
صحة الطفل تبدأ من الرحم.. نصائح طبية لبداية قوية من الحمل للولادة
صحة الطفل تبدأ من صحة الأم؛ حقيقة ركزت عليها منظمة الصحة العالمية بالاحتفاء باليوم العالمي للصحة الموافق 7 ابريل من كل عام، حيث تسليط الضوء على صحة الأم والطفل من أجل مستقبل مشرق وواعد باعتبارهما الركيزة الأساسية لكل مجتمع، فبينما تبدأ الصحة من الوعي، فإن أول من يزرع هذا الوعي في حياة الإنسان هي الأم.

أنتِ البداية
في اللحظة التي ينبض فيها قلبك بحياة جنينك، تبدأ رحلتك الجميلة في عالم الأمومة، وتصبح كل نبضة غذاءً وأمانًا له بتوفير احتياجاته الأساسية لينمو نموًا سليمًا، ولتتم فترة الحمل بسلام، وكذلك الولادة. هل تعلمين أن صحة الطفل تبدأ من صحة الأم، وأن فترة الحمل هي اللبنة الأساسية اللازمة لبناء صحته؟. إن صحة طفلك لا تبدأ بعد الولادة، بل تُرسم ملامحها الأولى في رحمك حيث التغذية، والأمان الذي يشعر به بسماع صوتك، وبنمط حياتك الصحي الذي حتمًا سيعود عليه بفائدة كبيرة.
غاليتي، بقدر تطلعك لطفلك هو أيضًا يتطلع لرؤيتك وأنت بكامل صحتك وعافيتك، كوني أنت البداية، واهتمي بصحتك أثناء الحمل ليكون نموه سليمًا وصحيًا، ولتكون مناعته قوية في مواجهة أي عدوى أو أمراض من الممكن أن تتربص به في فترة عمرية لاحقة لأي سبب.
ما معنى أن صحة الطفل تبدأ من صحة الأم؟
كل الأبحاث العلمية، تفيد بأن صحة الطفل تبدأ من صحة الأم، فكل ما تعيشينه خلال فترة الحمل ينعكس على طفلكِ، جسديًا ونفسيًا، ولمراحل عمره اللاحقة أيضًا. يجب أن تعلمي أن تغذيتك، حالت
ك النفسية، نمط حياتك وحتى أفكارك، كلها رسائل غير مرئية تنتقل إلى طفلكِ داخل الرحم، وتؤثر في صحته الجسدية والعقلية. إن الحمل ليس مرحلة تمهد للولادة، بل هو بداية لتأسيس لمستقبل طفلكِ، صحته تبدأ حيث عاداتك الصحية، وتعذيتك السليمة، ونمط حياتك الصحي الذي حتمًا سينعكس عليه إيجابًا.

لماذا صحة الأم خلال الحمل مهمة لصحة الطفل؟
بحسب الدكتورة ولاء السلكاوي استشارية الباطنه وأمراض الدم بمستشفى زليخة، عتمد الجنين كليًا على الأم لتلقي الغذاء، الأكسجين، والهرمونات خلال فترة الحمل. أي خلل في تغذية الأم أو في حالتها النفسية، أو حتى تعرضها للسموم البيئية قد يؤثر مباشرة على نمو الدماغ، القلب، الجهاز العصبي والمناعة لدى الجنين. صحة الطفل تبدأ من صحة الأم، لذا كل سلوك تتبعينه غاليتي في مرحلة الحمل يلعب دورًا كبيرً في تشكيل ملامح صحته مستقبلاً.

نصائح طبية لصحة أفضل لكِ ولطفلكِ خلال الحمل
توصي دكتورة ولاء، كل أم بتطبيق النصائح الطبية التالية لتعزيز ولادة طفلك بصحة جيدة، وهذه النصائح هي:
-
التغذية المتوازنة
احرصي على تناول البروتينات، الكالسيوم، الحديد، وأحماض أوميغا 3. تناولي الخضروات الورقية، الحبوب الكاملة، المكسرات، والفواكه الطازجة ضرورية لنمو الجنين وتطوره العقلي. قللي من السكريات والدهون المصنعة، فهي تضعف المناعة وتؤثر على نمو الجنين تأثيرًا سلبيًا بالغًا. رضاعتك هي أول لقاح لطفلك، لأن الرضاعة الطبيعية تعزز مناعته وتبني علاقة عاطفية قوية بينكما.
-
الحرص على تناول الفيتامينات والمكملات
لا تهملي حمض الفوليك في الشهور الأولى لتفادي العيوب الخلقية، واستشيري طبيبك بخصوص مكملات الحديد والكالسيوم وفيتامين د، وإلتزمي بكل التوصيات الطبية التي يقررها طبيبك.
-
الحصول على قسط وفير من الراحة والنوم
اعلمي أن جسمك بحاجة إلى راحة كافية ليقوم بدوره في بناء الجنين. تجنبي السهر والتوتر، فهرمونات التوتر تنتقل للجنين وتؤثر على صحته النفسية لاحقًا.
-
ممارسة التمارين الخفيفة الملائمة للحمل
مارسي رياضة المشي يوميًا وبانتظام. عليكِ بتمارين التنفس واليوغا المخصصة للحوامل، فهي تحسن من الدورة الدموية وتقلل من الشعور بالقلق الذي يعتريك لأي سبب من الأسباب. تذكري جيدًا أن النشاط البدني يهيئ الجسم لولادة أسهل ما يحقق سلامتك وسلامة طفلك. كما أنه يساعد في تنظيم المزاج أيضًا.
-
تعزيز الصحة النفسية أولاً
لا تستهيني أبدًا بمشاعرك. القلق، الحزن أو الضغط الزائد قد يؤدي إلى ولادة مبكرة أو مشاكل في سلوك الطفل لاحقًا. كما أن كما أن الجنين يشعر بحزن الأم داخل الرحم، فاحذري الاستسلام لأي مشاعر سلبية كالكآبة أو الحزن أو ما شابه. تحدثي مع من تثقين بهم، ولا تترددي في طلب الدعم النفسي عند الحاجة. تأكدي أن صحة الطفل تبدأ من صحة الأم، ولذلك عليكِ بالعمل بهذه الحقيقة بقدر حبك لطفلك وللأمومة.
-
تجنبي السلوكيات الضارة
الإقلاع عن التدخين والكحول والأدوية غير الموصى بها ضروري للغاية لتحقيق سلامة طفلك داخل الرحم وبعد الولادة أيضًا. تجنبي التعرض للمبيدات، المنظفات القوية أو أي بيئة سامة لأن أي منها قد يتسرب لجنينك داخل الرحم. كما أن تأثيرك تأثرًا سلبيًا بأي منها يضر بطفلك المنتظر.
-
تواصلي مع طبيبك باستمرار
المراجعة الدورية مع الطبيب ليست رفاهية، بل ضرورة حتمية لرصد تطورات الحمل، وتسهيل إمكانية التدخل المبكر عند إكتشاف أي خلل. لا تؤجلي الفحوصات الطبية الدورية مثل تحليل السكر، الضغط، ومتابعة نمو الجنين بالموجات فوق الصوتية.

راحة الأم بعد الولادة تحقق أمان الطفل
استكمالًا للعناية بصحة طفلك، وبعد انتهاء فترة الحمل بولادته، التزمي بهذه النصائح المقدمة من الدكتورة ولاء، ألا وهي:
- اعتني بصحتك النفسية، الطفل يشعر بكل ما تمرّين به. خصصي وقتًا لنفسك ولو 15 دقيقة يوميًا للاسترخاء أو قراءة شيء تحبينه. ولا تخجلي من طلب الدعم: سواء من الزوج أو الأهل أو حتى مختص نفسي – أنتِ لستِ وحدكِ.
- نومك مهم مثل نوم طفلك، النوم المتقطع يضعف مناعتك ويؤثر على مزاجك. نظّمي نوم الطفل قدر الإمكان لتنعمي بالراحة أنتِ أيضًا.
- اجعلي النشاط العائلي عادة، رقصة عائلية في المطبخ، نزهة مشي في الحديقة، أو حتى تمارين خفيفة مع الطفل – كلها تصنع الفرق.
- قللي وقت الشاشات لك وله، حركتكم اليومية أكثر أهمية من متابعة فيديوهات عن الحركة!
- شجعي اللعب الحر، الطفل يحتاج إلى الجري، القفز، والاكتشاف أكثر من الألعاب الإلكترونية.
- احكي معه كل يوم، حتى الرضيع يستجيب لصوت أمه، والكلام اليومي يعزز نموه العاطفي واللغوي.
- استمعي قبل أن تصححي، الطفل لا يحتاج دائمًا إلى توجيه، بل إلى احتواء.
- كل لحظة حب تبني مناعة، الحضن والابتسامة دواء لا يُشترى.
خلاصة القول:
أنتِ البداية، منذ بداية الحمل ومرورًا به، ووصولًا إلى لحظة الولادة وما بعدها. تذكري دومًا أن صحة الطفل تبدأ من صحة الأم، وأنكِ أنتِ المصدر الأول لحياته، وكل ما تفعلينه اليوم سيكون له أثر في الغد. احرصي على أن تمنحيه بداية قوية وآمنة، تنبع من رحمٍ ينبض بالحب والوعي والرعاية، وتمهيدًا لولادة آمنة لكِ وله. تذكري البداية السليمة تحقق سلامة طفلك من الأمراض.