زينة للشعر، ترتديه الأميرات كإرث تاريخي يتم تناقله من جيل إلى جيل. بالمناسبة، ليس التاج وحده الذي يرمز إلى انتقال الإرث الملكي من جيل إلى جيل، بل الخاتم وغيره أيضاً من قطع المجوهرات تحمل في طيّاتها طابعاً ملوكياً.
فأي مجوهرات ترتدي الأميرات في زفافهن كي تنقل هذا الإرث؟
مجوهرات الأميرات في العائلة الملكية
في العائلات الملكية، يُضاف عنصراً أساسياً على باقي القطع لناحية رمزيته وهو التاج الملكي. ولطالما كانت هذه القطعة من المجوهرات ولا زالت، سمة من سمات الأميرة ومجداًلتتويج العروس؛ تقليدياً، احتلّ التاج مكان الصدارة في القرن التاسع عشر.
تشمل أساسيات الزفاف الملكية الأخرى الأقراط، وأبرزها الماس الأبيض الكلاسيكي، الذي يلمع بشكل جذاب تحت الطرحة ويلفت الانتباه إلى العيون المليئة بالحب، إلى جانب القلائد. تعمل القلائد مع التاج والأقراط لتأطير وجه العروس بإشراق، حيث يكون الاختيار هنا عبارة عن قطع ماسية مع وميض من الزمرد المكثف في روعة متقنة.
إلى ذلك، عندما ينزلق خاتم الزفاف على إصبع العروس، فإن سوارًا بسيطًا نحيفًا مرصعاً بالألماس أو اللؤلؤ أو الأحجار الكريمة يضيف الضوء والحركة إلى معصم ملفوف بشكل جيد، ويتم تثبيته بسرعة على الباقة بينما تشق العروس طريقها إلى أسفل الممر.
هذه القطع هي أكثر ما يميّز العرائس الملكيات، التي سنغوص في تفاصيلها في السطور التالية.
الملكة إليزابيث الثانية
عندما تزوجت الأميرة إليزابيث من الأمير فيليب، دوق إدنبرة، في عام 1947، كان العالم قد بدأ للتوّ في خطة التعافي من الحرب العالمية الثانية. كان على إليزابيث، التي خدمت في الحرب كسائق وميكانيكي، توفير حصصها لشراء القماش لفستانها واستعارت كافة المجوهرات التي كانت ترتديها. كان عقد اللؤلؤ الذي ارتدته عبارة عن قلادتين يتم ارتداؤهما معًا دائمًا؛ فيما كانت الخصلة الأقصر المربوطة بـ 46 لؤلؤة، ملكًا للملكة آن، آخر ملكات ستيوارت، بينما كانت الخصلة الأطول التي تحتوي على 50 لؤلؤة ملكًا للملكة كارولين، زوجة الملك جورج الثاني. كما وضعت إليزابيث خاتم خطوبة بلاتينيوم أنيقاًومرصعاً بالألماس من مجموعة حماتها الشخصية، الأميرة أليس أميرة باتنبرغ. وكان التاج الذي اشتهر في يوم الزفاف وتم تثبيته في الوقت المناسب من قبل صائغ البلاط، هو تاج الملكة ماري فرينج الذي تم تقديمه في الأصل إلى الملكة ماري كهدية زفاف من والدتها الملكة فيكتوريا العظيمة في عام 1893.
مجوهرات الليدي ديانا
لطالما كانت اختيارات مجوهرات الأميرة ديانا مصدر جذب لعشاق العائلة المالكة، حيث ارتدت زوجتا ابنيها هاري ووليام، كايت وميغان، مجوهرات الأميرة الراحلة حتى يستمر إرثها. وكانت ديانا، أميرة ويلز الراحلة، تملك ثروة من المجوهرات الرائعة، وكانت من محبَات العقد الكلاسيكي، التي تتضمن قطعًا مصنوعة من اللؤلؤ والماس والزمرد والياقوت.
خاتم خطوبة الأميرة ديانا كان من أكثر خواتم الخطبة شهرة على الإطلاق، وكان مرصّعاً بالياقوت بشكل يختلف عن خواتم الخطبة الماسية الكلاسيكية. وسرعان ما أصبح خاتم الخطوبة الذي منحه الأمير تشارلز للسيدة ديانا سبنسر عام 1981 أحد أكثر قطع المجوهرات شهرة في العصر الحديث. تم تصميم الخاتم المذهل من قبل شركة Garrard اللندنية، وتميّز بحلقة رائعة من الياقوت البيضاوي عيار 12 قيراطًا بلون أزرق كثيف، وكان مرصعاً بالذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا ومُحاطاً بحلقة من الألماس.
عندما أعلن الزوجان عن خطوبتهما، ارتدت ديانا بدلة زرقاء رائعة تتناسب مع الخاتم، وخلقت صورة احتلت العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم. منذ عام 2010، أصبح خاتم خطوبة ديانا ملكًا لكيت، أميرة ويلز.
في يوم زفافها من الأمير تشارلز في عام 1981، تلقت الأميرة ديانا خاتماً من الذهب يجسّد التاريخ الملكي. وقد صُنع الخاتم من منجم ذهب كلوغاو سانت ديفيد، وأتى منقوشاً عليه رسالة "أحبك يا ديانا".
صُنعت خواتم زفاف الملكة إليزابيث الثانية والملكة الأم أيضًا باستخدام الذهب الويلزي، ولا تزال العادات الملكية في اعتماد هذه المجوهرات مستمرة حتى اليوم.
ارتدت ديانا جواهر أيقونية أخرى في يوم زفافها بما في ذلك سبنسر تيارا، أو تاج سبنسر، وهو إرث ينتمي إلى عائلة سبنسر الأرستقراطية التي تنحدر منها ديانا. استعارت ديانا أيضًا زوجًا من الأقراط من والدتها في رحلتها في الممر. وهكذا، تم تزيين أذني الأميرة بزوج من الأقراط الماسية المستعارة من والدتها، فرانسيس شاند كيد، ويتكوّن كل منها من ألماس على شكل كمثرى مرصّع بين مجموعة من حوالي 50 ماسة.
مجوهرات كايت ميدلتون
عندما تقدّم الأمير ويليام بعرض الزواج على كايت ميدلتون في عام 2010، قدّم لها خاتم خطوبة والدته المكوّن من 14 سوليتير من الألماس والياقوت الأزرق البيضاوي عيار 12 قيراطًا، ومرصّعاً بالذهب عيار 18 قيراطًا. تم اختيار الخاتم من الجواهري الملكي الرسمي، Garrard، من قبل الأمير تشارلز وديانا بعد خطوبتهما في عام 1981.
في يوم زفافها، ارتدت كايت ميدلتون تاج كارتييه هالو الشهير المكوّن من 888 قطعة ماسية، وهي قطعة أهدها الملك جورج السادس في الأصل إلى الملكة الأم التي نقلتها بعد ذلك إلى الملكة إليزابيث الثانية في عيد ميلادها الثامن عشر. ووُضعت أقراط Robinson Pelham من تصميم كارول ومايكل ميدلتون، وتم تصميمها لتبدو وكأنها شعار النبالة للعائلة والتي تتميّز بأوراق البلوط والجوز. فيما صُنع خاتم الزفاف الذهبي التقليدي، وهو ينتمي لمجموعة العائلة المالكة، من الذهب الأصفر الويلزي وهو مشابه لنفس الذي ترتديه كل من الملكة الأم والملكة إليزابيث الثانية.
مجوهرات ميغان ماركل
اختار هاري وميغان شركة Cleave and Company لصنع خاتمي زفافهما؛ وقد صُنع خاتم ماركل من قطعة من الذهب الويلزي، أهدتها جلالة الملكة، عبارة عن سوار بلاتيني مزخرف.
عندما عرض هاري الزواج على ميغان، تقدّم بخاتم خطوبة مصنوعاً من ألماس،يعود لوالدته الراحلة الأميرة ديانا. وكان يرمز إلى الكثير من التقاليد الملكية؛ إذ أنّ تقليد خاتم الذهب الويلزي بدأ منذ أكثر من قرن، تلقته والدة الملكة إليزابيث، كما تلقت الملكة إليزابيث واحداً من الأمير فيليب عندما تزوجا في نوفمبر 1947. إشارة إلى أنّ خاتم زفاف كيت ميدلتون أتى أيضًا مشابهاً جدًا له.
تجدر الإشارة إلى أن هاري كسر التقاليد في العائلة الملكية البريطنية عندما ارتدى خاتماً في زفافه، على عكس أخيه ويليام الذي التزم بالعادات في يوم زفافه ولا يزال حتى اليوم.
في يوم الزفاف، ارتدت ميغان ماركل تاج الملكة ماري الذي خطف الأنفاس. كما يوحي اسمه، كان التاج في الأصل ملكًا للملكة ماري، وهو قطعة أثرية كلاسيكية لطالما كانت جزءًا من المجموعة الملكية. من المحتمل أن ميغان اختارت التاج لتجانسه مع فستان زفافها بتصميم جيفنشي؛ وبالنظر إلى بساطة خط العنق، فإنّ قطعة مثل هذا التاج هي إضافة مرحب بها إلى مظهرها الملكي الجوهري.فيما أظهرت تصفيفة الشعر أقراط كارتييه المصنوعة من الذهب الأبيض والماس والتي ارتدتها ميغان في يوم زفافها في قلعة وندسور. استكملت الدوقة الأقراط ببعض قطع المجوهرات الأخرى المفضلة لديها، مثل ساعتها كارتييه تانك وخاتم خطوبتها.