التوتر النفسي عدوك الخفي لتدمير طموحاتك ونجاحاتك... إليكِ 4 استراتيجيات حديثة لهزيمته نهائيًا
تحلم معظم النساء والفتيات من دون اسثناء؛ واللاتي يعيشّن تحت ضغط مسؤوليات الحياة العصرية، بحل نهائي لاستعادة الهدوء، والتغلب على شعورهن الدائم بالضيق والتوتر.
قد يبدو لنا أن الأمر مستحيلًا، وخصوصًا أن مجريات الأمور التي نعيشها مع عصر التكنولوجيات والتحولات الرقيمة والذكاء الاصطناعي ستظل تُفاجئينا بكل ما يُعرقل تحقيق أهدافنا وطموحاتنا بسلاسة ويُسّر.
فرغم كل التطورات التكنولوجية التي نعيشها لتيسيير أعباء الحياة وتسهيل أمورنا، وتعزيز قدراتنا، وتحسين مهاراتنا لتطوير ذاتنا، وإمدادها بكل ما هو جديد لتخطي عقبات الحياة والوصول إلى نجاحات ملموسة وقرارات حاسمة.
إلا أن ما يتجلى في حياتنا اليومية بسبب التوتر النفسي في صورة مضاعفات عقلية، مثل "القلق، العصبية، سوء المزاج، عدم التركيز، ضعف الحافز، الرغبة في العزلة، والشعور بالاكتئاب"، بالإضافة إلى أعراض أخرى جسدية، مثل: "ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، السكتات الدماغية، ضعف المناعة، السمنة، السكري، حرقة المعدة، الصداع، الإعياء، اضطرابات الأكل والنوم"؛ سيكون سبب جوهري في تدمير ما نطمح إليه ما حييّنا.
من هذا المنطلق، سنُطلعكِ خلال السطور القادمة وعبر موقع " هي" على 4استراتيجيات حديثة للتغلب على التوتر النفسي وهزيمته نهائيًا، بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
طريقة الأبعاد الأربعة الحديثة للتعامل مع التوتر النفسي
وبحسب دكتورة لبنى، تشير هذه التقنية إلى 4 إستراتيجيات متتالية تبدأ بحرف الـ D، ويرمز لها بمصطلح "4 D" )4 Ds(؛ والتي على مجموعة من المراحل التي تساعد في تنظيم العواطف، والتدرب على المرونة وأساليب حل المشكلات، وهي: "الإلهاء Distract، بالتخفيف Dilute، التطوير Develop، الاكتشاف Discover"، ولمزيد من التفاصيل تتبعّي التالي:
-
استراتيجية الإلهاء
أضافت دكتورة لبنى، يقول الخبراء إن الاستخدام الهادف لتقنيات الإلهاء، يمكن أن يكون مفيدًا في مواجهة المشاعر غير المريحة، وذلك من خلال أخذ قسط من الراحة، والانغماس في التركيز على أنشطة ممتعة ومفيدة ومهدئة، كقراءة كتاب، أو التنزه في الهواء الطلق.ومثلما أن الخطوة الأولى في الإسعافات الأولية هي إيقاف النزيف، فإن الخطوة الأولى للتعامل مع الضغوط والتوتر النفسي وفقًا لطريقة الأبعاد الأربعة، هي: " الإلهاء"، بمعنى "تشتيت الانتباه، لإنهاء المعاناة الحادة، ومنح الجسم والعقل فترة راحة"، كما تقول الكاتبة جيسيكا ستيلمان على موقع "آي إن سي".
لكن الباحثين ينبهون إلى أن الإلهاء وهو مصطلح لوصف الهوايات والأنشطة اليومية الممتعة أو العمليات الداخلية مثل أحلام اليقظة أو التحليق في الخيال، التي قد تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، وصرف الانتباه بعيدًا عن المشاعر الضاغطة لفترة من الوقت؛ من شأنه أن يخفف من الضغط ويؤدي إلى استعادة السيطرة بشكل فعال للغاية على المدى القصير، لكنه في الوقت نفسه، قد لا يحل المشكلات الطويلة المدى، بل قد يتسبب في حدوث مشاكل أخرى.
على سبيل المثال: " في الوقت الذي قد يساعد فيه عملك الإضافي في إلهائك وزيادة دخلك؛ ولكنه يأتي على حساب الوقت المخصص لعائلتك". كذلك إنخراطك في الوسائط الإلكترونية، قد يوفر لكِ إحساسًا بالابتعاد عن الأفكار السلبية، لكنه قد يصرف انتباهك بعيدا عن الاهتمام بأمور مُلحة تحتاجين لمعالجتها فورًا.
-
استراتيجية التخفيف
واستكملت دكتورة لبنى، يقول الباحثون بما أن الإلهاء أو صرف الانتباه عن التوتر، لن يفعل شيئا للتخلص من الضغوط على المدى الطويل -رغم أنه أمر جيد- فنحن نحتاج إلى البدء في الارتقاء نحو الإصلاحات الطويلة المدى.ويوضحون أن مصدر التوتر الطويل الأمد ليس الافتقار إلى المهارات، بل الصراع بين المُثل العليا والأمور ذات الأهمية. فعلى سبيل المثال: "عندما تتعرضين للتنمر من زميلة لكِ، فقد يسبب ذلك لكِ مشاعر مختلطة بين طلب المساعدة لوقف التنمر، أو تخطي الموقف تفاديًا للتعرض للسخرية أو لمزيد من التنمر".
من هنا تأتي أهمية التخفيف من الصراع، بمعرفة كيفية استخدام المرونة النفسية التي تسمح لكِ بتهدئة جهازك العصبي عندما نكونين وسط المواقف الضاغطة؛ وذلك من خلال ممارسة أساليب الاسترخاء مثل :"التنفس العميق، أو التأمل، أو اليوغا" لمساعدتك على التعامل معها بهدوء.
-
استراتيجية التطوير
ووفقًا للدكتورة لبنى، أكدت نتائج البحث، أن "التطوير هو التحضير للخطوة النهائية، التي تتضمن تذكير نفسكِ بمرونتكِ، ونقاط قوتكِ وإمكاناتكِ، وقدرتك على التخطيط للمستقبل، وتحديد الأشخاص الذين يتقدمون لمساعدتك في مواجهة التحديات، حتى تشعرين أنكِ أكثر تحكمًا وجاهزة لمواجهة أية مشكلات مستقبلية بشكل أفضل". لذا، بمجرد أن تقطعي شوطًا في تعلم كيفية التخلص من بعض التوتر النفسي الذي تشعرين به في الوقت الحالي، يجب عليكِ البدء في إعداد نفسكِ للراحة على المدى الطويل، بالوصول إلى مرحلة "الاكتشاف".
-
استراتيجية الاكتشاف
وأضافت دكتورة لبنى، يقول الباحثون، "والآن بعد أن أصبحتي مسلحة بمزيد من الثقة والهدوء، بعد مواجهة المشكلة بشكل كامل، نأمل أن يكون عقلكِ مستعدًا للدخول في مرحلة اكتشاف الأسباب الجذرية للتوتر لديكِ، ووضع خطط لتقليلها، باستخدام التحكم الإدراكي، الذي يُعد جوهر الصحة العقلية والرفاهية"، من خلال اقتراحات تشمل: "ممارسة الكتابة الحرة، لمساعدتك في تحديد سبب التوتر لديكِ بدقة، وإفساح المجال للأفكار لكي تظهر على السطح وتخرج إلى النور، ومعرفة ما تريدينه حقًا وليس ما يريدينه الآخرون منكِ، رغم ما قد يثيره ذلك من مشاعر صعبة في بعض الأحيان.
وأخيرًا، سيظل دوركِ الجوهري في التغلب على توتر النفسي ما حييتِ ينحصر في انتظامك في ممارسة الأنشطة البدنية، واهتمامك بقضاء بعض الأوقات الممتعة مع العائلة والأصدقاء؛ كذلك لا تنسي ممارستك هواياتك المفضلة "كقراءة الكتب، سماع الموسيقى"؛ وفي نفس الوقت احذري التدخين، واعتمدي على نظام غذائي صحي ومتوازن، واحصلي على قسط كافِ من النوم الجيد. فجميعها أساليب حياتية وليست وقتية لهزيمة التوتر النفسي نهائيًا مهما كانت الصعوبات التي تواجهينها لتحقيق أحلامك وأهدافك التي تطمحين إليها.