يجب على الأبوين معرفة كيفية دعم طفل التوحد لتعزيز نموه وتطوره

كيفية دعم طفل التوحد.. تقبله أول سبل الدعم

ريهام كامل

يعد تشخيص الإصابة بالتوحد أمرًا مخيفًا للأبوين وبخاصة الأم التي ينفطر قلبها على طفلها، ويتسرب إليها القلق ليفتك بها. يعد ذلك رد فعل طبيعي للغاية إذ لا توجد أم لا تريد أن يكون طفلها دائمًا على ما يرام، وبالطبع لا يوجد أب لا يتمنى الصحة لطفله.الحقيقة أن الإصابة باضطراب طيف التوحد أمر صعب، وتكمن صعوبته في أمور عديدة تتكالب على رأس الوالدين، مثل كيف يمكنه تقديم الدعم لطفلهما بعد تشخيص إصابته بالمرض، وكيف ستكون حياته، وغير ذلك من الأسئلة التي تعصف بعقولهما.

اليوم، وبمناسبة اليوم العالمي للتوحد، نقدم لكم إفادة شاملة عن كيفية دعم طفل التوحد من خلال الدكتورة سارة الكاشف، دكتوراة الصحة النفسية، استشاري  نفسي، والمدير العام لمركز الاوج لتاهيل اصحاب الهمم.

كيفية دعم طفل التوحد تقوم على تقبله بالدرجة الأولى ثم التدخل المبكر
كيفية دعم طفل التوحد تقوم على تقبله بالدرجة الأولى ثم التدخل المبكر

كيف يمكن دعم طفل التوحد؟

لدعم وتلبية احتياجات طفل التوحد ومساعدته على التعلم والنمو والازدهار في الحياة، يجب على الأبوين الاهتمام بتطبيق النصائح التالية:

التدخل المبكر

انتظار التشخيص الرسمي قد يسبب التأخر في العلاج، كل أب وكل أم على دراية بعلامات الإصابة بالتوحد، سواء بتأخر النمو أو أي من العلامات الأخرى التي تشير إلى الإصابة به، لذا من الأفضل الإسراع بطلب المساعدة، وعدم اهمال الأعراض لتجربة أفكار غير مدروسة على الطفل، لأن التدخل المبكر يلعب دورًا كبيرًا في دعم طفل التوحد، وتطويره، وتخفيف حدة أعراض التوحد عليه. لذا، تؤكد د.سارة الكاشف على أهمية التدخل المبكر وفي الوقت المناسب.

التثقيف الذاتي

ليسهل على الأبوين دعم طفلهما بعد إصابته بالتوحد، يجب عليهما الحرص بمعرفة المزيد والمزيد عن اضطراب طيف التوحد، لأن ذلك سيساعدهما في اتخاذ قرارات سليمة بشأن الطفل، بما في ذلك إلمامها بكل المعلومات الهامة كخيارات العلاج المتاحة، والتغذية المناسبة له، وغير ذلك من الأمور المهمة التي يجب عليهما الإلمام بها.

تقبل طفل التوحد كما هو

تقول د.سارة أنه من الخطأ التركيز على الفروقات الموجودة بين طفل التوحد والأطفال الآخرين، المقارنة هنا ليست في صالح الطفل، مشيرة إلى ضرورة تقبل الطفل باصابته، والتركيز على ميزاته الفريدة التي ينفرد بها دون غيره من الأطفال.

الاحتفال بانجازات طفل التوحد

يجب على الأبوين الاحتفال بالإنجازات الصغيرة التي يحققها طفلهما المصاب بالتوحد، لتشجيعه على تحقيق انجازات أكثر وأعمق. وتؤكد الكاشف على ضرورة تجنب المقارنات، إضافة إلى غمره بمزيد من الحب والرعاية والاهتمام، إذ يساهم ذلك في مساعدته بشكل أكبر.

كيفية دعم طفل التوحد ليزدهر وينمو ويتطور

تهيئة البيئة المناسبة له

يجب على الأبوين خلق بيئة هادئة ملائمة لطفل التوحد، وتخصيص مكانًا آمنًا له في المنزل، بتوفير مساحة مريحة وبيئة آمنة وهادئة.

تعويده على روتين يومي ثابت

يجب عمل روتين يومي يقوم على تنظيم الأحداث اليومية الممثلة في النوم، والغذاء، والأنشطة التفاعلية، وتعويده عليها، لأن المواعيد الثابتة جزء مهم جدًا في حياة أطفال التوحد.

التشجيع والمكافأة

تقول د.سارة الكاشف، أنه يجب على الأبوين تشجيع طفلهما المصاب باضطراب طيف التوحد من خلال مكافأته على سلوكياته الجيدة، لأن التحفيز الإيجابي له يعزز من سلوكياته، ويجعله يتصرف بأسلوب مهذب قدر الإمكان.

فهم نوبات الغضب

يصاب طفل التوحد الاحباط عندما تعجز الأم أو الأب عن فهم مشاعره أو فهم ردود أفعاله لذلك، تؤكد د.سارة على ضرورة فهم نوبات غضبه، واستشارة المختصين وتعلم الآلية المناسبة لفهمها.

ضرورة اللعب معه بشكل منتظم

يعد اللعب هو جزءًا أساسيًا في تعليم أطفال التوحد، لذا من الضروري تخصيص وقت محدد لممارسة الأنشطة الممتعة معه يوميًا، وذلك إلى جانب جلسات العلاج مع المختص.

المتابعة الجيدة مع المختص

يجب فهم حقيقة أن لكل طفل من أطفال التوحد احتياجات فردية يتم معرفتها والتعامل معها بآلية مناسبة وفعالة من خلال التنسيق مع المختص وبحث أفضل الطرق لمساعدته على التعلم والنمو الإزدهار.

خلاصة القول:

يحتاج أطفال التوحد إلى بيئة داعمة تشجعهم على التطور والنمو بطريقة سليمة، لذلك يمكن دعم طفل التوحد من خلال فهم التحديات التي يواجهها، واستخدام الأساليب المناسبة، يمكن مساعدتهم على تحقيق تقدم ملحوظ في مهاراتهم الاجتماعية.