احذري أخطاء التربية التي تؤذي نفسية طفلك وتسبب استنزاف احترام الذات لديه

مستقبله يتأثر بها بطريقة سلبية .. 5 سلوكيات تستنزف احترام الذات عند طفلك فاحذريها

ريهام كامل

ما إن يأتي مولودك الأول إلا وتنتتابك السعادة، ومشاعر أخرى عديدة متضاربة ومتداخلة، فالفرح والحزن والطمأنينة والخوف، والأمان والقلق كلها مشاعر تمرين بها بمجرد ولادتك لطفلك الأول، ويعد ذلك أمراً طبيعياً، فبعد أن تهدأ انفعالاتك بحدث الأمومة الجميل، تبدأ توقعاتك نحو تربية طفلك، وتبدأ خططك المستقبلية حيال النهج المتبع في تربيته، ولكن وعلى الرغم من حرصك على تربية طفلك بحسب خططك، فإن احتمال وجود أخطاء في التربية وارد جداً، وخصوصاً مع الطفل الأول الذي تخوضين معه تجربة الأمومة لأول مرة.

طفلك أمانة بين يديك لذا تجنبي السلوكيات التي تفقده احترام الذات منذ نعومة أظافره
طفلك أمانة بين يديك لذا تجنبي السلوكيات التي تفقده احترام الذات منذ نعومة أظافره

أخطاء  غير مقصودة

قد تقعين في بعض الأخطاء خلال تربيتك لطفلك، وخصوصاً مع خوض تجربة الأمومة لأول مرة، ولكن ذلك لا يقلل من أمومتك شيئاً، لأنه حتى ومع حب الأم لطفلها فقد توجد أخطاء غيرة مقصودة، وما يهم هو استشارة المختصين، والتثقيف الذاتي، واتباع آراء الخبراء المعنيين، وسؤال خبراء علم النفس إن تطلب الأمر، لأن هدفك تربية طفلك تربية سوية وسليمة، ولذلك لا يجب التردد بشأن الاستشارة والبحث مهما بدا لكِ الأمر بسيطاً.

التواصل مع الطفل

كأم لأول مرة يجب أن تعلمي غاليتي أن التواصل مع طفلك أحد أهم الأدوات المهمة التي تساهم في تربيته تربية سليمة، ولذلك يجب أن يكون تواصلك معه بطريقة إيجابية لأن التواصل الإيجابي يعمق من احترام الطفل لذاته منذ نعومة أظافره ومروراً بمراحل عمره المختلفة، كما أن احترام الذات يلعب دوراً كبيراً في تحسين السلوكيات التي تصدر عن طفلك بعد ذلك، ولذلك يجب أن تكون سلوكيات المتبعة في تربية طفلك إيجابية لكي لا تؤدي إلى استنزاف احترام الذات عند طفلك، كما سيتم ذكره في السطور التالية.

 

التواصل الإيجابي مع طفلك يحميه من أي سلوكيات تتسبب في استنزاف احترام الذات لديه
التواصل الإيجابي مع طفلك يحميه من أي سلوكيات تتسبب في استنزاف احترام الذات لديه 

من أجل ذلك، ولأن التربية تبدأ منذ نعومة أظافر الطفل، ولمساعدتك غاليتي في توجيهك توجيهاً سليماً، نقدم لك اليوم نصائح مهمة حول تعزيز احترام الذات عند أطفال، والسلوكيات التي تحول دون حدوث ذلك، لأن التربية تبدأ منذ نعومة أظافر الطفل، وذلك من خلال دكتورة "أميرة داوود" أخصائية علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية، ماجيستير صحة نفسية جامعة استانفورد الأمريكية.

سلوكيات تستنزف احترام الذات عند طفلك

توجد سلوكيات عديدة يجب عليك تجنبها غاليتي الأم، لأنها تسبب استنزاف احترام الذات عند طفلك، وهذه السلوكيات هي:

النقد اللاذع

انتقادك لطفلك بشكل قاسٍ يؤدي إلى استنزاف احترام الذات لديه، ويجعله يشعر بالحرج أمام نفسه أولاً، وأمام الآخرين أيضاَ، كما أن الطفل يشعر بالحزن والغضب، وتزداد احتمالات إصابته بالإحباط أيضاً، ولذلك تحذر دكتورة أميرة من هذا السلوك الخاطئ الذي يؤدي إلى استنزاف احترام الذات عند طفلك، ومن ثم إنعدام ثقته في نفسه، وزعزعة شخصيته.

الخوف المبالغ فيه

أنت كأم لأول مرة قد تبالغين في خوفك على طفلك، والنتيجة حماية مفرطة له، وقيود شديدة عليه، وتأخر في انخراطه في الحياة الاجتماعية التي تبدأ مع أطفال من نفس عمره، الأمر الذي يجعله غير مؤهل للتعامل باستقلالية في أي من المواقف الحياتية التي تحدث له مهما كانت بسيطة، كما أنه سيكون غير قادراً على الاعتماد على النفس، وسيسبب ذلك التأثير على شخصيته بشكل سلبي، والنتيجة شخص اتكالي غير واثق من نفسه، لأن الخوف المبالغ فيه على الطفل يحرمه من التعلم والاستكشاف، كما يحول دون تعلمه من الأخطاء لعدم ارتكابه لها من الأساس، ولذلك ينشأ الطفل غير قادراً على مواجهة العالم بمفرده في كافة مراحله العمرية اللاحقة أيضاَ.

حبك المبالغ فيه لطفلك يترتب عليه خوافك الزائد عليه وحمايتك المفرطة له ولذلك ينشأ غير مؤهل لمواجهة العالم من حوله
حبك المبالغ فيه لطفلك يترتب عليه خوافك الزائد عليه وحمايتك المفرطة له ولذلك ينشأ غير مؤهل لمواجهة العالم من حوله

حث الطفل على الشعور بالذنب

تسلم بعض الآراء بضرورة تنمية الشعور بالذنب لدى الطفل منذ الصغر، اعتقاداً من أصحابها بأن ذلك يساهم في تعزيز شخصيته، وخلق شعوره بالمسؤولية، ولكن ما أثبتته الدراسات في هذا الصدد أمراً مغايراً لذلك، إذ ترى الدراسات الحديثة، أن تخويف الطفل أو التسبب في شعوره بالذنب يعجل بتعرضه لمخاطر صحية عديدة في المستقبل، إذ يؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات بالدماغ، وزيادة احتمالات إصابته بالاكتئاب، وإضطرابات نفسية أخرى مثل: الوسواس القهري والقلق والاضطراب ثنائي القطب، ولذلك يحذر عليك غاليتي الوقوع في هذا الخطأ الذي يستنزف احترام الذات لدى طفلك، ويجعله ينشأ مهزوزاً ومشوشاً.

حث الطفل على الشعور بالذنب يحول دون نشأته نشأة سوية نفسياً
التحدث مع الطفل بسخرية يؤذ مشاعره ويساهم في استنزاف احترام الذات لديه

التحدث بسخرية مع طفلك

التحدث بسخرية مع طفلك يشعره بالخزي، وخصوصاً إذا كان ذلك أمام الآخرين، لأنه سلوك مؤذي للغاية، يشعر الطفل معه بالإهانة، ومن أخطر سلبياته أنه يعوقه عن التعامل مع الآخرين بشكل فعال، ويؤدي إلى زيادة احتمالات تعرضه لنوبات نفسية قاسية، لذا لابد من الحذر كل الحذر من اتباع هذا السلوك مع طفلك، والانتباه جيداً لطريقة حديثك معه وبالطريقة التي تليق بتأهيله نفسياً واجتماعياً للتعامل مع الآخرين عبر مراحل عمره المختلفة، لينشأ سليماً نفسياً، وليكون متمتعاً بقدر كبير من الثقة بالنفس، ليستطيع التعامل مع الآخرين بفعالية.

 

خلال تربيتك لطفلك قد يصدر منك بعض الأخطاء غير المقصودة لذا يجب عليك استشارة المختصين عند أي مشكلة
التحدث مع طفلك بسخرية يشعره بالاهانة ويؤدي إلى استنزاف احترام الذات لديه لذا احذري ذلك

والآن .. تعرفي معنا غاليتي على أخطر سلبيات اتباع هذه السلوكيات مع طفلك:

تقول الدكتورة أميرة داوود أن اتباع السلوكيات المذكورة أعلاه مع طفلك يتسبب في ما يلي:

  • ضعف ثقة الطفل بنفسه.
  • ينشأ الطفل غير إجتماعياً.
  • إصابة الطفل بإضطرابات نفسية عديدة  على رأسها، الاكتئاب، والوسواس القاهري.
  • ينشأ الطفل غير قادراً على مواجهة الحياة بمفرده.
  • ينشأ الطفل إتكالياً.
  • ينشأ الطفل بشخصية ضعيفة.
  • التسبب في تأخر استقلالية الطفل عن أبويه.
  • الشعور بتدني احترام الذات.
  • زيادة الرغبة في التحدي وخصوصاً في المراحل العمرية الأكبر سناً.
  • الجدال في كل صغيرة وكبيرة أثناء حديثه مع أبويه.

وأخيراً، ولتفادي كل هذه السلبيات غاليتي، عليكِ فقط وكأم لأول مرة أن تنتبهي جيداً للسلوكيات التي يجب عليك تجنبها خلال تربية طفلك، لأن الأمر ليس هيناً على الإطلاق، وله تبعيات خطيرة، لذا يجب أن تجيدي الزرع لتحصدي أفضل الثمار، لأن كثرة أخطاء التربية مهما بدت بسيطة قد تكلفك مستقبل طفلك كله.

والآن .. يسعدنا غاليتي أن تشاركينا الرأي .. لا تقف السلوكيات التي تستنزف احترام الذات عند طفلك عند حد ما ذُكر في مقالنا هذا، برأيك .. ما هي السلوكيات الأخرى التي تستنزف احترام الذات لديه؟