الحيرّة ستُفقدك توازنك أثناء تطوير ذاتك ... كيف تتخطينها لاتخاذ قرارات حاسمة؟

الثقة والحزم في اتخاذ القرارات المُختلفة هي سمة من سمات القادة والواثقين من أنفسهم؛ فهل أنتِ منهم أم أن الحيرّة تُراودك عند اتخاذ قراراتك الحاسمة؟ فكم مرة فكرتي في نفسكِ وقلت: "سأفعل هذا"، لتجدي نفسك بعدها في دوامة من التفكير والحيرة، وفي النهاية تتراجعين عن اتخاذ القرار.

عمومًا، لا تُرهقي تفكيرك في الإجابة؛ فنحن معكِ اليوم عبر موقع " هي " كي نُساعدك على التخلص من الحيرّة والتردد، وإستعادة ثقتك بنفسك لاتخاذ قرارات حاسمة في جميع أمور حياتك.

من هذا المُنطلق، سنُطلعك على أهم الحيل الدفاعية والخطوات الفعالة التي ستُمكنك من التغلب على الحيرّة؛ وذلك بناءً على توصيات لايف كوتش وأخصائية تطوير الذات الدكتورة هبة علي من القاهرة.

الحيرّة في اتخاذ القرارات وراء هذا السبب

وبحسب دكتورة هبة، إن الخوف من اتخاذ قرار خاطئ هو السبب الجوهري الذييجعل الكثيرات  يترددّن ويحترّن عندما يواجهّن الاختيار من بين عدة خيارات مُتاحة لديهن؛إذ قد يخفن من الفشل، أو من عواقب قرارتهن، أو حتى الخوف والقلق بشأن ما يعتقدونه الآخرون عنهم.

الجدير بالذكر، أن أكثر الفئات التي تعاني من هذه الحالة بصفة عامة؛ هم الأشخاص الذين لم يعتادوا منذ عمر مبكر على اتخاذ قراراتهم الشخصية، وتدبر أمورهم بنفسهم، فنجدهم عندما يكبرون يكونون غير قادرين على الثبات على قرار معين؛ بسبب عدم اكتسابهم للخبرة الكافية التي تمكنهم من اختيار ما يريدون باستقلالية وبدون توجيه من الآخرين.

وعادة ًما يتجنب الناس اتخاذ قراراتهم؛ لأنهم لا يؤمنون ويثقون بقدرتهم على التفكير بأنفسهم واتّخاذ قراراتهم بشكل صحيح؛ بسبب قلة الثقة بالنفس وضعف الشخصية، ويعتقدون أن الآخرين أكثر قدرة على اتخاذ القرار الصحيح لهم.

الحيرّة في اتخاذ القرارات تأثيره سلبي وليس العكس

وأضافت دكتورة هبة، أن الخوف من اتخاذ القرار سيؤثر على حيات أي امرأة أو فتاة على المدى الطويل ، وذلك للأسباب التالية:

فُقدان العلاقات الشخصية

قد تُدخلك الحيرّة في دوامة من الصراعات مع أقرب الناس لكِ؛ بسبب تجنبك لقرارات كان من الواجب عليك اتخاذها.

فُقدان فرص عمل الترقية في العمل

 إن المرأة المترددة غالبًا ما يختبئ وراء الوظيفة التي تضمن لها أن تبقى في دائرة راحتها، ولا تتحمل أي نوع من المخاطرة أو فرص تجربة أمور جديدة أو اتخاذ قرارات مهمة.

قلة تجارب السفر والاستقلالية

إن المرأة المترددة تتجنب خوض تجارب تحملها نوعًا من المخاطرة كالسفر مثلًا؛ وتُفضلأن تبقى بالمكان الذي اعتادت عليه؛ كي تُجبّر على اتخاذ أي قرار جديد أو الاعتماد على نفسها.

الدخول بمشاكل مالية

بالتأكيد المرأة التي تُعاني دومًا من الحيرّة والتردد لن تستطيع تحديد ما تستثمر فيه أو مقدار ما تدخره.

الحيرّة يُمكن التغلب عليها بهذه الحيّل الدفاعية

أكدت دكتورة هبة، أن أي امرأة قادرة على استعادة ثقتها بنفسك واتخاذ قراراتها بجدية، وذلك بعد أن تخاطب عقلها بهذه الحيّل الدفاعية للتغلب على الحيرّة وسلبيات التردد في جميع أمور حياتها، وذلك على النحو التالي:

اضبطي مشاعرك

تميل الكثيرات اللاتي يجدّن صعوبة في اتخاذ القرارات إلى الإفراط في التحليل؛ لذا ضعي حدًا لبحثك، وحساباتك المسبقة، وتفكيرك المفرط، ثم اسألي نفسك: أيهما سيُفيدك أكثر: أ أم ب؟ ثم اختاري القرار الذي يوافق حدسّك.

تدرّبي على القرارات الصغيرة

تحتاجين إلى التدريب لتصبحي خبيرة في أي شيء؛ لذا ابدأي في اتخاذ قرارات صغيرة كل يوم. على سبيل المثال: "حددي ما ستتناولينه على الغداء، والطريق الذي ستسلكينه إلى العمل، أواذهبي إلى متجرك المفضل، وقومي بعملية شراء صغيرة واحدة على الأقل".

انسَي الخوف

إذا لم تتمكّنِ من اتخاذ قرار، فهذا يعني أنكِ خائف من أمر ما، وعليكِ أن تكتشفي ما هو وتكتبيه؛ فعلى سبيل المثال: " قد تفكري في تغيير وظيفة، ولكنك تخشين المخاطر المالية جراء هذا القرار، فربما الراتب بالوظيفة الجديدة أقل من راتبك بوظيفتك الحالية"، لذا ضعي في اعتبارك كيف سيؤثر الدخل المنخفض على حياتك، وكيف يُمكنك التعامل معه، ثم تخلصي من خوفك، واتخذي القرار الذي قد يبدو أفضل لكِ.

تعلمي أن تثقي بنفسك

ضعي قائمة بنقاط قوتك، هل أنت ذكية؟ مرحة؟ مبدعة؟ اسألي نفسك عما إذا كان بإمكانك دمج نقاط قوتك في عملية اتخاذ القرار، ودائمًايجب أن تؤمني بأنكِ قادرة على تولي مسؤولياتك الشخصية بنفسك، واتخاذ قراراتك بكل مهارة واستقلالية.

لا تفرطي في التفكير في نتائج قراراتك

يكاد يكون من المستحيل حساب النتائج المستقبلية؛ لأن الناس والحياة لا يمكن التنبؤ بها، ولذلك فإنه من المهم أن تثقي في القرارات التي تتخذينها، لكن أيضًا يجب أن تدركي أنه ليس لديكِ سيطرة على نتائجها؛ وبالتالي لا تفرطي في التفكير في الأشياء نهائيًا.

اسألي نفسك: هل هذا مهم بعد 10 سنوات من الآن؟

في بعض الأحيان تبدو القرارات أصعب بكثير مما هي عليه في الواقع، فربما تواجهين صعوبة في شراء سيارة جديدة، لكن هل سيكون الأمر مهمًا حقًا بعد 10 سنوات من الآن أي سيارة اخترت؟ قد تكون الإجابة "لا!"، ولكن حتى عندما تكون الإجابة "نعم!"، وإذا كان جوابك لا، فإن القرار هذا لا يستحق التفكير مطولًا.

الحيرّة ستتلاشى بإتباع هذه الخطوات

وأخيرًا، إذا كنت تشعرين بالضغط من فكرة اتخاذ قراراتك بشكل سريع، فا عليك سوى اتباع هذه الخطوات التي تنصحك بها الدكتورة هبة، للتغلب على الحيرّة بطريقة غير المباشرة، وذلك على النحو التالي:

• تأكدي أنكِ تمتلكين الحقائق والأفكار المهمة حول الموضوع وليس المشاعر.
• عليكِ الإنصات إلى صوت نواياكِ الداخلية ومعرفة ما تريدينه حقًا.
• فكري بما هو أسوء شيء قد يحدث نتيجة قرارك.
• فكري بأفضل شيء قد يحدث نتيجة قراراك.
• اتخذي قرارتحمل المسؤولية الناتجة عنه وامضي قدمًا.