الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد.. تأثيراته وسبل الدعم
تعتبر الأمّهات اللاتي يعتنين بأطفال اضطراب طيف التوحد من الفئات الأكثر عرضة للاحتراق النفسي. الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتهن النفسية والجسدية، مما يتطلب فهمًا عميقًا وتقديم الدعم اللازم لهن بهدف مساعدتهن على تجاوز كل الصعوبات المرهقة خلال رحلة رعايتهن لأطفالهن، وبما يعود على أطفال التوحد بنفع كبير.
من أجل ذلك، ومن خلال إفادة الدكتورة "سارة محمد الكاشف"، دكتوراة في الصحة النفسية، استشاري نفسي، والمدير العام لمركز الاوج لتاهيل اصحاب الهمم، نستعرض في ما يلي تأثير الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد، وكيفية تقديم الدعم اللازم لهن.
تأثير الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد على الصحة النفسية لديهن؟
يلتهم الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد صحتهن النفسية، وطاقتهن، ومن أبرز تأثيراته عليهن إصابتهن بما يلي:
القلق والاكتئاب
تواجه أمهات أطفال التوحد قلقًا مستمرًا بشأن تطور أطفالهن، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والاكتئاب. وتشير الدراسات إلى أن الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاعر الحزن وفقدان الأمل لديهن ما يؤثر على عزيمتهن، ويضعف من صلابتهن، وهو ما لا يجب حدوثه أبدًا.
تدهور الصحة الجسدية
يمكن أن يؤثر الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد أيضًا على الصحة الجسدية لهن. إذ تشعر الأمهات مع تكالب الأعباء والمسؤوليات ومتطلبات الرعاية الخاصة لأطفالهن بالتعب والإرهاق المستمر، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل اضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم.
العزلة الاجتماعية
تشعر أمهات أطفال التوحد بالعزلة نتيجة عدم فهم المجتمع للتحديات اللاتي تقف حائلًا بين هدوء حالهم، وتحسين صحتهم النفسيية. ما يؤدي إلى تفاقم الاحتراق النفسي، مما يؤثر سلبًا على نوعية حياتهن. وعلى مدى قدرتهن على استكمال مسيرتهن مع أطفالهن وبخاصة مع حاجتهم إلى رعاية فائقة واهتمام خاص.
كيف يمكن التغلب على الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد؟
تقول الدكتورة سارة الكاشف أنه يجب الاهتمام بأمهات أطفال التوحد، ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي ترهقهم وتحفز على إصابتهن بالاحتراق النفسي. ومن أبرز النصائح التي تجدي نفعًا كبيرًا في تخفيف الشعور بالاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد، ما يلي:
-
تقديم الدعم النفسي لهن
يجب تخفيف تأثير الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد من خلال توفير خدمات الاستشارة النفسية المتخصصة التي تمكن الأمهات من التعامل مع الضغوط النفسية. يمكن أن تكون مجموعات الدعم أداة فعالة في تبادل الخبرات وتخفيف الشعور بالعزلة لديهن.
-
توفير المعلومات والموارد
يجب تزويد الأمهات بمعلومات دقيقة حول اضطراب طيف التوحد، وحول كيفية التعامل معه وذلك بهدف تقليل مستويات القلق والتوتر لدى الأمهات. كما يجب توجيههن إلى الموارد المجتمعية المتاحة، مثل مراكز العلاج والدعم.
-
تشجيع الرعاية الذاتية
يجب المساهمة في التغلب على الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد، من خلال تخصيص وقت لأنفسهن وممارسة الأنشطة التي يستمتعن بها، إذ يعتبر النشاط البدني وسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية وتقليل مستويات التوتر والقلق لديهن.
-
تقبل المشاعر
من المهم أن يتفهم المحيطون بأمهات الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد أن الشعور بالإرهاق أو الإحباط أمر طبيعي. ويجب دعم الأمهات بدلاً من الحكم عليهن دون التعمق في مأساتهن والنظر إليه بعين الرحمة والتقدير والفخر أيضًا لأنهن أمهات ناجحات، مما يساعد في تخفيف العبء النفسي الذي يحملنه، وتخفيف حدة الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد.
عمل دورات تدريبية لأمهات أطفال التوحد
يجب تقديم الدعم اللازم للتغلب على الاحتراق النفسي لدى أمهات التوحد، وعمل دورات تدريبية لهن، تخبرهم بكيفية التعامل مع صعوبات كل مرحلة عمرية للأطفال. والتسلح بالعلم والثقافة والتعامل معهن من منطلقي علمي ونفسي بحت حتى تكون محاولاتهن في التغلب على الاحتراق النفسي جادة وفعالة.
خلاصة القول:
الاحتراق النفسي لدى أمهات أطفال التوحد له تأثيرات كبيرة على صحتهن النفسية والجسدية. ولذلك يجب تقديم الدعم المناسب لهن ، مثل الاستشارات النفسية وتوفير المعلومات، يمكن أن تتحسن جودو الحياة لديهن، مما يساعدهن في تقديم الرعاية الأفضل لأطفالهن. كما أن فهم هذا الاحتراق النفسي، وتقديم الدعم اللازم يمكن أن يساهم في تعزيز صحة الأمهات وتمكينهن في مواجهة التحديات اليومية.
مع تمنياتي لجميع أمهات أطفال التوحد بالسلامة والهدوء والاستقرار واحراز أكبر النتائج مع أطفالهن،،،