الآن أصبح بالامكان الحد من مخاطر حساسية الفول السوداني عند الأطفال من خلال العلاج المناعي الفموي

الآن يمكن الحد من حساسية الفول السوداني عند الأطفال .. أخصائيون يؤكدون

ريهام كامل

تعتبر حساسية الفول السوداني أمر شائع بين صفوف الأطفال، لأن رد فعل الجسم على الفول السوداني عادة ما يكون قويًا منذ الصغر وله تبعيات عديدة خطيرة، إذ يمكن أن يظهر رد فعل تحسسي عند تناول الفول السوداني أو مأكولات تحتوي على مكونات منه. يُعرف هذا النوع من التحسس باسم حساسية الفول السوداني، فما هي أعراضها التي يجب الانتباه إليها جيدًا؟، وما هي مضاعفتها؟، وهل يمكن الحد من آثارها على الأطفال؟

ما هي حساسية الفول السوداني؟

يُعتبر الفول السوداني من الأطعمة الشائعة في حالات الحساسية الغذائية، والتي يمكن أن تتطور إلى حالة تسمى بالصدمة الحادة التحسسية “Anaphylaxis” وهي حالة طارئة وخطيرة  قد تستدعي استشارة الطبيب والذهاب إلى المستشفى إلى الفور، وخصوصًا عند ظهور أعراض تتعلق بصعوبة التنفس.

كيف يمكن تشخيص حساسية الفول السوداني؟

يمكن تشخيص حساسية الفول السوداني عبر اختبارات التحسس، ويعتمد علاجها على درجة حدة الرد التحسسي الناتج عنها، وبوجه عام تتطلب الوقاية من التعرض له تجنب تناول الفول السوداني ومنتجاته، وتوفير معلومات للأفراد المحيطين بالطفل حول كيفية التعامل مع حالة الطوارئ تحقيقًا لسلامة الطفل أولًا.

يجب مراقبة الطفل للتأكد من أنه لا يعاني من حساسية القول السوداني بعد تناوله

ما هي أعراض حساسية الفول السوداني عند الأطفال؟

تتعدد أعراض حساسية الفول السوداني عند الأطفال ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

  • الإصابة بأعراض جلدية واضحة قد تظهر على شكل، طفح جلدي أو حكة أو طفح حميد.
  • ظهور التورم في بعض أنحاء الجسم مثل: الشفاه والوجه وأي منطقة أخرى من الجسم.
  • الشعور بضيق وصعوبة في التنفس ويعد ذلك من أكثر الأعراض خطورة ويستدعي خضوع الطفل لرعاية طبية على الفور.
  • الشعور باحتقان في الأنف والحنجرة، كما قد يظهر احتقاناً في المناطق التنفسية العلوية.
  • حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل: آلام البطن، الغثيان، القيء، أو الإسهال.

هل يمكن تخفيف حدة الفول السوداني؟

بحسب أخصائيون من مستشفى كليفلاند كلينك يمكن ذلك من خلال دراسة علمية طرحت في هذا الصدد، حيث يرون أن التدخل المبكر يحد من حساسية الفول السوداني عند الأطفال خلال فترة سن الرضاعة تحت المراقبة الطبية يمكنه تحسين الاستجابة المناعية للطفل بمرور الوقت.

يجب الانتباه لأعراض حساسية الفول السوداني تحقيقًا لسلامة الأطفال

نتائج الدراسة

  • تم نشر نتائج الدراسة في "مجلة الحساسية والمناعة السريرية: وذلك من خلال دراسة شملت 22 رضيعاً تم إدراجهم في برنامج العلاج المناعي الفموي المبكر لحساسية الفول السوداني في مركز التميز للحساسية الغذائية في الولايات المتحدة التابع لمستشفى كليفلاند كلينك نظام الرعاية الصحية العالمي.
  • ويعد مستشفى كليفلاند كلينك أحد أنظمة الرعاية الصحية القليلة في الولايات المتحدة التي تقدم العلاج المناعي الفموي إلى الرضع والأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الفول السوداني. وتمكّن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربعة أعوام في مركز التميز للحساسية الغذائية، من تطوير تحمّلهم تجاه هذا الغذاء من خلال تناول كميات صغيرة منه في إطار عملية مُدارة خطوة بخطوة.
  • وتعقيبًا على ذلك، قالت الدكتورة ساندرا هونغ، مدير مركز التميز للحساسية الغذائية لدى مستشفى كليفلاند كلينك: "لقد شهدنا تحمّلاً جيداً للعلاج المناعي الفموي لحساسية الفول السوداني لدى الأطفال، ولكن الأدلة الفعلية المتوافرة حول العالم بخصوص فوائده لدى الرضع لا تزال محدودة، واستخدمنا البيانات التي حصلنا عليها من الرضع المدرجين في برنامجنا وذلك للوصول إلى فهم أفضل حول سلامة وفعالية هذا العلاج في الأطفال ممن هم بسن 12 شهراً فما دون ذلك".
  • كما قام الفريق البحثي في الدراسة ذات الأثر الرجعي بمراجعة البيانات المأخوذة من 22 رضيعاً تتراوح أعمارهم ما بين 7-11 شهراً ممن تلقوا العلاج المناعي الفموي في مركز التميز للحساسية الغذائية التابع لمستشفى كليفلاند كلينك. وخلال الخطة العلاجية التي جرى تطبيقها من قبل أخصائيي الحساسية والأهالي، وتم إعطاء الأطفال جرعة يومية تبلغ 18 ميليجرام (أي ضعف حجم حُبيبة ملح الطعام) من بروتين الفول السوداني وذلك في هيئة زبدة فول سوداني أو مسحوق الفول السوداني. وعلى امتداد فترة ستة أشهر تمت زيادة الجرعات اليومية حتى وصلت إلى 500 ميليجرام (أي ما يعادل حجم حبتي فول سوداني).
  • وتوصلت الدراسة إلى أن الرضع الـ22 في المجموعة نجحوا في إتمام هذه المرحلة من الدراسة. وأظهر أكثر من نصفهم خلال فترة العلاج أعراض حساسية طفيفة تراجعت من تلقاء نفسها، فيما احتاج واحد فقط إلى تدخل طبي بعقار إبينيفرين (الأدرينالين)، هذا ولم يسجل 27% منهم أي أعراض تحسسية على الإطلاق.
  • وأضافت الدكتورة هونغ: "تعتبر السلامة العنصر الأهم في دراستنا، ولذلك عند إعطاء الأطفال جرعة أكبر من بروتين الفول السوداني فإن ذلك كان يتم في مركزنا وتحت المراقبة الدقيقة من قبل أخصائي حساسية ولمدة ساعة بعد تناولهم للجرعة الأكبر".
  • وبعد انتهاء العلاج المناعي الفموي تم إخضاع 14 طفلاً من الأطفال الـ22 إلى اختبار حساسية لمعرفة مستويات الأجسام المضادة الخاصة بالفول السوداني في أجسادهم. وأشارت النتائج إلى أن جميع الأطفال الـ14 كان لديهم حساسية أقل تجاه الفول السوداني.
  • ومن ثم شارك 11 من هؤلاء الأطفال في تحدي فموي غذائي تم خلاله إطعامهم جرعات متزايدة من الفول السوداني وصلت إلى 2,000 ميليجرام (أي ما يعادل تسع حبات فول سوداني). وبعد إتمام التحدي، نجح 91% منهم في تحمل الفول السوداني دون ظهور أي أعراض تحسسية عليهم.

من جهتها قالت الدكتورة سارة جونسون، المؤلفة الرئيسية للدراسة والزميلة في مستشفى كليفلاند كلينك: "أظهرت دراستنا أن غالبية الأطفال تمكنوا من تناول الفول السوداني بأمان بعد حصولهم على العلاج المناعي الفموي. وأظهرت النتائج بشكل عام أن العمر هو عامل مهم في نجاح العلاج، إذ أن الجهاز المناعي لدى الرضع يتمتع بقابلية كبيرة على التكيف، ويسمح لهم بتطوير قدرة تحمل للفول السوداني مع تفاعلات تحسسية أقل حدة وأعراض جانبية أقل مقارنة بالأطفال الأكبر سنا".

وعلى الرغم من الآفاق الواعدة للعلاج المناعي الفموي لحساسية الفول السوداني في مساعدة الأطفال الصغار على تخطي حساسية الفول السوداني، إلا أنه يجب تقديم العلاج تحت مراقبة أخصائي حساسية.

واختتمت الدكتورة هونغ: "يتمثل هدفنا في ضمان سلامة العائلات، ولذلك يتوجب على العائلات عدم تجربة مثل هذا الأمر في المنزل بسبب مخاطر التسبب بتفاعل تحسسي. أما عند تواجد أخصائي حساسية لمراقبة الحالة، فإنكم تضمنون قيامه بتحديد أي أعراض تحسسية قد تظهر ومعالجتها بالسرعة اللازمة".

والآن يُسعدنا أن تشاركينا عزيزتي الأم الرأي .. هل سبق وأن تعرض أحد أطفالك لها وكيف كانت استجابتك لهذا الأمر؟، وما هي برأيكِ أهم الخطوات التي يجب على الأم القيام بها حفاظًا على سلامة الطفل من مخاطر التعرض لمخاطر حساسية الفول السوداني؟

مع تمنياتي لكِ ولطفلك بالصحة الجيدة ودوام السلامة والعافية،،،