تشعُرين بالملل أثناء عملك... إليك حلول مثالية للتغلب على ذلك
لا شك أن عدم قدرتك على أداء مهام عملك، و الشعور بالملل، أو قلة شغفك للوصول إلى ما تطمحين إليه، كلها عوامل مؤثرة على تقدُمك وارتقائك في العمل بصفة عامة.
وبالتالي استسلامك لهذه العوامل قد يتسبب في الانهيارك التدريجي لعلاقتك بطبيعة عملك، إذ تُصبح العلاقة خالية من الانسجام والإبداع، وقائمة فقط على إنهاء واجبك الوظيفي.
وعلى الرغم من أن الأسباب التي تُشعرك بالملل في عملك متنوعة سواء " عدم انسجامك في العمل، عدم حصولك على مهارات وخبرات جديدة، مكان العمل والبيئة المُحيطة بك، تكرار نفس المهام الموكلة إليك، عدم شعورك بردود فعل إيجابية، انعدام المعنى للعمل الذي تقومين به أو قلة المهام التي تقومين بها".
إلا أن استسلامك للإحباط والملل قد يقودك إلى نتائج عكسية بلورتها إحدى الدراسات التي أجراها المعهد الفنلندي للصحة المهنية وجامعة هلنسكي الفنلندية، ونشرت في مجلة رؤية الزمرد في ثلاثة أشكال: " الجمود وهوأداء العمل بشكل آلي يبعدك عن المتعة في العمل، بل يكون عملك روتيني غير حيوي.
التسارع وهوأداء العمل بشكل سريع دون الاكتراث للتفاصيل والنتائج، فقط لأجل الانتهاء من العمل. انعدام الإيقاع في العمل وهو أداء العمل بشكل رتيب وفق مسار واحد يكوني فيه مهتمة فقط بأداء واجبك الوظيفي، من دون إضفاء طابع حيوي يتسم بالمتعة على وظيفتك".
وبحسب ما أظهرته الدراسة، فإن هذه الأنواع من الملل على اختلافها تدفعك إلى انخفاض نشاطك في العمل، وتؤثر بدورها على كمية ونوعية الإنتاج، كما تُعيق استثمار طاقاتك الكامنة ومهاراتك الحقيقية، فتكون النتائج سلبية على أدائك وعلى الإنتاج.
من هذا المُنطلق، دعينا نُطلعك على حلول مثالية للتغلب على شعورك بالملل أثناء عملك، وذلك بناء على توصيات استشاري التنمية البشرية وتطوير الذات الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
الشعور بالملل عدو المرأة في العمل
أوضح دكتور مصطفى، أن شعور المرأة بالملل في العمل له أسباب آخرى بخلاف ما تم ذكره. فربما يكشف شعورها بالملل عن المشكلات المحتملة التي تواجهها في العمل سواء " عدم ملاءمة طبيعة عملها لاهتماماتها الحقيقية، عدم توظيف قدراتها على نحو كامل، وجود فرص ضئيلة لنموها وتعليمها، عدم امتلاكها هدف واضح وامتلاكها لأوقات فراغ كبيرة".
وبالتالي الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء شعور أي امرأة بالملل أثناء قيامها بمهام وظيفتها، أمر حتمي. لأن كلما تفاقمت المشكلة، زادت العواقب التي ستواجهها.
لذا لا تتجاهلي عزيزتي شعورك بالملل أثناء أدائك لعملك، لتفادي تأثيراته السلبية ومنها " زيادة توترك، اتباعك عادات سيئة، تدهور صحتك النفسية وانخفاض إنتاجية عملك".
حلول مثالية للتغلب على شعور المرأة بالملل في العمل
اقترح دكتور مصطفى، عدة طرائق يُمكنك استخدامها لتجاوز شعورك بالملل أثناء أداء مهامك الوظيفية، وذلك على النحو التالي:
أخبري رئيسك عن وضع عملك
من الجيد أن يكون رئيسك متاح للتحدث معه، بحيث يُمكنه فهمك ومساعدتك، وفي نفس الوقت يُمكنك طلب القيام بمزيد من المهمات الأكثر تحدياً أوالعمل الذي يتناسب مع اهتماماتك. فهذا لا يُخرجك من حالة الملل فحسب، وإنما يجعل مديرك يُقدراستعداداتك للتحسين والتطور والتعلم.
حددي غايتك من وظيفتك
عندما تُحددين هدفك، يُحفزك ذلك على العمل. إذ إنه لمن الجيد أن تقضي بعض الوقت لاكتشاف وتحديد هدفك وشغفك الحقيقي، لكن لا تنسي تدوين ذلك كملاحظات والصقيها على مكتبك كتذكير، كما يُمكنك طلب بعض النصائح المهنية إذا كُنتِ بحاجة إلى المساعدة.
تعلمي مهارات جديدة وقت فراغك
إذا كان لديك الكثير من الوقت الضائع، وسعي معرفتك ومداركك، وتعلمي شيئاً جديداً. فالشخص المجهز جيداً هو دائماً الخيار المفضل لدى المدير.
خذي فترات راحة عندما تشعُرين بالإرهاق
تُعد الراحة خطوة تمهيدية للاستمرار في العمل لمدة أطول. لذا لا تترددي أبداً في أخذ قسط من الراحة عندما تحتاجين إلى ذلك، وارجعي إلى العمل عندما تشعُرين أنك مُستعدة له، ولا تُقللي من أهمية الاستراحات القصيرة، لأنها هامة وتُساعدك على العودة بقوة ونشاط.
وأخيراً، عندما تشعُرين بالملل في العمل، فهذا في الواقع تحديز يجب ألا تتجاهليه. وقد يعني أنك لا تمتلكين هدفاً في الحياة، وإذا تركتي هذا الملل يتفاقم، فإنكِ تُعرضين صحتك النفسية وسعادتك إلى الخطر. لذا توقفي عن القيام بالشيء نفسه كل يوم، وابدئي إجراء تغييرات تُشعرك بالحماسة مرةأخرى بشأن حياتك المهنية والشخصية على حد سواء.