سيكولوجية الأشخاص اللئيمين.. كيف تتعاملين معهم حفاظًا على سعادتكِ وصحتكِ النفسية
يوجد في العالم الكثير من الأشخاص السامين الذين يحرصون على نشر السلبية وإخراج أسوأ ما فينا. عند مواجهة أشخاص لئيمين عادة ما نرّد بالتصرف بطريقة سيئة معهم أو ببساطة نتجاهلهم ونبتعد. لكن الأمر ليس بهذه البساطة دائمًا. يمكن أن يكون هؤلاء الأفراد السامون مثابرين للغاية، وقاسيين، وخبيثين، وبغيضين، ويمكنهم أن يدمروا سلامنا الداخلي. يمكن أن يكونوا زملاء العمل أو أفراد الأسرة أو الجيران أو غرباء حتى.
يمكن أن يكون الموقف السلبي للأشخاص اللئيمين معديًا للغاية ويمكن أن يؤثر بسهولة على صحتكِ النفسية من دون أن تدركي الأمر. إن محاولة التصرف بعقلانية معهم هي محاولة عقيمة لأنهم يتصرفون بشكل متعمد مما قد يكون محبطًا وحتى مرعبًا في بعض الأحيان. الحقيقة هي أنه لا يمكنكِ أبدًا التفكير أو التحدث بعقلانية مع شخص سام.
عادة ما يكون الشخص اللئيم كريه ومتنمّر وسلبيّ للغاية. لكن لماذا هم هكذا؟ بشكل عام، يكون الشخص اللئيم غيورًا ويتصرف بكراهية ومرارة، وغالبًا ما ينعكس ذلك من خلال تفاعلاتهم مع الآخرين. غالبًا ما يشعرون بالسعادة عندما يحدث شيء سيء للآخرين، وعادة ما يجدون أخطاء عندما تتمكنين من تحقيق شيء فشلوا هم في تحقيقه.
فلماذا هم هكذا؟ حسنًا، بعض الناس يولدون هكذا. ولكن هناك سبب آخر بالطبع. على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبًا، إلا أن معظم الناس يتصرفون بطريقة لئيمة بسبب تعرضهم للأذى. لقد عانوا من الألم العاطفي المفرط والصدمات النفسية في مرحلة ما من حياتهم مما أدى الى شعورهم بالمرارة.
يمكن أن يكون والديهم، أو أحبائهم، أو الأشخاص الذين يثقون بهم هم الذين ألحقوا بهم الأذى. والآن هم خائفون من أنهم لن يتوقفوا أبدًا عن الشعور بهذا الألم المخدر أو أنه قد يحدث مرة أخرى إذا سمحوا لشخص ما بالدخول إلى حياتهم أو تصرفوا بلطف مع الآخرين. وكل هذا الألم ولّد الكثير من الغضب الذي لم يعد من الممكن احتواؤه. لذا فإن الأشخاص السامين يتفاعلون بشكل أساسي مع دافع الغضب الذي يجعلهم عدوانيين.
يمكن لأي شخص أن يكون "لئيمًا" ولكن ألم نتأذى جميعًا؟ ألسنا جميعا مجروحين عاطفيا؟ ثم لماذا لا نتصرّف بلؤم مع الآخرين؟ من المحتمل أنك لئيم وربما لا تدرك ذلك. وجدت تجربة Milgram Obedience Experiment، التي أجراها عالم النفس "ستانلي ميلجرام" Stanley Milgram في جامعة "ييل" خلال الستينيات، أن معظم الناس يمكن أن يكونوا غير حساسين ولئيمين في ظل ظروف مُعينّة.
ووفقا لدراسة Obedience ، طُلب من المشاركين أن يلعبوا دور "الأستاذ" وإخضاع المشاركين الذين يلعبون دور "الطالب" لصدمات كهربائية في كل مرة يقدمون فيها إجابة غير صحيحة. تلقى " الأستاذ" تعليمات من قبل الباحث بزيادة مستوى الصدمة من خفيفة إلى خطيرة مع كل إجابة خاطئة. كان بإمكان الأشخاص الذين يلعبون دور " الأستاذ" سماع المشاركين "الطلاب" وهم يصرخون من الألم من الغرفة الأخرى، ومع ذلك اختار معظمهم الاستمرار بعد أن طلب منهم الباحث القيام بذلك.
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين قاموا بالصدمات لم يعرفوا أن الجهاز الكهربائي لم يكن متصلاً فعليًا بـ " الأستاذ" ولم يكونوا يقومون بصدمات حقيقية. المشاركون الذين لعبوا دور "الطلاب" كانوا يتظاهرون بالصدمة. ووجد البحث أن 65% من " الأساتذة" أطاعوا الباحث عن طيب خاطر وقاموا بزيادة مستوى الصدمة الكهربائية إلى مستوى خطير. وقد وجد أيضًا أن 84% من الأشخاص الذين يلعبون دور "الأستاذ" كانوا سعداء بمشاركتهم في البحث بينما أعرب 1% منهم فقط عن أسفهم لمشاركتهم. تم إجراء العديد من الدراسات المماثلة الأخرى وتم العثور على نفس النتيجة مع اختلافات بسيطة. فلماذا قام الكثير من الناس بمثل هذا العمل السادي؟
كما سبق وأشرنا، يمكن لأي شخص أن يتصرف بشكل سيء في ظل الظروف المناسبة، ومع ذلك، يختار معظمنا التصرف بشكل لائق وأخلاقي طالما أننا لا نتعرض للاستفزاز أو التوجيه من قبل شخص موثوق. الأشخاص اللئيمون والسامين هم دائمًا في منطقة "الظروف المناسبة" right circumstances لأنهم غير قادرين على التمتع بصحة نفسية سليمة تحفزهم على أن يكونوا لئيمين تجاه الآخرين. ما الذي يجعل الناس يتصرفون بلؤم اذًا؟
لماذا يتصرف بعض الأشخاص بلُؤم؟
دعينا نلقي نظرة على بعض الأسباب التي تجعل معظم الناس يميلون إلى التصرف بلؤم:
قلة الوعي
في أغلب الأحيان قد يحدث ما نعتقد أنه سلوك لئيم نتيجة لنقص الوعي أو نقص المعرفة أو نقص المهارات. وقد لا يكون لديهم أي نية ليكونوا فظين أو لئيمين أو مؤذيين.
سوء الفهم
قد يؤدي سوء الفهم إلى جعل بعض الأشخاص يبدون لئيمين في حين أن الأمر في الواقع مجرد مسألة سوء فهم. عندما لا يتم نقل المعلومات بشكل صحيح أثناء التواصل، فقد يؤدي ذلك إلى تفسيرات خاطئة.
المساعدة
قد يُنظر إلى بعض الأشخاص على أنهم مؤذيون عندما تكون نيتهم الحقيقية هي مساعدتك. نيتهم الحقيقية ليست إيذاءك ولكن فقط تحقيق نتيجة إيجابية.
جذب الإنتباه
يبحث الأشخاص السلبيون عن الدراما مثل الأكسجين. لذا كوني إيجابية، فهذا سيزعجهم. يتصرف بعض الأشخاص بطريقة لئيمة حيث يعتقدون أن ذلك سيساعدهم على جذب الانتباه. لا يهمهم إذا كان الاهتمام إيجابيًا أو سلبيًا طالما أنهم تحت الأضواء.
تدني الثقة بالنفس
غالبًا ما يميل الأشخاص الذين يعانون من تدني الثقة بالنفس إلى التصرف بطريقة سيئة من أجل الشعور بالتفوق على الآخرين والشعور بالسعادة. هذه مجرد وسيلة لهم لحماية نفسهم وقلّة ثقتهم بنفسهم.
حماية الذات
قد يبدو أن بعض الأشخاص يؤذونك عمدًا عندما يحاولون يائسين حماية أنفسهم. يمكن أن يحدث هذا عندما لا يكونون قادرين على تحمل المسؤولية عن أفعالهم ومشاكلهم.
السيطرة
يميل بعض الأشخاص إلى السيطرة بشكل كبير من أجل حماية أنفسهم وهذا ما يجعلهم يسببون الكثير من الانزعاج للأشخاص من حولهم.
رد الفعل العاطفي
معظم الناس يتصرفون بطريقة سيئة نتيجة لرد الفعل العاطفي وربما لا يدركون تأثير سلوكهم. على الرغم من أنهم لا ينوون أن يكونوا ضارين، إلا أن سلوكهم يمكن أن يكون حادًا ومؤلمًا إلى حد ما.
الإحباط والتوتر
قد يؤدي التوتر والإحباط غير المُدار إلى جعل الشخص يتفاعل بطريقة غير سارة لمجرد التخلص من مشاعره المكبوتة والتوتر الذي يشعر به. الإجراءات وردود الفعل للحد من هذا الانزعاج يمكن أن تؤدي إلى سلوك لئيم.
التصرف بفوقية
عندما يشعر شخص ما بأنه متفوق على الآخرين، يمكن أن يعمد الى إيذاء الآخريم عمدًا. إنهم يميلون إلى أن يكونوا متطلبين ووقحين ولكن هذا فقط لتغذية غرورهم وحتى تدني ثقتهم بنفسهم.
كيف تتعاملين مع الأشخاص اللئيمين في حياتك؟
إذا كنتِ مُضطرة على مواجهة أشخاص لئيمين بشكل منتظم، وإذا بدأوا في جعل حياتك صعبة، فمن الضروري أن تتعلمي كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص السامين. فيما يلي بعض الاستراتيجيات والتقنيات الفعالة التي يمكنكِ استخدامها مع الأشخاص اللئيمين سواء كان مديرك، أو زميلك في العمل، أو جارك، أو عميلك، أو أحد أفراد العائلة، أو مجرد شخص غريب. تذكري أنه كلما عرفتي هذا الشخص بشكل أفضل، كلما تمكنتي من التعامل مع معه بشكل أفضل.
تنفسي
خذي نفسًا عميقًا وهدئي نفسك. أسوأ ما يمكن أن تفعليه هو أن تفقدي أعصابك وتنزلي إلى مستواهم. كلما كنتي أكثر هدوءًا ومنطقية، كلما تمكنتي من التغلب عليهم بسهولة أكبر. عندما تتمكنين من التحكم في ردود أفعالك، يمكنكِ التحكم في الموقف. لذا خذي وقفة وتأملي.
استمعي إليهم
إن الاستماع إلى الشخص اللئيم سيساعدكِ على فهمه ويمنحك الأدوات اللازمة للتعامل معه. عندما عندما تستنعين لهم، سوف يهدأون في النهاية وسيكونون في وضع يسمح لهم بتفهّم منطقكِ. سيساعدكِ هذا على فهم ما ستقولين بعد ذلك والسيطرة على المحادثة.
أظهري اللطف
على الرغم من أن الأشخاص السامين لا يستحقون أي لطف، إلا أنه يمكن أن يساعدكِ إظهار اللطف في الواقع على الشفاء. عندما تغيرين أي مشاعر سلبية وتركز ين أكثر على أن تكوني إيجابيًا، فإنك تفوزين بغض النظر عن الموقف. اللطف يسمح لك بالشعور بالتحسن وحتى شفاء الشخص الآخر.