لكل شيء نهاية.. سلامة قلبك من الصدمات العاطفية تبدأ بإيمانك بهذه الحقائق
النضج يجعل حكمنا على الأمور أعمق، ويجعلنا نقبل بما يحدث لنا في الحياة، وهو السبب وراء تمتعنا بالصبر حيال كثير من الأحداث التي نواجهها مهما كانت قاسية، والنضج لا يتحقق إلا بعد الاصطدام بحقائق مهمة في الحياة، حقائق من الأفضل أن تكوني غاليتي على علم بها منذ البداية لوقاية قلبك من الصدمات العاطفية، كل ما عليكِ الانصات لخبرات من سبقوكي في قطار التجارب، ومروا بمحطات حياتية مؤثرة، لتجنبي قلبك ويلات الخيبات والصدمات.
ولا يعني ذلك التأثر بهم سلباً، ولكن المطلوب التعلم، واكتساب بعض الخبرة التي تجعلك تألفين الاعتدال في كل الأمور لأنك ستلاحظين أن المبالغة هي الخطأ الأول الذي ارتكبوه في تجاربهم، وبذلك تكونين في أمان من فرط المبالغة في السلوك والمشاعر والثقة وكل ما يصدر عنكِ من أفعال في تعاملاتك معهم.
حقائق مهمة
يكفل لكِ الإيمان بالحقائق التالية وقاية قلبك من الصدمات العاطفية، وهذه الحقائق هي:
حب الذات ليس أنانية
من قال أن حب الذات أنانية لا يعلم حقيقة الحب فمن لا يحب ذاته، ومن يفشل في منحها الحب والاهتمام لا يكون بمقدوره حب الآخرين حباً حقيقياً، لأن حب الذات هو الحب الذي يجب أن يسبق كل المشاعر، فكيف لا يحب المرء نفسه، ويقع في حب أشخاص آخرين.
إن حب الذات ليس أنانية لأن منه ينبع حبك لأي شخص آخر، لذا احبي نفسك، واهتمي بها، ولا تهمليها أبداً للانشغال بأشخاص آخرين، حتى مع وقوعك في حب أحدهم أجعلي نفسك الأولوية لأن حبك لها سيجعلك تحبينه بالقدر الذي يحميها ويحقق لها السلامة دائماً.
لكل شيء نهاية
التعلق مؤلم للغاية، فاحذريه ولا تسمحي لنفسك بالتعلق بالأشخاص أو الأحداث، واتقني هذه الحقيقة الهامة وهي أن لكل شيء نهاية، لأن إيمانك بها يضع حداً لتوقعاتك تجاه الآخرين، وخصوصاً من يملك قلبك وعقلك ويسيطر على مشاعرك، لكل شيء نهاية حتى الحب.
واعلمي غاليتي أن هذه ليست دعوة للعصيان على الحب، ولكنها حقيقة غالية إيمانك وتصديقك بها يجعلك مؤهلة لتقبل الأحداث الفجائية التي من الممكن أن تعترض مسيرة حياتك في أي وقت من الأوقات، لذا اعلمي أن أي شيء له بداية يكون له نهاية، ويعد ذلك أمراً منطقياً لا مجال للجدال فيه.
الثقة العمياء طريق نحو الهاوية
الاعتدال هو أساس النجاة دائماً، فالثقة المعتدلة تحقق لكِ السلامة، والثقة العمياء قد تكلفك الكثير والكثير، لأن نتائجها كارثية، لذا ولحماية قلبك من الصدمات العاطفية يجب عليكِ الإيمان بهذه الحقيقة الغالية، واحرصي على أن تكون ثقتك بمقدار معتدل يضمن لكِ السلامة من كل شر، ويحفظ قلبك من ويلات الصدمات العاطفية التي يكون سببها الأساسي منح الشريك ثقة لا نهائية تضر ولا تنفع.
كل شيء قابل للتغيير
هذه الحقيقة غالية جداً، لذا عليكِ التسليم والإيمان بها، لأن التغيير أمر طبيعي جداً، حتى القلوب من الوارد تغييرها، قالقلب متقلب، والقلوب قد تتغير بين ليلة وضحاها، وخصوصاً القلوب التي تفقد البصيرة، ولا تشعر بقيمة من يسكنوها.
التقبل أول طريق التعافي
التقبل عامل مهم جداً في سرعة استجابتك بشكل فعال في المواقف، لأن تقبلك لما يحدث معكِ يختصر على قلبك ومشاعرك طريق طويل جداً من الحزن والأسى، لأن التقبل يعني بدء استيعابك لما يحدث، وبالتالي بدء الخروج من الأزمة، لأنه يعد بداية التعافي من كل الأوجاع التي تملأ روحك وقلبك.
الصبر جميل
أجمل الأقوال تلك التي عبرت عن الصبر وأهميته في حماية النفس من ويلات الصدمات بمختلف أنواعها، لأنه يعد بمثابة السلاح الذي لا يقهر أبداً في وجه الخيبات والأحداث غير السعيدة التي من الممكن أن تتعرضين لها خلال مسيرة حياتك، وجزاء الصبر الذي أخبرنا به الله عز وجل خير دليل على أهميته والدور الذي يلعبه في حمايتك من الاستسلام لليأس، والسخط على كل ما يحدث لكِ، لذا اصبري واستعدي لنيل كل جميل بالصبر.
الرضا بالمقسوم عبادة
حقاً هو كذلك، ويعني الرضا عدم اعتراضك على مشيئة الله عز وجل، وعلى اختيارته سبحانه وتعالى، ولا يعتبر الرضا عبادة فقط، بل هو أعمق من ذلك، هل تعلمين أن الآثار التي تترتب على تعرضك للصدمة من الممكن أن لا تدوم طويلاً، وقد تنتهي بسرعة بمجرد أن يغمر الشعور بالرضا قلبك جراء ما حدث وما يحدث، لأن الرضا بالابتلاء يجعل آثاره تنتهي في الحال، وهذه حقيقة غالية عليكِ بالايمان بها، وتطبيقها في حياتك حتى تكونين أكثر صلابة في مواجهة الأزمات والخيبات، ومن أجل حماية قلبك من ويلاتها التي من الممكن أن تعصف بمشاعر وبقلبك لو أنكِ استسلمتِ لها.
وأخيراً غاليتي، اعلمي أن المقصود من هذا المقال ليس تخويفك أوتغيير جمال الأشياء في عينيك، إنما إرشادك لكيفية الحفاظ على قلبك وتحقيقاً لسلامته خلال مسيرة الحياة، ولصيانة مشاعرك من الجرح، وتعزيزاً لكِ ولنفسك، لذا تفهمي جيداً ما بين السطور، وكوني ذكية بالحد الذي يمكنك من تجنب أخطاء الآخرين، والتعلم منها لتكوني بمأمن من كل السلبيات التي تترتب على وقوعك فيها.
والآن، يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. هل تؤمنين بحقائق أخرى تضمن سلامة القلب وترأف بالمشاعر؟ شاركينا إياها لتعم الفائدة علينا جميعاً.