
حفظ أسرارها وتفهم مشاعرها.. خطوات تجعلك الصديقة المقربة من ابنتك المراهقة ..طبقيها بدقة
في بيتي مراهقة؛ هذه ليست جملة عادية. كل حرف فيها يعكس مشاعر خوف وقلق تنتاب كل أم لديها ابنة مراهقة، والسبب التغيرات الشديدة والصعبة التي تطرأ على أي ابنة في مرحلة المراهقة. إنها المرحلة الأصعب في التربية، وتحتاج بذل كثير من الوقت والجهد للوصول إلى طريقة مثلى للتعامل معها. تُرى عزيزتي الأم كيف تكونين الصديقة المقربة من ابنتك المراهقة؟، وكيف تتعاملين مع التحديات الصعبة التي تواجهك خلال تحقيقك لذلك، وبخاصة في ظل الانتشار التكنولوجي الواسع الذي نشهده جميعًا في العصر الحالي؟

كيف تكونين الصديقة المقربة لابنتك المراهقة؟
أن تربط بينك وبين ابنتك المراهقة علاقة صداقة قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل في ظل التغيرات المتلاحقة التي نشهدها في العالم من حولنا اليوم، ليس بالأمر الهين. أنتِ بحاجة إلى الهدوء وكبح كل مشاعر الخوف والقلق حيال أمرها، حتى يصبح ذهنك صافيًا للتفكير في كيف تكوين علاقة صداقة متينة معها.
يجب أن تكوني صبورة إلى حد كبير، إذ أن هناك العديد من التحديات تواجهها الفتيات في مراحل نموهن المختلفة، وبخاصة في هذه المرحلة الأصعب على الإطلاق، إذ يصبح من الضروري أن يشعرن بالدعم والتفهم من قبل الأم كصديقة حقيقية. من هنا يأتي دورك كأم تريد احتواء ابنتها، واحتضانها وحمايتها من مخاطر مرحلة المراهقة.
أنا أم لابن مراهق شارف على بلوغ عامه السادس عشر، بارك الله في عمره، وأعلم كم هي صعبة مرحلة المراهقة، ولكني أتعاطف معكِ بشدة، لأن التعامل مع الابنة المراهقة يتطلب حكمة أكثر، وصبر أكبر، ومرونة كافية لاحتواء مشاعرها في هذه المرحلة. يوجد من يردد أن التعامل مع الابنة في مرحلة المراهقة أسهل بكثير من التعامل مع الابن المراهق، ولكن ومع إيماني التام بصعوبة المرحلة على الجنسين الذكور والإناث، إلا أنني أشفق على كل أم لديها ابنة مراهقة، وتحلم بأن تكون صديقة مقربة لها، لتهدأ نفسها، ولتستقر أفكارها، لأنها مسألة شاقة للغاية.
من أجل ذلك عزيزتي الأم، يروق لي أن أساعدك في هذه المهمة الصعبة من خلال مقالي اليوم، وبإفادة من "داليا شيحة" خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية، التي تخبرك وبخطوات مرنة، كيف يمكن أن تكوني الصديقة المقربة من ابنتك المراهقة، فهل أنت مستعدة؟

نصائح لتكوني الصديقة المقربة من ابنتك المراهقة؟
بداية عليكِ غاليتي الأم أن تطبقي الخطوات المهمة التالية تمهيدًا لتكوين علاقة صداقة قوية مع ابنتك المراهقة:
- استمعي إليها دون مقاطعتها، ولا تقومي بأي رد فعل فوري لما يُلقى على مسامعك، كوني مستمعة جيدة لها، هذه هي البداية السليمة التي ستمهد لكِ الطريق لإقامة علاقة صداقة قوية معها.
- لا تتسرعي بإصدار أحكام عليها، كوني موضوعية قدر الإمكان.
- احفظي أسرارها وأكسبي قلبها للأبد.
- اجعليها تشعر بقيمة الصداقة التي تربط بينكما، وشاركيها بعض أسرارك من أجل تعزيز بناء الثقة بينكما.
- شاركيها اهتماماتها، ومارسي معها الأنشطة المحببة إليها والمفضلة عندها، تقربي إليها أكثر لتكتشفي اهتماماتها وهواياتها، وعالمها الصغير بكل تفاصيله الدقيقة.
- أسأليها عن أنشطتها اليومية عند عودتها إلى المنزل، واهتمي بطرح هذا السؤال يوميًا دون كلل أو ملل، "كيف كان يومك؟"، وامنحيها الوقت الكافي للانصات إليها والدردشة معها.
- كوني مرحة في علاقتك بها، احرصي على أن تتخلل علاقتك بابنتك المراهقة بعض اللحظات الممتعة، فمن شأن ذلك أن يساهم في توطيد علاقتك بها.
- اكتشاف الميول سيخبرك كيف يمكن أن تكوني الصديقة المقربة لابنتك المراهقة.
- شاهدي معها فيلمًا رومانسيًا، واستمعي إلى تعليقاتها عنه بقلبك وليس بعقلك لتتفهمي طبيعة شخصيتها لتحديد آلية التعامل معها في هذه المرحلة الحرجة.
- اكسبي ثقتها بكل الطرق، إذا وثقت بكِ ابنتك المراهقة، لن تتردد أبدًا في مشاركتك أسرارها، حينئذ يجب عليكِ التعامل بحذر لكي تكسبين ثقتها للأبد.
- حاولي توصيل أي نصيحة لها من خلال رواية بعض القصص التي لها أن توصل ما تودين تعليمها إياه، إجعليها تفهم العبرة من القصص.
- احترمي خصوصيتها، المراهقين يحبون أن تُحترم خصوصيتهم، ويقدرون الخصوصية، وبخاصة أبناء الجيل Z، والجيل المعاصر.
- احترمي رأيها، ولا تقيدي حريتها، واحذري إجبارها على فعل ما لا تطيقه.
- حاولي فهم لغة التكنولوجيا التي تتقنها هي، ليسهل التفاهم بينكما، يمكن القول أن هذه هي اللغة التي تتقنها ابنتك، وعليكِ أيضًا باتقانها لتسهيل التواصل في ما بينكما.
- امدحيها، وحققي سعادتها بذكر الكلام المعسول على مسامعها.
- يجب أن تكوني قريبة منها لتلبية النداء وقت حاجتها إليكِ، عليكِ باستيعابها واحتوائها لتحقيق شعورها بالأمان.

كيف تكسبين قلب ابنتك المراهقة؟
بعد نجاحك في تكوين علاقة صداقة معها، وبعد أن أصبحتِ الصديقة المقربة منها، يمكنك كسب قلب ابنتك المراهقة للأبد بهذه الأمور.
- عليكِ باحتواء مخاوفها.
- احذري إفشاء الأسرار.
- عليكِ باستيعاب ما تمر به من تغيرات جسدية ونفسية هذا أهم ما في الأمر.
- التعامل بحكمة مع عدم قدرتها على ضبط انفعالاتها.
- كوني حنونة ولا تكوني نصوحة لها في كل الأوقات، وبخاصة في المواقف التي تسبب ألمها و تُشعرها بالحزن. اعلمي أنه في مواساة الألم يفوز الحنون لا النصوح.
- تفهمي مشاعرها جيدًا.
- علميها أهمية الرعاية الذاتية.
- اجعليها تشعر بحاجتك إليها.
- احذري توبيخها أمام الآخرين مهما كانت الصلة بهم.
- احترميها وقدريها واحذري السخرية منها.
خلاصة القول
لتكوني الصديقة المقربة من ابنتك المراهقة، عليكِ التحلي بالصبر. الانصات مهم جدًا لتقوية علاقتك بها. لكسب ثقتها للأبد، احذري البوح بأسرارها لأي شخص. الاحتواء والاستيعاب وغمرها بالعطف والحنان هم سبيلك لكسب قلبها للأبد. دعمك لها في المواقف الصعبة يجب أن لا يرافقه لوم أو توبيخ حتى يكون لنصحك معنى بعد مساعدتها على الخروج من الأزمة،،،
مع تمنياتي لكِ بالنجاح في رحلة الأمومة الجميلة،،،