كيف تختارين طرق التفكير التي تخدمك في تطوير ذاتك؟
تُعتبر الإيجابية من الأمور الهامة تجاه الذات، ولها تأثير قوي في تعديل سلوكياتنا؛ وبما أن تطوير الذات لن يتوقف عند الشهادات الأكاديمية أو الوصول إلى أعلى المراتب في حياتنا المهنية.
فإن اتباعنا طرق التفكير التي تخدمنا في تطوير مهارتنا، ستظل العامل المحوري الذي يُساعدنا في توسيع دائرة معارفنا، والإرتقاء بمستوانا العقلي والاجتماعي والعملي، لتحقيق ما نطمح إليه في الحياة .
ورغم أن لكل منّا طريقة في تطوير ذاته، وتحسين مهاراته الاجتماعية؛ إلا أننا في أمسّ الحاجة لتعديل وتطوير أفكارنا لاختيار الأنسب لنا، وتعزيز نجاحاتنا بصفة مستمرة.
لذا دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على أبرز الطرق التي ستُساهم في تطوير تفكيرك لتحقيق ذاتك، وثقتك بنفسك، وقدرتك على اتجاذ القرارات بحكمة مدى الحياة، وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
التفكير الإيجابي يعكّس سلوكياتنا
وبحسب دكتور مصطفى، يُعد التفكير الإيجابي عملية أساسية ملازمة للتطوير، والتحسين في الذات، فعندما نكتسب صفات إيجابية، فإنها تُساعدنا على المضي قدمًا نحو أهدافنا؛ فضلًا عن أنها تجعلنا المُفضلين لجميع من حولنا، وتفتح لنا العديد من الفرص المُميزة، كما أن التفكير بإيجابية ينعكس على سلوكياتنا، ومهاراتنا، وواقعنا؛ إذ لا يعرف الإيجابي منّا طريقًا مسدودًا، فالخيارات أمامه مفتوحة، والبدائل بجعبته متعددة.
طرق متنوعة لتفكير يخدمك في تطوير ذاتك
وأضاف دكتور مصطفى، بناءً على التفكير بإيجابية، يُمكننا وضع منهجية فعّالة لخدمة تفكيرنا في طريقة تطوير ذاتنا، وخصوصًا المرأة التي تبحث عن التميُز والنجاح بخطوات ثابتة، وذلك على النحو التالي:
حددي هويتك الذاتية
يقصد بهوية الذات " الصورة الذهنية التي يحملينها عن نفسك، وإحساسك بذاتك". عمومًا مفهوم الذات هو مفهوم افتراضي شامل يتضمن جميع الأفكار والمشاعر لديكِ، ويُعبر عن خصائص جسمية وعقلية وشخصية أيضًا لديك، وتشمل معتقداتك وقيمك وخبراتك وطموحاتك.
حددي مبادئك وقيمك
إذا كنتِ ترغبين في تطوير تفكيرك بما يخدم نمو شخصيتك وتعزيز مهاراتك، فلابد من ضبط بوصّلتك نحو مبادئك وقيمك التي فطركِ الله عليها؛ وذلك حتى لا يختلط عليكِ طريق التغيير فتصبح مسيرتك في طريق مختلف عن مبادئك وأصولك التي تعيشي عليها؛ وتأكدي أن القيم هي نقطة الارتكاز التي تنطلق منها كل عمليات التغيير والتطوير التي تطمحين إليها، وهي صمام الأمان الذي يحافظ على توجهُاتك، وترسم لكِ طريقك في المستقبل.
ركزي على أولوياتك
اعلمي أن التفكير الإيجابي الذي يخدم قدرتك على تطوير ذاتك، قائم على تحديد أولوياتك قبل البدء في أي خطط تغييرخلال مشوارك في النمو الشخصي؛ ومن خلال جدول أعمال زمني يضاف إليه المهمات التي عليكِ اتباعها وتنفيذها في وقت محدد، قد تساعدي نفسك على تحقيق الأهداف حسب أولوية كل منها؛ وهذا سيكون معنى الإنجاز الحقيقي، أما العشوائية في إنجاز مهامك ومع إهمال المهم والأهم، فإن ذلك سيؤدي إلى خلل في النتيجة، والقيمة النهائية التي تطمحين الوصول إليها.
تعلمي ركائز تطوير الذات
لا شك أن أهم ركائز تطوير الذات، هي المقدرة على التعلم، واكتساب الخبرات المختلفة في فترة وجيزة، حتى تتمكني من التطوير الحقيقي المطلوب؛ وذلك، لأن التطوير القائم على العلم يعود بالنفع على صاحبه في جميع الأحوال. وبالتالي سيؤدي العلم إلى التحسين المطّرد والملائم في جوانب شخصيتك، ومهاراتك، وسلوكك، وسيدفعك باستمرار للتجويد بأفضل المتاح وأطيبه.
توقعي إيجابيات المواقف والأحداث
إن التفكير في أمر ما، والتركيز عليه هو أحد القوانين الرئيسية في توجيه حياتك سلبيًا أو إيجابيًا؛ لذا تأكدي أن ما نفكري فيه تفكيرًا مركزًا في عقلك الواعي ينغرّس ويندمج في خبرتك، وبالتالي توقعاتك الإيجابية مهما كانت المواقف والأحداث سيجعلك تبحثين عن البدايل المُناسبة لحل المشاكل تحديدًا بإيجابية وحكمة.
التفاؤل حليفك
إن المراد من التفاؤل هنا هو الإيمان بالنتائج الإيجابية، وتوقعها حتى في أصعب المواقف والأزمات والتحديات التي تتعرضين لها؛ فمن ثمراته أنكِ ستشعرين بسلطتك وقوتك، وقدرتك على السيطرة على حياتك بحكمة وذكاء حتى في مواجهة مشكلاتك المختلفة.
حوارك بإيجابية مع ذاتك
إن الحديث الذاتي هو ما يقوله الإنسان أو يؤكده لنفسه عندما ينفعل مع نفسه، أو يتفاعل مع تقييمه الذاتي لأدائه؛ وبالتالي اللغة التي ستتحدثين بها مع ذاتك لن تعكس سلوكك فقط، ولكنها أيضًا تؤثر عليكِ؛ لذا عليكِ اختيار كلمات، وعبارات مفعمة بالحيوية والإيجابية، كي تنجحي في حياتك، وكذلك عليكِ فحص الكلمات التي تستخدمينها لتغييرها إن لزم الأمر، بحيث تعكس الإيجابية والتوجه البناء الذي يُعبر عن احترامك لذاتك.
النظر إلى العالم بإيجابية
ثمة طريقتان أساسيتان للنظر إلى العالم؛ فبوسعك التحلي بنظرة تتميز بالإيجابية فتصيري شخصًا إيجابيًا يرى العالم في إطار الخير والإحسان؛ وتصيري أكثر تفاؤلًا حيال ذاتك، وأكثر سعادة وأكثر فاعلية؛ أوالتحلي بنظرة تتسم بالسلبية والخبث تجاه العالم فلن تري حينها سوى المشكلات والظلم في كل مكان، والقيود، وعدم الإنصاف، وهنا أنتِ المسؤولة عن نظرتك.
حبّي الخير للآخرين
بناء علاقات إنسانية ناجحة يبدأ بالموقف الإنساني الإيجابي؛ وأولى المواقف الإيجابية في إنشاء علاقة إيجابية هي محبة الناس؛ وبالتالي محبتك لهم ستفتح لكِ قلوبهم في التعامل معهم بفكر إيجابي كما تتفتح الزهور لأشعة الشمس.
فحين نحب الآخرين بصدق، فإننا نساعدهم على الإحساس بالأمن والطمأنينة، ونؤكد قيمتهم الأساسية، أفكارهم الهادفة، ونسهل لهم أن يعيشوا قوانين الحياة من التعاون والمشاركة والانضباط، والاستقامة.
التوازن عنوان شخصيتك
يجب عليكِ خلال تنظيم أفكارك بما يخم تطوير ذاتك، أن تعملي على تحقيق الترتيب والتوازن، لكي تتمكني من تحقيق طموحاتك شيئًا فشيئًا ببناء متناغم ومنظم.
المثابرة والتركيز أدواتك
إن أكثر ما يمنعك من تطوير ذاتك ويحرمك لذَة النجاح، والإنجاز؛ هو التسويف، ومن أراد الوصول إلى ما يتمنّاه وتطلبه نفسه فعليه بالسعي، والعمل، وتركيز الجهود نحو أهدافه دون تخبط أو تشتت؛ لذا تأكدي أنكِ لن تحصلي على الإنجاز دفعة واحدة، وإنما سيأتي ذلك بمواظبة مرحلية تتحقق فيها مكتسبات أولية تستلزم المثابرة، والسعي لإكمال البناء، وتحقيق النجاح الكلي عبر الخطط المرسومة، والتركيز على الأهداف المنشودة.
وأخيرًا، عندما تستخدمي التفكير الإيجابي في أقوالك، وأفعالك، وعلاقتك مع الناس، فإن ذلك سيسمح لكِ باستخدام موازين إيجابية ومعتدلة، ستجعلك محبوبة من الجميع؛ وقادرة على اختيار أفكار إيجابية دومًا لتطوير ذاتك ومهاراتك مهما كانت الصعوبات التي تُعيق وصولك إلى ما تطمحين إليه.