الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي لـ"هي": تطويري لمهاراتي باستمرار أحد أدواتي للنجاح والتميز
الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي هي منسقة ومديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب SIFF منذ إنشائه في عام 2013؛ وخلال مسيرتها المهنية قامت بتصور مسار المهرجان، الذي يعرض أفلامًا عالية الجودة للأطفال والشباب من جميع أنحاء العالم ، جنبًا إلى جنب مع ورش صناعة الأفلام والتصوير الفوتوغرافي ، والمزيد.
تعتقد الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، المُتخصصة في الأدب الإنجليزي، أن رعاية صانعي الأفلام أمر مهم لأن الصور تقطع شوطًا طويلاً في عرض وجهات نظر المرء للعالم وتغيير عقليات الناس، خاصة في عصر رقمي متزايد.
بصفتها معلمة لغة إنجليزية سابقة وأمينة مكتبة ومحترفة علاقات عامة، جلبت حبها للفنون واللغة وتفكيرها النقدي وخبرتها الواسعة في المجالات الإبداعية إلى معرض الشارقة للفنون الإعلامية للشباب والأطفالFUNN.
وبما أنها أحد النماذج النسائية التي تُجسد القوة والتحدي والإبداع في مجال عمالها، فقد سعدنا بإجراء هذا الحوار الشيّق معها، للتعرف على مدى قدرتها على تطوير نفسها وتحقيق أحلامها في خطوات ثابتة.
محطات متنوعة بحياتك جسدّت شخصيتك وطورّت من ذاتك... ما هي أبرزها؟
نشأت في كنف عائلة محبة للعلم وشغوفة بالعمل والإبداع، يعود لها الفضل في تشكيل شخصيتي، وخلال حياتي مررت بمحطات عديدة لكل واحدة منها ميزاتها وتحدياتها، من أبرزها: انضمامي إلى جامعة الشارقة وأنا في سن الـ 15، حيث ساعدني ذلك في وضع أسس حياتي المهنية التي انطلقت بها وأنا في سن الـ 19، وهو ما شجعتني لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية التي وصلتها آنذاك وأنا حامل بطفلي الأول، ومن بعده عشت تجربة الأمومة التي فتحت أمامي آفاقًا واسعة، ومن أهم المحطات الأخرى في حياتي تولي مسؤولية إنشاء مؤسسة فن" الفن الإعلامي للأطفال الناشئة"، وإطلاق مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، واعتبرها تجارب نوعية مكّنتني من تحقيق العديد من الإنجازات بالتعاون مع فريق عملي.
لا شك أنكِ واجهتِ معوقات أثرت في شخصيتك للأفضل فما هي أبرزها؟
تحديات وصعوبات كثيرة واجهتني خلال سنواتي الماضية، وفي كل مرة كنت أتعلم منها شيئًا جديدًا، وقد تعلمت كيف أحول هذه التحديات إلى فرص يُمكّنني الاستفادة منها في تطوير شخصيتي، وطريقة عملي، وإدارتي للمؤسسة والمهرجان؛ ومن خلال تجربتي أدركت أن هناك الكثير من الأشياء تحتاج إلى الصبر والتأني لإنجازها، وتحقيق النجاح فيها، كما أن تجربتنا الأولى في الإنتاج التي مررنا خلالها بالعديد من الصعوبات، وتمكّنا كفريق عمل من تجاوزها وتحقيق النجاح أثرت في شخصيتي؛ فقد استفدت كثيرًا من تجاربي، وكافة المراحل التي مررّت بها، وكنت ـ ولا زلت ـ حريصة على الاستفادة منها، وتوظيفها بطريقة تُمكنني من تطوير شخصيتي ورؤيتي نحو الأفضل.
بالتأكيد الوصول إلى القمة صعب ولكن الحفاظ عليه أصعب، ما هي المهارات التي استعنّتي بها خلال خبرتك الواسعة في المجالات الإبداعية؟
المجالات الإبداعية واسعة وفضفاضة، وهي ليست قاصرة على صناعة السينما فقط، وإنما تضم التصوير، والرسم، والكتابة، والتأليف، والموسيقى وغيرها؛ وتمتاز جميعها بقدرتها على جذب الأطفال والشباب، كونها تساعدهم على التعبير عن أنفسهم، وتُمكنهم من إطلاق العنان لمواهبهم وتطويرها. من جهتي أدرك أن الوصول إلى القمة يحتاج إلى بذل الجهد، ولكن الأصعب من ذلك هو المحافظة على ما تحقق من نجاح، ويكون ذلك من خلال مواصلة العطاء وتوسيع مدى الرؤية، والعمل على تطوير الذات باستمرار، ولذلك كنت حريصة على تطوير مهاراتي في التواصل الفعال بوصفها من أفضل طرق التأثير على الآخرين، إلى جانب تطوير شخصيتي في مجال الإدارة، وتوسيع دائرة الاطلاع على كافة المجالات التي نعمل فيها.
لكل منّا شخصية مؤثرة بحياته، فما هي الشخصية المؤثرة بحياتك؟
كثيرة هي الشخصيات التي تمر في حياتنا وتترك في داخلنا أثرًا ما يُساهم في تنمية جانب معين، وبالنسبة لي تعاملت مع شريحة واسعة من أبناء المجتمع، إلا أن أكثر الشخصيات التي أثرت بي، هي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي تمتاز بعطائها اللامحدود، واهتماماتها بالطفل والمرأة والعائلة، وتعمل باستمرار على تنمية المجتمع وبناء الإنسان الذي يمثل عنوان المشروع الحضاري لإمارة الشارقة. ومن بين الشخصيات الأخرى التي تأثرت بها، هي والدتي التي لم تتوقف يومًا عن دعمي وتشجيعي لمواصلة تحقيق شغفي وطموحاتي، وقد تعلمت الكثير على يديها، ونهلّت من نبّع حنانها وعطائها؛ وبلا شك أن الفضل في تشكيل شخصيتي الحالية يعود لها.
ما هي هوايتك المُفضلة لتطوير ذاتك وتعزيز ثقتك بنفسك خلال مسيرتك المهنية؟
اهتم كثيرًا بالقراءة ولا أتوقف عنها أبداً، وذلك كونها تمثل أمرًا مهمًا اكّتسب من خلاله المعرفة والمعلومات الجديدة، وتجعلني أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات، واحرص على الاطلاع على قصص النجاح المختلفة سواءً كانت محلية، أو عربية، أو عالمية؛ فمن خلالها يُمكن أن نتعلم "وصفات النجاح"، وفيها تحفيز على مواصلة العمل، والسير في طريقنا، وتجاوز ما قد يواجهنا من تحديات وصعوبات، كما أحرص أيضًا على المشاركة في العديد من الورش التعليمية والتدريبية، التي قد تُساعدني على تطوير طرق التعامل مع فريق العمل، وإدارتي للمؤسسة، والبيت، وكافة شؤون حياتي.
ما هي أفضل الأفلام التي تنصّحين بها مُتابعينا عبر موقع " هي " بمشاهدتها لدعم الموهبين في الإعلام والسينما؟
منذ صغري وأنا عاشقة للسينما ومتابعة إنتاجاتها المختلفة، وقد زاد هذا الشغف مع تولي مهمة إدارة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب؛ والذي يتطلب مني متابعة مختلف إنتاجات السينما على مستوى العالم، وزيارة المهرجانات العالمية الأخرى، وقد فتح ذلك أمامي آفاقًا جديدة للتعرف على سينمات جديدة لم نعهدها في الصالات المحلية؛ حيث أدركت أهمية ما تقدمه من قصص ملهمة وحكايات متنوعة. أما من حيث قائمة الأفلام المفضلة عندي، فيأتي على رأسها فيلم " الرسالة " للمخرج الراحل مصطفى العقاد، وكذلك فيلم "فورست جمب" للمخرج روبرت زيميكس، حيث يمتاز الفيلمان بما يحملانه من حكايات ورسائل ونظريات في الإخراج والتمثيل وغيرها.
في ظل الإنتاج السينمائي والدرامي وانتشار منصات العرض المختلفة، ما هي نصيحتك لتنمية الذوق الفني على مستوى العالم العربي؟
خلال السنوات الأخيرة شهدنا إطلاق العديد من منصات العرض، والتي أتاحت لنا متابعة تشكيلة واسعة من الأفلام الروائية " الطويلة، والقصيرة، والوثائقية، والمسلسلات "، التي مكّنتنا من إكتشاف المجتمعات البشرية، والتعرف عليها والغوّص في تفاصيلها، ومعرفة لغاتها وثقافاتها وغيرها الكثير، وبلا شك أن ذلك يُمثل موردًا مهمًا للتعلم؛ لا سيما وأن العديد من هذه الأعمال يُمكن وصفها بـ "الأيقونات" السينمائية والتلفزيونية " التي يُمكنها أن تبقى لفترة طويلة في الذاكرة الإنسانية، ليس فقط نتيجة ما تقدمه من حكايات وقصص نوعية، وإنما لمساهمتها في تطوير العمل السينمائي والتلفزيوني؛ وذلك بفضل ما تقدمه من نظريات في الصورة، والتمثيل والتصوير، والإخراج، والتأليف، وطرق اختيار الحكاية ومعاييرها.
ما هي نصيحتك للموهبات والفنانات الجدد في عالم الإعلام والسينما للوصول إلى ما يطمحن إليه؟
صناعة السينما والإعلام فضفاضة وواسعة، وتمتاز بقدرتها على التجدد الدائم، وقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة حجم القفزات التي شهدتها هذه الصناعة والتطور الذي أصابها نتيجة انتشار الرقمّنة، وأدوات التكنولوجيا المختلفة، التي قد ساهمت في تحريك عجلة هذه الصناعة بسرعة. ولذلك أنصح أي موهبة تعمل في هذا المجال أو تتطلع لدخوله، بضرورة عدم التوقف عن التعلم والمحاولة المستمرة، ومتابعة الأسماء التي حققت النجاح فيها، والأهم من ذلك عدم فقدان الأمل وإنما تجديده باستمرار، لأن هذه الصناعة قائمة بالأساس على الإبداع والتجديد.