
الأبوة الفعالة طوق نجاة .. خبراء يؤكدون أهمية دور الأب في تربية الأطفال
الأب هو السند، والقائد، والمرشد، هو الصاحب المخلص، والرفيق الأمين، هو عمود المنزل، وأساس الأسرة، ولا خلاف أعلى همية دوره في تربية الأطفال. لا يقل دور الأب في التربية عن دور الأم. إن الدور الذي يقوم به يعد دورًا محوريًا له تأثيراته في تحقيق نمو عقلي وعاطفي سليم لهم.
من أجل ذلك، ولأهمية هذا الموضوع، نقدم في ما يلي أهمية دور الأب في تربية الأطفال من واقع الحياة الأسرية السليمة التي يجب أن يتبع نهجها كل الأسر، من أجل مساعدة الأطفال في الاستعداد لمواجهة الحياة في مختلف المواقف في المستقبل.

ما هي أهمية دور الأب في تربية الأبناء؟
إن وجود أب على مستوى كبير من الحكمة والذكاء العاطفي، وبمواصفات أخلاقية حميدة، ومبادئ تربوية سامية يعتبر داعمًا كبيرًا للأطفال، لأنه يعد مصدرًا موثوقًا به في توجيه أبنائه، ولأن دعمه لهم سيؤهلهم لمواجهة الحياة بإيجابية، وبعزم، وقوة إرادة، ما يساهم في تقوية ثقتهم بأنفسهم، وتعزيز الصفات القيادية لديهم، الأمر الذي يزيد من قدرتهم على التعامل بطريقة أفضل مع الضغوطات التي يواجهونها في الحياة. كما أن وجود الأب يساعد في تحديد هوية الأطفال منذ الصغر، وهذا ما يخلق لديهم شخصية قوية ترافقهم طوال حياتهم.
وبحسب الخبراء المختصين، يمكن التأكيد على درو الأب في تربية الأطفال من خلال ذكر خلاصة دور الأب في تربية الأطفال من خلال تحقيق ما يلي:
تعزيز الثقة بالنفس
تعد الثقة بالنفس من العوامل الرئيسية التي تساهم في بناء الشخصية، وهي أساس نجاح وتقدم الأطفال في جميع مراحل عمرها سواء في عمر المدرسة وما بعده. إن مشاركة الأب لأطفاله في المواقف الحياتية المختلف يعلمهم كثير من الأمور المهمة، مثل كيفية التعامل مع الآخرين، واحترام الذات إذ يلعب الأب دورًا كبيرًا في تعزيز مفهوم احترام الذات لديهم، وهو ما ينعكس في علاقاتهم المستقبلية وأدائهم في مختلف جوانب الحياة.
التوجيه والإرشاد
يعد التوجيه والإرشاد من المسؤوليات المهمة لدى الأب، الأم تقوم بذلك، لكن دائمًا ما يكون صدى توجيهات الأب وإرشاده لأطفاله أكثر قوة.
الانضباط والمسؤولية
يعد الأب أحد النماذج الأساسية التي يتبعها الطفل في تعلم الانضباط والمسؤولية. من خلال فرض القواعد وتوضيح عواقب الأفعال، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب. كما أن لذلك كبير الأثر في مستقبل الأبناء بعد ذلك. القدوة هي أفضل تعليم للأطفال، فإذا كان الأب منظبطًا ومسؤولًا بات أطفاله مثله تمامًا لأنهم تعلموا من نموذج حي أمامهم، وتأثروا بأفعاله التي تبرز بوضوح معنى الانضباط والمسؤولية.
تطوير مهارات التواصل الاجتماعي
يمتد دور الأب في تربية الأطفال ليشمل تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديهم، وذلك من خلال التفاعل اليومي معهم، سواء من خلال اللعب أو المحادثات، ما يؤهلهم إلى تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين.
تقديم الدعم العاطفي
صحيح أن الدعم العاطفي الذي تقدمه لأطفالها يتجاوز كل الحدود، ولكن للأب دور كبير أيضًا في تقديم الدعم العاطفي لأطفاله، وهو أحد أهم الأدوار التي يقوم بها الأب في الحياة الأسرية، هذا الدعم الذي يقدمه الأب لأطفاله في المواقف الصعبة له أن يخلق بيئة دافئة، آمنة ومستقرة لأطفاله.
المساعدة في اتخاذ قرارات سليمة
يقوم الأب بدور كبير في تعزيز قدرة أطفاله على التفكير السليم الواعي الذي يساعدهم في اتخاذ قرارات سليمة حيث تنمية مهاراتهم في حل المشكلات واتخاذ قرارات حكيمة في حياتهم اليومية، ما يؤهلهم لمواكبة أي تحديات أو مشكلات خلال الاحتكاك بالآخرين.

ماذا عن دور الأب في مرحلة المراهقة؟
يقول الدكتور مهاب مجاهد بكالوريوس الطب جامعة عين شمس، ماجستير الطب النفسي-جامعة ساوث ويلز المملكة المتحدة، عضو الجمعية الأمريكية لعلاج الأسر والأزواج، في أحد تسجيلاته على حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن دور الأم مهم جدًا في تربية الأطفال إلا في مرحلة المراهقة، لأن دور الأب في تربية الأطفال في هذه المرحلة على وجه الخصوص مهم جدًا ولدرجة كبيرة، إذ تتطلب مرحلة المراهقة المتوسطة التي تبدأ من سن 14 : 18 سنة، لاحتياج الأطفال الذكور لتواجد صورة ذكورية صحية وسليمة، ومثل أعلى لهم يقلدونه لكي لا يقومون بتقليد من يرونه خارج إطار الأسرة. واحتياج الأطفال الإناث لعاطفة ذكورية صحية تتحقق مع خلال دور الأب في تربية بناته، وتقديم الدعم العاطفي، والعطف والحنان لهن ليكونوا بعيدًا عن استغلال الآخرين لهم.
والسبب الأخير الذي يؤكد على ضرورة دور الأب في تربية الأطفال في مرحلة المراهقة، هو احتياج الجنسين (الذكور والإناث) إلى صورة ذكورية حاسمة لمواجهة تمردهم أمام سلطة الأم، وتحقيق التوازن المطلوب.
من له الدور الأكبر في تربية الأبناء؟
في تربية الأبناء، يلعب كل من الأب والأم دورًا كبيرً. في المراحل الأولى من حياة الطفل، يكون الدور الأكبر في التربية للأم، خاصةً في المراحل التي تتطلب العناية والرعاية المستمرة، إذ تكون الأم أكثر تواجدًا مع الطفل في هذه الفترة، لكن مع تقدم الطفل في العمر، يصبح دور الأب مهمًا أيضًا، خاصة في مرحلة المراهقة كما ذكرنا أعلاه حيث ضرورة توجيه الطفل وتقديم النماذج السلوكية من خلال توافر صورة ذكورية صحية. بشكل عام، يمثل التعاون بين الوالدين في تربية الأطفال ضرورة قصوى لتحقيق بيئة متوازنة، ينتج عنها طفل بشخصية قوية سوية ومتوازنة.
خلاصة القول:
لا يقتصر دور الأب على توفير الاحتياجات المادية فقط، بل يشمل أيضًا توفير الدعم النفسي والتوجيه الذي يعزز من تنمية وتطور شخصية أبنائه عبر مراحل التربية المختلفة. كما أن دور الأب في تربية الأطفال أمر مهم جدًا لمساعدتهم في بناء شخصية سوية ومتوازنة، من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديهم، وتقديم الدعم العاطفي لهم، وتعليمهم مهارات حل المشكلات والانضباط والمسؤولية.
مع تمنياتي لكل أبوين برحلة تربية ممتعة رغم الصعاب وناجحة رغم التحديات،،،