FOMO vs JOMO.. من أيّ حالة تعانين؟
اذا كنتِ من النساء المُتحمسات لمواقع التواصل الاجتماعي، فمن المحتمل أنكِ سمعتِ بمصطلح FOMO وهي إختصار لـFear of Missing Out، أو "الخوف من أن يفوتنا شيء". وللتوضيح أكثر: تعني "الخوف من أن يفوتك شيء" يحدث في المجتمع من حولك، وبشكل خاص على شبكات التواصل الاجتماعي"، وقد سُجل المصطلح في "قاموس أكسفورد" عام 2006.
FOMO حالة عاطفية قيل إنها ارتفعت بشكل كبير في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ينتاب الشخص القلق والضغط عندما يشعر أنّه يفتقر الى شيء ما أو يغيب عن فعالية أو تجربة مهّمة يتمتع بها آخرون - وربما يشعر بالغيرة من أولئك الذين يستمتعون. وغالبًا ما يتم إلقاء اللوم على FOMO كأحد الأسباب المحتملة التي تجعل الأجيال الشابة أكثر عرضة للتقلب في الخطط- لأنهم يخشون الالتزام الكامل بشيء ما، خشية أن يفوتهم شيء أفضل!
ويمكن أن ينشأ "الخوف من أن يفوتك شيء"من عدة عوامل، بما في ذلك:
وسائل التواصل الاجتماعي: حيث يمكن للأشخاص رؤية نشاطات الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي ويشعرون بأنهم يفتقرون إلى تلك الأنشطة والتجارب.
التغيير الاجتماعي: حيث يمكن للأشخاص الشعور بالضغط للمشاركة في فعاليات اجتماعية أو مواقف لتلبية توقعات المجتمع.
الاستهلاك: حيث يمكن للأشخاص الشعور بالحاجة إلى شراء منتجات جديدة أو تحديث الأجهزة الخاصة بهم لمواكبة التطور التكنولوجي والمجتمع.
عدم الثقة بالنفس: حيث يمكن للأشخاص الشعور بالحاجة إلى إثبات أنفسهم للآخرين وتقبّلهم، وعدم شعورهم بالرضا عن أنفسهم قبل الآخرين.
الشعور بالوحدة: يرتبط الشعور بالوحدة بمجموعة من الآثار السلبية، مثل الاكتئاب وأمراض القلب وغيرها، ومن السهل أن نفهم سبب ارتباط الوحدة بـ"الخوف من أن يفوتك شيء" فكونك وحيدًا أكثر إيلامًا عندما لا تريد أن تكون كذلك، في حين أن الأشخاص الذين تعرفهم يستمتعو.
تشير الدراسات إلى أن الكمية المتزايدة من المعلومات في الوقت الفعلي وشفافية الحياة الاجتماعية للآخرين تجعل الأمور أسوأ عندما يتعلق الأمر بإحساس الشخص بالوحدة.
تتفاوت درجة "الخوف من أن يفوتك شيء" بين الأشخاص، ولكنها يمكن أن تؤثر على صحة الفرد النفسية والعاطفية إذا كانت مفرطة. قد يصبح "الخوف من أن يفوتك شيء" مصدر قلق متكرر بالنسبة للعديد من الأشخاص، من تفويت فرصة تجربة جديدة، أو تفاعل اجتماعي، أو استثمار مربح، أو غيرها من الأشياء التي تمنح الشعور بالرضاء.
لكن، وبحسب موقع Psychology Today، تحت الخطاب الثقافي حول FOMO علا صوت الذين يصفون أنفسهم بالانطوائيين والذين يستمتعون بإلغاء الخطط. علاوة على ذلك، نظرًا لأن وباء "كورونا" أوقف الصخب والنشاطات الإجتماعية المعتادة، أعربت مجموعة من الأشخاص عن شعورها براحة أكبر بهذه الطريقة، واختارت رفضها الخضوع للضغوط الإجتماعية، فاستغلوا الفرصة وأصبح لديهم عذرًا جاهزًا للبقاء في منازلهم وتقليل التفاعلات الإجتماعية.
وللخروج من حالة FOMO، ظهرت حالة جديدة إيجابية، جاءت كرد فعل عكسي لهذه الظاهرة، حيث بدأ الكثير في تبني مفهوم آخر معاكس -بشكل لا إرادي- والذي أطلق عليه وهو إختصار لـ Joy of Missing Out أو "المتعة من أن يفوتنا شيء" ويعني سعادة ترك الأشياء وليس مطاردتها والخوف من فواتها، وللتوضيح أكثر هو الاستمتاع بالابتعاد عن كل شيء والشعور بالتحرر الذي يأتي مع قطع الاتصال بالشبكات ووضع الهاتف جانبا.
وبالتالي إكتسب مفهوم JOMO أو "المتعة من أن يفوتنا شيء" مصداقية كبديل صحي في كثير من الأحيان لـ FOMO "الخوف من أن يفوتك شيء". في الحالة المثلى، يتمتع الأشخاص بمستوى عالٍ من الرفاهية النفسية، عندما يكونون مدركين تمامًا ومشاركين في ما يحدث بالفعل في حياتهم، بدلاً من مقارنة أنفسهم بالآخرين الذين يبدو أنهم يتمتعون بمزيد من المرح. يمكن أن يؤدي التحرر من المقارنات المستمرة لما يفعله الآخرون إلى تقليل الغيرة، وإمكانية تحقيق المزيد من اليقظة الذهنية بما يملكون، بدلاً من التركيز على ما لا يملكون.
ولفت موقع Psychology Today، الى أن دراسة جديدة لـ "كريستوفر باري" Christopher Barry وهو دكتور في علم النفس في "جامعة ولاية واشنطن" Washington State University، ألقت نظرة فاحصة على مفهوم JOMO، وكانت النتائج مختلطة أكثر مما كان متوقعًا. في الواقع، قد يسبب JOMO القلق للأشخاص أكثر مما هو متوقع. يشير هذا إلى أنه ربما تكون هناك أنواع مختلفة جدًا من "المتعة من أن يفوتنا شيء".
وجدت الدراسة أن 10 في المئة فقط من أولئك الذين شعروا بـ"المتعة من أن يفوتنا شيء" لم يكشفوا عن وجود قلق اجتماعي social anxiety. وحتى من بين هؤلاء الـ 10 في المئة، كان هناك في كثير من الأحيان تعبير عن بعض أعراض الوحدة. مما يشير إلى أن الغالبية العظمى من الذين صرحوا بأنّهم شعروا بـ"المتعة من أن يفوتنا شيء"، لا يشعرون بالضرورة بالهدوء والرضا واليقظة الذهنية.
في الواقع، تم العثور على علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي و JOMO - والتي ، على الرغم من أنها فاجأت الباحثين في البداية، تشير إلى أنه ربما لا يزال أولئك الذين انسحبوا من الأحداث الاجتماعية يحاولون مواكبة ما يفعله الآخرون، بدلاً من التمتع وقتهم الخاص. هذا يعيد إلى الأذهان الفرق الجوهري بين أن "تكون وحدك" being alone مقابل أن "تكون وحيدًا" lonely، والتمييز بين التخفيف من تجنب الموقف المسبب للقلق مقابل الرضا الحقيقي لفعل شيء ما للإفادة التي يقدمها لك.