كيف تتعاملين مع الانتقادات بحكمة
كيف تتعاملين مع الانتقادات بحكمة؟ ربما تقودنا الإجابة على هذا السؤال، إلى ضرورة التفريق بين الانتقاد البنّاء والانتقاد الهدّام، والموازنة بينهما؛ والأهم معرفة كيفية التعامل معه في كِلا الحالتين. لكن بصفة عامة عند استماعكِ لشخص ينتقدك، عليك أولًا الاستماع إليه جيدًا، ومن ثم قيامك بموازنة هذه الانتقادات؛ بمعنى، هل هي انتقادات تستند إلى أُسس مُعينة ويُمكنكِ التعامل معها بطريقة عملية ومُهذبة؟ أم أنها انتقادات همجية وهدّامة؟ والهدف منها تدمير شخصيتك أو فعلك.
وبما أن قدرتك على التقييم الصحيح لنوع الانتقاد الموجهة إليكِ، هي المُقدمة الفعلية للرد السليم والتعامل معه؛ فنحن معكِ اليوم لنُطلعك على أساليب فعالة للتعامل مع الانتقادات بحكمة؛ وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة، مع مراعاتك الاجتهاد دومًا في الوصول إلى التقييم السليم وعدم التسرع في حُكمك.
الفرق بين الانتقاد البنّاء والهدّام
أوضح دكتور مصطفى، أن هناك نوعين من الانتقادات "الانتقاد البنّاء والهدّام"، إلا أن تعلمكِ كيفية التفريق بين هذين النوعين، سيساعدكِ بشكل كبير على التعامل مع الانتقاد الذي من المُمكن أن تتلقيه من أي شخص مهمًا كان.
على الرغم من أن هذين الانتقادين يُمكن أن يكونا موجهين لأفكارك، شخصيتك أو قدراتك، إلا أن الانتقاد الهدّام أو الموجه من قبل الشخصية الانتقادية التي لا يُعجبها شيء يُمكن أن يؤذي كبريائكِ ويؤثر بشكل سلبي على ثقتّك بنفسك؛ وهوعادةً ما يكون ناجم عن شخص آخر يُريد إيذائك، ويُمكن أن يؤدي هذا الانتقاد في بعض الأحيان إلى غضبك وعصبيتك.
اما الانتقاد البنّاء أو الإيجابي، فهو موجه من أجل تحديد أخطائك، ولكنه يظهر لكِ كيف يُمكنكِ أن تتجنبي هذه الأخطاء، لتطوير نفسك. عمومًا يُمكننا اعتبار الانتقاد البناء بمثابة مُلاحظات وتعليقات مُفيدة؛ والتي من شأنها أن تُساعدكِ على تطوير مهاراتك وشخصيتك بصفة عامة، بدلًا من الاحباط والشعور بالغضب.
لذا تأكدي، أنه عندما يكون النقد بناءً، سيكون قبوله أسهل مهما كان صريح حدّ القسوة! أما إذا كان الانتقاد سلبياً، فهُنا يجب عليكِ أن تُسيطري على نفسك، وتُفكري كيف يُمكنك أن تستفيدي منه دون أنيكون له أدنى تأثير عليكِ.
أساليب فعالة تُرشدك إلى التعامل مع الانتقادات بحكمة
أكد دكتور مصطفى، أن تعامُلك مع النقد السلبي بطريقة ايجابية، هى مهارة وذكاء لابد أن تكون ضمن مُميزاتك وصفاتك الشخصية، مهما كان صعب عليك تقبله. لذا استفيدي من الأساليب الفعالة التالية للتعامل مع الانتقادات بحكمة وهدوء، وذلك على النحو التالي:
حاولي أُن تُقيمي نية الناقد
استمعي إلى الانتقاد من دون التفكير فيه بشكل شخصي، فكري بنقاط القوة والضعف لديكِ من أجل أن تستطيعي تفهُم النقد، كذلك قومي بتقييم الشخص الذي قام بانتقادك، على سبيل المثال: هل الشخص الذي وجه إليك النقد يهتم لأمرك حقًا؟ أو يُشير إلى أمر يجب عليكِ أن تُطوري من نفسك فيه، أو يوفر لكِ دليلًا حول كيفية التطوير من نفسك؛ أم أن الشخص يقوم بانتقاد عملك، ثم يقوم باتبّاع هذا النقد، بتوجيه الاتهامات والكلام الدنيء لشخصِك وبلُغة مُسيئة؛ مثل هذا الشخص بالطبع يعتبر ناقد سلبي.
لذا، وبناءً على هذا التقييم، تعاملي مع كل نقد بناء على ما يستحق؛ كذلك تعاملي مع النقد الايجابي على أنه وسيلة كي تُطوري من نفسك، وفي حال لم تحبي هذا النقد، أخبري الشخص عن شعورك تجاهه بكل لطف.
اعتذري عن أخطائك
الاعتذار هو إشارة صريحة على أن المسؤولية تقع على عاتقكِ فيما يخص الخطأ الذي قمتِ به، ولكن في نفس الوقت، لا يجب عليكِ أن تدعي الأخرين يدمروا ثقتك بنفسك؛ لذلك اطلبي منهم التوضيح، وستُلاحظين أن كلامهم القاسي سيختفي بالنسبة إليكِ، بعد ما تُعيدين التدقيق في الأمر. من المهم دائمًا أن تضعي مشاعرك جانبًا وأن تأخذي نفسًا عميقًا قبل أن تقومي بالرد.
اظهري إمتنانك للنُقاد الايجابيين
اشكري كل شخص يوفر لكِ رأيه الصريح، دون مجاملة، لأنه يُريد منكِ الوصول للنجاح. وعلى الرغم من أنكِ أحيانًا من الصعب أن تتقبلي أنكِ مُخطئة؛ لكن مع ذلك، يجب أن تفهمي دوافعهم النبيلة، وتقومي بشكرِهم.
تحكمي بعواطفك أثناء التعامل مع النقد
حاول ألا تنفجري عندما تتلقي النقد، حتى وإن كان قاسيًا عليكِ، لأنه يُمكن أن يكون بمثابة تعرية لأخطائك؛ وبالتالي سيطرتك على نفسك وتقبُلك للانتقاد مهما كان، سيجعل لديك القدرة على التفكير في الكلام مرة أخرى والاستفادة منه لتطوير نفسك والتخلص من المُسببات التي أدت إلى انتقادك.