سُلوكيات تُدمر مُستقبلك المهني وتُعيق تقدمك في العمل... تخلصي منها فورًا
نحن البشر بطبعنا ميّالون للخوف من الأخطاء الكبيرة، وفي معظم الأحيان يجنحُ بنا خطأً صغير عن مسارنا الذي اتبعناه بالكثير من التضحيات لتحقيق أهدافنا. لا شك أنه يُمكن لبعض السلوكيات أو ردات الفعل السريعة وغير المدروسة أن تضع نهايةً لمهنةٍ عظيمةٍ.
قد تكون بعض التصرفات العفوية التي اعتدتِ القيام بها في المنزل أو مع أصدقائكِ أمرًا عاديًا أو ربما مُضحكًا في بعض الأحيان، لكن الأمر قد يكون قاتلًا في بيئة العمل؛ إذ يمُكن لحياتك المهنية أن تتأثر بأخطاءٍ يوميةٍ صغيرةٍ تعتقدين أنها تمرّ دون أن يلاحظها أحد، فالكثير منا في سوق العمل يمكنه ملاحظة أخطاء الآخرين وتتبّعها بسهولة، لكن الأمر ليس بهذه البساطة عندما يتعلّق الأمر بأنفسنا.
أجل، لا أحد في أمان، فإذا كنتِ ترغبين في الحفاظ على مستقبلك المهني، فما عليك سوى التخلص من بعض السلوكيات الكفيلة بتدمير حياتك المهنية والفشل الذريع، لذا دعينا نُطلعك عليها من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
سُلوكيات تُدمر حياتك المهنية... احذريها
الخوف من التغيير
أحد أكثر الأشياء التي يُمكنها أن تضّر بحياتك المهنية هي الخوف من التغيير؛ فالتشبث بالماضي، والطريقة التي كانت تجري بها الأمور لن تنفع في هذا العالم الحديث الذي يتغير فيه كل شيء في كل ثانية. لذا عليك صياغة نفسكِ بناءً على التغيير الذي يحدث من حولكِ.
الوعود بأشياء لن تُحققيها
في بيئات العمل الحديثة شديدة التنافسية، غالبًا ما يتعين علينا الوعود بنتائج باهرة عندما يتم اختيارنا للقيام بمهمةِ ما، لكن هذه الوعود ستكون عديمة الفائدة، إذا لم تتمكنِ من الوفاء بها؛ على سبيل المثال: من الأفضل إعطاء مواعيد نهائية واقعية لأداء مهمة ما، ولنفترض أنها إعداد تقريرٍ مؤلف من 20 ورقة، ربما سيستغرق منكِ الأمر يومان أو ثلاثة، فإذا تظاهرتِ بأنكِ بطلة خارقة بطاقات استثنائية، ووعدتِ رئيسك في العمل أن تُنهي التقرير بليلةٍ واحدة؛ فستفشلين بالتأكيد على الرغم من صعوبة المُحاولة؛ وهكذا يخيب ظن مديرك بكِ وستخسرين ثقته.
التمسك بالأفكار السلبية
أفعالنا تتبّع أفكارنا كما يتبّع البطّ الصغير أمه، فالكثير من الأفكار السلبية تحدث من تلقاء نفسها ويصعب التحكم بها، وعلى الرغم من كونها غير صحيحة في معظم الأحيان؛ فإنكِ تملين بشدّة إلى تصديقها، على سبيل المثال: تفسيرك دومًا أن كل التصرفات في العمل مقصودة للحط من شأنك. فكرك دومًا بأنكِ ستُطردين من العمل، آمالك على حدث ما وما أن يفشل الحدث المنشود تجدين نفسك مُستغرق في القلق والتوتر.
ضعف الذكاء العاطفي
لا يُمكنك العمل في فريق إذا كنت شخصًا لا يتحكم بعواطفه وانفعالاته، ولا يريد التحلي بالمرونة في التعامل مع الزملاء. عندما تسمحين لمشاعرك بالظهور دومًا في بيئة العمل ستخسرين دومًا، وبما أنه من الصعب اتخاذ موقف المُحايد دومًا، يُمكنك التحكم بعواطفك إذا أردتِ الوصول إلى اتفاق مع زملائك والاستمرار في تقدمك الوظيفي.
دوامة مبدأ المُسايسة
جميع العلاقات الاجتماعية سواءً خارج العمل أو داخله لا تخلو من القلق والحساسيات، فإذا كنتِ مُسايِسة للغاية فربّما قد قعين في فخ القيل والقال والمُشاحنات وأمور أخرى أنتِ بغنى عنها؛ التورط في مثل هذه السلوكيات قد يكون كفيلًا بطردك من العمل. إذا كنتِ لا تعرفين زملائك بشكل جيد، فقد يكون الوبح إليهم عما يُزعجك في عملك سامًا للغاية، لا تدري فربما يُظهرون لكِ الود ويقومون بنقل الكلام عن لسانك والمُبالغة فيه، وفي سياقٍ آخر لا تُصدّقي كل ما تسمعين، ولا تتعاطفي مع الجميع، وتذكري أن معظم الناس تصّيغ حديثها بأسلوبِ يخدم مصالحتها، لا تتكلمي عن زملائك بسلبية وحاولي ألا تُبدي غيرتك منهم في حال تفوقوا عليكِ، بل ركزي على نفسك بدلًا من ذلك.
الأنا والغرور
يُمكن الأنا أن تشوش رؤيتك للواقع، وتُشكّل مزيدًا من الأوهام تخفي عنكِ رؤية الحقيقة. قد يكون الرضا عن العمل الحالي ذريعة لعدم العمل في وظيفة أخرى قد تكون أفضل، فإذا كنتِ تتصرفين بغرورٍ دومًا في عملك، فأنتِ تُعلنين طريقك إلى الفشل.
في النهاية، قد تكون حياتك المهنية مُعرضة للخطر تمامًا مثل بيت مصنوع من الورق. عندما تكونِ مُنغمسة في العمل يصعُب عليكِ إدراك ما يحدث وكيفية إصلاحه، لكن ليس من المستحيل أن تُغيري سلوكياتك الخاطئة، لذا ركزي على تطوير ذاتك، ولا تنسي دومًا أن تزيدي مخزون المهارات لديكِ