كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ سؤال شائع بين صفوف الأمهات

كوني صديقته المقربة .. إليكِ مفاتيح التعامل مع ابنك المراهق

ريهام كامل

لم يعد صغيري المطيع؛ لقد كان التعامل معه أسهل بكثير عندما كان طفلًا صغيرًا، أشعر ببعض الحواجز بيننا، فأنا لا أستطيع أن أفهمه، وبالكاد أستطيع التعامل معه خلال المواقف الحياتية اليومية المختلفة، أشعر وكأن بداخله ثورة مصحوبة بفوضى عارمة. لقد أصبحت العصبية والانفعالات السريعة سمة من سماته، وبات الاعتراض والجدال أكثر ما يفعله معي ومع أبيه واخوانه، حتى أنني أشعر أحيانًا بأنه قد تبدل بآخر من فرط عصبيته وشدة انفعالاته. فماذا أفعال؟، وكيف أتعامل مع ابني المراهق؟

هكذا كانت رسالة إحدى الأمهات، وهكذا كان سؤالها حول التعامل مع ابنها المراهق، وأنا كأم لابن في عمر المراهقة الآن، أشعر كثيرًا بها، وبكل حرف في رسالتها، وأريد طمأنتها بأن هذا ما يحدث لجميع المراهقين، وأنه ليس عليها أن تقلق بشأن العصبية والانفعال، لأنها سمة من سمات مرحلة المراهقة باعتبارها مرحلة حاسمة للمراهقين بشكل خاص.

الآن وخلال فترة المراهقة يحاول كل مراهق أن يثبت ذاته بالرفض والاعتراض وبكثرة الجدال، ولسان حاله يقول أكون أو لا أكون، لأن شخصيته تتبلور في هذه المرحلة المهمة والخطيرة في نفس الوقت. ولذلك يجب على الأم السائلة، وعلينا جميعًا كأمهات أن نتفهم ما يحدث لأبنائنا المراهقين، هم أنفسهم لا يفهمون بالضبط ما يحدث لهم، ويشعرون بتغييرات كبيرة تطرأ عليهم. وهي بالطبع تغيرات هرمونية شديدة تؤدي إلى تخبطهم ودخولها في حالة من الشك في الذات، وتزايد حاجتهم للشعور بالقبول من الآخرين، بالإضافة إلى استجاباتهم السريعة وميلهم بشكل أكبر إلى أقرانهم. ولذلك هم في أمس الحاجة إلى الدعم، كثير من الدعم في الحقيقة.

كيف أتعامل مع ابني المراهق؟

الآن أجيب الأم السائلة، وكل الأمهات من خلال إجابة مفيدة للغاية، وراقت لي كثيرًا من موقع" medicine net"، وقد قمت بتطبيقها مع ابني المراهق، وقد كانت لها نتائج مذهلة.

وتتمثل الإجابة على هذا السؤال في ما يلي:

معرفة ما يمر بها الابن المراهق

يتغير سلوك أبنائنا المراهقين أثناء فترة البلوغ كثيرًا، ويعود السبب إلى التغيرات الهرمونية الشديدة التي ينتج عنها ظهور العديد من التغيرات الجسدية والنفسية أيضًا. كما أن أدمغتهم لازالت في طور النمور، لأن قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التفكير وإدارة العواطف لا تنضج تمامًا حتى يصلون إلى منتصف العشرينات من العمر. ولهذا السبب يشعرون بالإحباط بسهولة تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين، ولنفس السبب تزيد انفعالاتهم واندفاعهم وشعورهم بتقلبات مزاجية متكررة. لذا عليكِ عزيزتي الأم تفهم ما يمر به ابنك المراهق لتحقيق التعامل معه بطريقة سليمة.

التقرب منه وتكوين صداقة معه

في مرحلة المراهقة يكافح ابنك المراهق من أجل تحقيق استقلاله، ولذلك يصبح أقرانه ملاذًا آخرًا له عوضًا عن الأسرة. ولذلك يبدأ عليه بعض الغموض لأنه لا يرغب في اخبارك بالعديد من الأمور، ويبدأ في إخفاء أشياء عديدة عنكِ، هو لا يريد تدخلك. لذا حاولي وبلطف بالغ التقرب منه أكثر مع الاحتفاظ بمساحته الخاصة، وعليكِ بتعزيزه ثقته بكِ في المقام الأول. وتحفيزه على اللجوء لكِ بزيادة انصاتك له، وباستيعابك لكل التغيرات التي تطرأ عليه في هذه المرحلة الأهم على الإطلاق.

قدمي المشورة له بلطف

انصحي فقط ولا تجبريه على فعل أمر ما بعينه، لأنه ببساطة لن يقبل بذلك؛ وسيصبح أكثر عنادًا حتى ولو كان ما تمليه عليه لصالحه. لذا قدمي المشورة فقط ولا تجبريه مهما حدث على فعل أمر ما.

احترمي حاجته للاستقلال

من الطبيعي أن يبحث ابنك المراهق على الاستقلال كما ذكرنا، لذا امنحيه الحرية في حدود المعقول، وبما لا يضره، ولا تحجري على آرائه، اتركيه يعبر عن نفسه، ويكتشف الأشياء بنفسه، ويجرب أيضًا، امنحيه الفرصة ليتعلم من خلال الوقوع في الخطأ.

كوني صبورة عند وقوعه في الخطأ

الصبر وسيلتك الأكثر فعالية في التعامل مع ابنك المراهق، لذا كوني صبورة وهادئة وتجنبي الانفعال والصراخ لأنهم سيؤدون إلى حدوث فجوة عميقة بينك وبينه وهذا ما لا يجب أن يحدث أبدًا. لذا أخبريه بهدوء وبصوف خافض عن سلوكه الخاطئ وعن عدم قبولك له في المرة القادمة.

شجعيه على الانخراط في نشاطات مفيدة

من الجيد لابنك المراهق ولكِ أيضًا، تشجعيه على الانخراط في أنشطة مفيدة تكون محببة له أيضًا، وساعديه من خلال اكتشافك لأكثر النشاطات المحببة لديه. يمكنك تشجيعه على ممارسة لعبة معينة أو رياضة معينة، فمن شأن ذلك أن يحقق شعورك بالأمان، وعدم الخوف عليه من الوقوع في أمور سلبية بسبب الفراغ باعتباره العدو الأول للمراهق، كما أن لذلك انعكاسات نفسية إيجابية عليه، وخصوصًا عندما يمارس ما يحب ويهوى.

لا تتخلي عن حسك الفكاهي في التعامل معه

لا تكوني الأم الحازمة طوال الوقت؛ أمومتك لا تمنع أن تكوني مرحة مع ابنك المراهق، لذا اطلقي العنان لحسك الفكاهي، لتقتربي منه أكثر وأكثر، ولتكسري حالة الجمود التي تسيطر على علاقتك به عند تعاملك بحزم معه.

علميه الامتنان

إظهار الامتنان فضيلة مهمة يجب أن تسود بينك وبين ابنك المراهق ، لأنه يحقق الشعور بالرضا، ويعزز من الثقة بالنفس ويخلق رابطة عميقة وإيجابية بينك وبينه. لذا مارسيه بلطف معه لأنه يحقق شعور ابنك المراهق بالتقدير والاحترام.

خصصي وقتًا كافيًا لكلاكما

مهما بلغت بكِ المسؤوليات، كوني قريبة من ابنك المراهق دائمًا، واحرصي على أن تكون جسور التواصل ممتدة بينك وبينه، لأن ذلك يشعره بالأمان، ويوطد من علاقتك به. لذا كوني بجانبه في جميع المناسبات السعيدة سواء كانت على المستوى الأكاديمي في المدرسة أو المستوى الشخصي. كوني الأقرب إليه ليعتبرك ملاذه الآمن في كل وقت وحين.

تجاهلي صغائر الأمور

يعد السلوك غير المحترم أمرًا شائعًا لدى المراهقين وهو جزء من مرحلة النمو. لذلك يجب التجاهل قدر الإمكان عن صغائر الأمور، وتجنب الوقوف عندها، ويعد ذلك رأي جميع الخبراء المعنيين بتربية المراهقين.

ركزي على الإيجابيات

في تعاملك مع ابنك المراهق، حاولي التغاضي عن السلبيات، وركزي فقط على الإيجابيات، امدحيه بصفاته الطيبة، ومارسي الإطراء عليه، هذا ما يحتاجه بالفعل. كما أن للاطراء عليه كبير الأثر في تطوير شخصيته ونموها بطريقة سليمة.

ضعي قواعد واضحة وثابتة

إن وضع قواعد وحدود واضحة وحث ابنك المراهق على تطبيقها يعد أمرًا ضروريا خلال البحث عن آلية التعامل السليمة مع المراهق. لذا حاولي أن تطبقي ذلك بهدوء ودون أي انفعال أو صراخ، لأن الهدف تحفيزه على الطاعة وعدم اختراق القواعد الثابتة وليس العكس.

والآن ما الذي يجب تجنبه في التعامل مع ابنك المراهق؟

ثمة أمور عديدة يجب تجنبها في التعامل مع ابنك المراهق، من أهمها ما يلي:

  1. الوقوف عند كل صغيرة وكبيرة في أفعاله، لا تفعلي ذلك.
  2. عقد مناقشة معه في وقت خاطئ، اختاري الوقت المناسب لمناقشة الموضوعات المهمة معه.
  3. التواصل البصري، فهو غير مريح بالنسبة للأولاد المراهقين.
  4. إلقاء المحاضرات على مسامعه، المراهقون يكرهون ذلك.
  5. السخرية، لأنها تخلق شعوره بالاستياء، وتتسبب في حدوث فجوة بينك وبين ابنك المراهق.

والآن، يُسعدني أن أتقلى إجاباتكم على سؤال "كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ؟"

مع تمنياتي لكل مراهق بمراهقة آمنة خالية من أي مخاطر،،،