الفيروسات الموسمية تنتشر بين صفوف الأطفال هذا الشتاء

الفيروسات الموسمية تنتشر بين الأطفال.. 4 نصائح طبية للوقاية منها

ريهام كامل

الفيروسات الموسمية هي تلك الفيروسات التي تنتشر بشكل أكبر في فترات معينة من السنة، وعادة ما تكون خلال فصول الخريف والشتاء. تعد الأطفال من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الفيروسات بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم مقارنة بالبالغين.من أبرز الفيروسات التي تصيب الأطفال فيروس الإنفلونزا، وفيروسات الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى نزلات البرد الشائعة.

ومن أهم الأعراض التي تترتب على الإصابة بالعدوى الفيروسية مثل السعال، واحتقان الأنف، وارتفاع درجات الحرارة، مما قد يؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال وجودة حياتهم اليومية.

من هنا، تأتي أهمية الوقاية والعناية الطبية المناسبة لحماية الأطفال من هذه الفيروسات، مع التزام الأسرة بتطبيق الإرشادات الصحية التي تساهم في تقوية مناعتهم وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الموسمية.

الدكتورة كسينيا بوتوفا، مؤسسة عيادة ديتكي العائلية وعيادة مولودوست
الدكتورة كسينيا بوتوفا، مؤسسة عيادة ديتكي العائلية وعيادة مولودوست

تحذير طبي

حذر الأطباء في دبي من تزايد حالات العدوى الفيروسية بين الأطفال خلال فصل الشتاء، خاصة في أوساط المغتربين. وتظهر البيانات الطبية أن الأمراض الفيروسية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال هذا الموسم، حيث بلغت ذروة العدوى بالفيروسات المعوية في سبتمبر وأكتوبر، بينما بدأ انتشار الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) في أكتوبر، وارتفعت حالات الإنفلونزا بشكل كبير منذ نوفمبر. كما تشكل التهابات الجهاز التنفسي العلوي 60٪ من جميع الحالات التي تم علاجها.

طرق الوقاية من الإصابة بالفيروسات الموسمية

يوصي الأطباء بتبني نهج وقائي للحد من الإصابات الفيروسية، عبر اتباع تدابير صحية استباقية تشمل ما التدابير الوقائية التالية:

  • تناول مكملات فيتامين د لتعزيز المناعة، خاصة للأطفال الذين يقضون وقتاً محدوداً في الهواء الطلق.
  • الالتزام بلقاحات الإنفلونزا السنوية للحماية من المضاعفات الشديدة للفيروسات الموسمية في موعدها.
  • تحفيز الأطفال على ممارسة النشاط البدني بانتظام لدعم صحة الجهاز المناعي.
  •  الالتزام بممارسات النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام واستخدام المعقمات، خاصة في البيئات المدرسية، وبعد دخول المنزل وقبل الطعام.

وعن طرق الوقاية من الفيروسات الموسمية قالت الدكتورة كسينيا بوتوفا، مؤسسة عيادة ديتكي العائلية وعيادة مولودوست: "منذ سبتمبر 2024، تعاملنا مع 3,680 مريضاً شاباً في دبي، وكان 76٪ من الزيارات تتعلق بحالات مرضية مختلفة. في المقابل، لا تزال التطعيمات والفحوصات الدورية والاستشارات الطبية تشكل جزءاً أساسياً من الرعاية الصحية التي تحتاجها معظم العائلات".

وأشارت بوتوفا إلى أن العائلات المغتربة تواجه تحديات فريدة، مثل التأقلم مع مناخ دبي والتكيف مع بيئة مدرسية متعددة الثقافات، وإدارة ضغوط السفر المتكرر. وأضافت: "الإدارة الصحية الاستباقية، من خلال التدخل المبكر والاستراتيجيات الوقائية، يمكن أن توفر حماية شاملة للأطفال، وتقلل من تأثير الأمراض الموسمية بشكل كبير."

الدكتورة خيادي تسيلويفا، طبيبة مرخصة من هيئة الصحة بدبي
الدكتورة خيادي تسيلويفا، طبيبة مرخصة من هيئة الصحة بدبي

من جانبها، أوضحت الدكتورة خيادي تسيلويفا، طبيبة مرخصة من هيئة الصحة بدبي، أنها رصدت حالات إصابة بفيروسات أخرى إلى جانب الإنفلونزا، مثل فيروسات كورونا والفيروسات الغدية وأنواع أخرى أقل شيوعاً. وأضافت: "بينما تتطلب معظم العدوى الفيروسية رعاية داعمة لتخفيف الأعراض، إلا أن علاج الإنفلونزا يكون أكثر فاعلية عند التدخل المبكر باستخدام مضادات الفيروسات مثل أوسيلتاميفير، تحت إشراف طبيب الأطفال. كما قد تؤدي بعض الإصابات الفيروسية إلى التهابات بكتيرية ثانوية، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الأذن، مما يستدعي تشخيصًا دقيقًا وعلاجاً مستهدفاً."

وأكدت الدكتورة بوتوفا على ضرورة تقديم رعاية طبية تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المغتربين الثقافية والعاطفية، مضيفة: "تبحث العائلات عن عيادات توفر رعاية شخصية ونهجاً مألوفاً، حيث تعزز العلاقة الوثيقة بين الأطباء والمرضى الثقة، مما يسهل على الأهالي اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحة أطفالهم."

وأشارت إلى أن بعض العائلات تواجه تحديات متكررة مع التهابات الجهاز التنفسي، مستشهدة بحالة أم مغتربة: "أخبرتنا أم عن معاناة طفلها من ثلاث نوبات عدوى فيروسية خلال شهرين فقط، بعد انضمامه إلى حضانة جديدة. في مثل هذه الحالات، تلعب الوقاية والاستشارة الطبية دوراً محورياً في تقليل الإصابات المتكررة."

ينصح الأطباء الأهالي بعدم التهاون عند ظهور الأعراض الأولى للمرض، حيث أن التشخيص المبكر والعلاج السريع لا يساعدان فقط في تخفيف الأعراض، بل يقللان أيضاً من خطر حدوث المضاعفات. وينبغي اختيار عيادة ذات خبرة وفريق طبي مؤهل، لضمان تقديم رعاية صحية متكاملة تضمن بقاء الأطفال بصحة جيدة طوال موسم الشتاء.