مع الوقت تصبح الأم قادرة على فهم بكاء الرضيع والتعامل معه

دليلك لفهم بكاء الرضيع..اكتشفي الرسائل الخفية في بكاء رضيعك

ريهام كامل

منذ اللحظات الأولى لولادة الطفل، تبدأ رحلة جديدة مليئة بالمشاعر والتحديات. وبمشاعر الأمومة السامية، تنطلق الأم في اكتشاف وليدها واكتشاف عالم الأمومة الجميل معه. تبدأ مسؤوليتها في فهم احتياجات رضيعها من تلقاء نفسها، فهو لا يتكلم ولا يمكنه التعبير بالكلمات عن ما يؤرقه أو يزعجه.

ويُعد البكاء وسيلة التعبير الوحيدة التي يملكها الرضيع للتواصل، سواء كان جائعًا، عطشانًا، أو منزعجًا من بلل الحفاض، يشعر بالبرد أو الحر، أو أنه ببساطة يحتاج إلى حضن دافئ يشعره بالأمان. وهنا تبدأ مهمة الأم في اختبار هذه الاحتمالات واحدة تلو الأخرى حتى تتمكن من فهم سبب بكاء الرضيع بدقة.

بكاء الرضيع عادة ما يكون بسبب الجوع او المغص
بكاء الرضيع عادة ما يكون بسبب الجوع او المغص

لماذا يبكي الرضيع؟

يأتي الطفل الرضيع للدنيا ببكاء وصرخة قوية ليخبر الجميع بحضوره، هكذا تبدأ حياته، ويظل البكاء هو وسيلة التعبير الوحيدة له في هذه المرحلة الحساسة بعد الولادة. وبحسب المختصين في موقع "KidsHelth" من الطبيعي أن يبكي الرضيع لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا خلال أول ستة أسابيع، وخلال الشهور الثلاثة الأولى من عمره.

يجتهد الوالدن لمعرفة سبب بكاء الرضيع في محاولة لتهدأته، وهنا تبدأ رحلتهما نحو اكتشاف أسباب بكائه لتحقيق راحته، وليخلد إلى النوم، وهم أيضًا.

الأم بوجه خاص تبدأ في التفكير في سبب بكاء رضيعها، وتحاول جاهدة معرفته لتهدئته، ومن هنا يبدأ في رأسها صراع حول تساؤلات عدة كما سيلي ذكره أدناه.

كيف أفهم سبب بكاء طفلي الرضيع؟

يعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تثار حول بكاء الرضيع شيوعًا. يبكي الرضيع لأسباب عدة مثل

  • الجوع: يبكي الرضيع عند شعوره بالجوع.
  • الشعور بالحر أو البرد: يشعر الرضيع بما نشعر به نحن من برد أو حرارة.
  • المغص: تراكم الغازات في البطن أحد أهم أسباب بكاء الرضيع، وذلك بسبب التقلصات المؤلمة.
  • بلل الحفاض: اتساخ الحفاض أو بلله من الأمور المزعجة للطفل الرضيع، ولذلك يبكي في هذه الحالة.
  • الحاجة للتجشؤ: أحيانا يكون السبب حاجته للتجشؤ والتدليك على ظهره.
  • الحاجة للشعور بالأمان: يحتاج الرضيع للشعور بالأمان، فقد يكون سبب بكائه حاجته للاحتضان، ويتضح ذلك بعد تجربة كل ما سبق ذكره أعلاه، والتأكد من أن سبب البكاء لا يرتبط بأي منها.
بكاء الربيع بسبب الجوع يختلف في حالة المغص
بكاء الربيع بسبب الجوع يختلف في حالة المغص

كيف أفرق بين بكاء المغص وبكاء الجوع؟

سؤال مهم جدًا، خاصة للأمهات حديثات العهد بالأمومة، لأن فهم نوع بكاء الرضيع يساعد كثيرًا في تلبية احتياجاته وتهدئته بشكل أسرع. رغم أن كل طفل له طريقته الخاصة في التعبير، إلا أن هناك بعض الفروق العامة التي يمكن من خلالها التمييز بين بكاء الجوع وبكاء المغص كما يلي:

أولًا: بكاء الجوع

حيث يبدأ البكاء عادةً بشكل بسيط ويزداد تدريجيًا إذا لم تستجيب له الأم، وتقوم بحمله في محاولة للبحث عن أسباب بكائه. عادة ما يكون إيقاع بكاء الجوع منتظمًا إلى حد ما، وغالبًا ما يتوقف بعد لحظات من بدء الرضاعة.

ومن أهم علامات بكاء الجوع عند الرضيع ما يلي:

  • مص الأصابع أو تحريك اليد نحو الفم.
  • تحريك الرأس يمينًا ويسارًا كما لو أنه يبحث عن الثدي.
  • فتح الفم أو إصدار أصوات بكاء معينة تشير إلى الجوع
  • يكون الطفل متيقظًا، لكنه هادئ بعد الرضاعة.

ثانيًا: بكاء المغص

عادة ما يكون بكاء الرضيع بسبب المغص مفاجئًا وعالي الصوت، وأحيانًا يصعب تهدئته بسهولة، حيث يكون الصوت أكثر حدة واستمرارية من بكاء الجوع، وقد يبدو وكأنه "يصرخ"، غالبًا ما يحدث في المساء أو في نفس التوقيت يوميًا.

ومن أهم العلامات التي تدل على بكاء المغص ما يلي:

  • شد الأرجل نحو البطن.
  • تصلب الجسم أو انحناء الظهر.
  • احمرار الوجه وعبوس شديد.
  • إخراج الغازات أو انتفاخ البطن.
  • لا يهدأ بسهولة حتى بعد الحمل أو الرضاعة.

حقائق عن بكاء المغص

يعد المغص أمرًا شائعًا بين الأطفال حديثي الولادة. من الصعب رؤية الرضيع يبكي، لكن المغص يحدث لأسباب عديدة، قد لا يكون للأم دخل فيها. الطفل الذي يبكي 3 ساعات أو أكثر يوميًا، لمدة 3 أيام أو أكثر في الأسبوع، ولمدة لا تقل عن 3 أسابيع، قد يكون يعاني من المغص. يبدأ عادةً بين الأسبوع الثاني والخامس من العمر، ويختفي غالبًا عند بلوغ الطفل عمر 3 إلى 4 أشهر.

مع الوقت تصبح الأم قادرة على فهم بكاء الرضيع والتعامل معه
مع الوقت تصبح الأم قادرة على فهم بكاء الرضيع والتعامل معه

ما هي طرق تهدئة الطفل الرضيع الباكي؟

تلقينا كأمهات نصائح عديدة من أمهاتنا وجداتنا حول عدم تدليل الطفل الرضيع بالحمل كلما بدأ في البكاء، والحقيقة أن ذلك ما أوصى به الخبراء الذين قدموا بعض الطرق الفعالة للتغلب على بكاء الرضيع من خلال ما يلي:

  • التأكد من أن الطفل لا يعاني من الحمى. في الرضع، الحمى تعني حرارة 38°م أو أعلى، مع الاتصال بالطبيب فورًا إذا كان الطفل يعاني من الحمى، والالتزام بتوصياته لحين الذهاب إليه.
  • التأكد من أن الطفل ليس جائعًا وأن الحفاض نظيف.
  • غناء الأم للطفل الرضيع.
  • تعقيم اللهاية وتقديمها للرضيع.
  • أخذه في عربة الأطفال في نزهة بشرط أن يكون الجو مهيئًا لذلك.
  • تحميم الطفل بماء دافئ.
  • احتضان الطفل لتحقيق شعوره بالأمان.
  • تدليك ظهر الطفل الرضيع بلطف.
  • اعتماد وضعية نوم الطفل على بطنه أثناء حمله.
  • تشغيل موسيقى هادئة ملائمة له، بعض الأطفال يتفاعلون مع الصوت مثل الحركة.
  • هز الطفل بلطف أو المشي به، وهنا يجب التأكيد على خطورة هز الطفل بطريقة قوية أو رفعه لأعلى لتهدئته من البكاء، لأن ذلك، يزيد من احتمالات إصابته بـ"متلازمة هز الطفل" حيث يتعرض دماغ الطفل لأذى قد يسبب تلفًا دائمًا أو الموت.

متى يكون بكاء الطفل الرضيع غير طبيعي؟

إذا لم يتوقف الطفل عن البكاء يجب البدء بتطبيق الخطوات التالية:

  • طلب الدعم من الأب أو الأهل أو الأصدقاء لحصول الأم على راحة لاستئناف رعايتها لطفلها الرضيع مرة أخرى.
  • إذا لم تُجدي المحاولات السابقة نفعًا، يجب تجربة وضع الطفل على ظهره في سرير فارغ (بدون بطانيات فضفاضة أو ألعاب محشوة) ثم غلق الباب، مع ضرورة التحقق منه بعد 10 دقائق. خلال هذه الفترة، يمكن للأم الاسترخاء بغسل وجهها، والتنفس بعمق، أو الاستماع إلى الموسيقى.
  • الاتصال بالطبيب في حال عدم توقف بكاء الرضيع، فقد يكون هناك سبب طبي يستدعي إستشارة الطبيب وفحص الطفل للتأكد من سلامته.

خلاصة القول:

يظل بكاء الرضيع أمرًا طبيعيًا منذ ولادته وخلال مراحل نموه وتطوره، كونه وسيلة التواصل الوحيدة له مع من حوله. ورغم أن التفرقة بين أنواع البكاء قد تكون محيرة للأم في البداية، إلا أنه مع الوقت والخبرة ستتعلم فهم إشارات طفلها بشكل أفضل. وهنا يجب التأكيد على أهمية تحلي الأم بالصبر حتى تمر مراحل الطفولة المبكرة بسلام وأمان تام، وبعلاقة وطيدة بينها وبين طفلها الرضيع الذي سيصبح يومًا غصنها الذي لا يميل ولا ينكسر أبدًا.

مع تمنياتي لكل أم بأمومة سعيدة، وكل طفل بطفولة جميلة بدون انزعاج،،،