طرق وأساليب تطوير الذات وتقوية الشخصية وفوائدها الأكيدة
في إطار الضغوطات اليومية التي يجدها الكثير منا، نبدأ معها محاولة إيجاد أى وسيلة لتطوير الذات والبحث عن الوسائل العلمية التي تؤدي إلى تقوية الشخصية الخاصة بنا لمواجهة كافة الصعوبات التي قد يؤدي الاستسلام لها، إلى البعد عن الحياة الاجتماعية وعدم الرغبة في قبول أي تحدي جديد.
طرق تطوير الذات كثيرة، والوسائل التي من الممكن أن نعتمد عليها في تقوية شخصيتنا متعددة، والتي يلزم معها معرفة شخصيتنا الحقيقية من أجل التعرف على أي الجوانب والطرق التي سنتعمدها في تقوية تلك الجوانب.
خلال السطور التالية سنحاول التعرف على مهارات التطوير وتقوية الشخصية التي تساعدنا في حياتنا الخاصة والعملية.
مفهوم تطوير الذات وتقوية الشخصية ومهارات التنمية الشخصية
هي تلك المهارات التي تشمل مجموعة الصفات والقدرات التي تساعد الشخص على النمو الشخصي والمهني، وبالتالي فإن فهم هذه المهارات والعمل على تحسينها هو ما يعرف بمصطلح التطوير الذاتي أو النمو الشخصي، أو ما يطلق عليه تطوير الذات وتقوية الشخصية.
وتأتي أهمية تلك المهارات من كونها تسمح للشخص ببناء خطط استراتيجية نحو أهدافك، وهي جملة المهارات التي يمكن الاستفادة بها ودمجها في الروتين اليومي وتشمل:
- العمل على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية.
- تحقيق التقدم في حياتك المهنية ووضع خطط بشكل مستمر للارتقاء بالذات.
- تحسين نقاط قوتك ومواهبك بحيث لا تقتصر على تلك المهارات العملية فقط، بل تمتد لتشمل المهارات الاجتماعية أيضا.
- العثور على الوفاء والرضا عن الذات وتقبل الذات كما هي، وعدم اللجوء إلى جلد الذات بشكل مستمر.
طرق تقوية الشخصية الخاصة بك
ذكرت عدد من الدراسات في مجال تنمية المهارات الاجتماعية أن هناك مجموعة من المهارات التي يمكن الاستعانة بها في تطوير الذات وتقوية الشخصية ويمكن التعرف على جانب منها:
-
مواجهة مخاوفك
حيث أن الخوف يتعبر أبرز المعوقات التي تمنعك من النمو والتقدم، وضرب علماء النفس والتواصل الاجتماعي مجموعة من الامثلة، فإذا كنت ممن يخشى التحدث أمام الجمهور، فيمكنك حضور فصلًا دراسيًا أو الانضمام إلى إحدى المجموعات التي تساعد الأشخاص حتى يكونوا متحدثين أفضل، وإذا كنت من الاشخاص الذين لديهم رهاب المخاطرة وعدم الاقبال على اتخاذ خطوات جريئة، فيجب البحث عن شخص ما يكون كمرشد يمكنه المساعدة في اتخاذ قرارات جيدة يمكنها بناء ثقتك بنفسك، ويمكن أيضا أن يلجأ الشخص إلى التعلم من خلال تجربة الأشياء التي قد لا تشعر بالراحة لدى القيام بها، فالخجول يمكنه بدء محادثة مع أشخاص جدد يمكن التعرف عليهم خلال حفل استقبال أو ورشة عمل.
-
القراءة
إحدى الطرق التي يمكن من خلالها توسيع المعرفة والإدراك علاوة على أنها تعمل على تحفيز العقل وتحسين مهارات التفكير النقدي، كما أنها تعمل على نقل مجموعة من الخبرات الحياتية لبعض الأشخاص يمكنها أن تثقل وتنمي الشخصية الخاصة بك، وإذا كنت ممن ليس لديهم الشغف نحو القراءةفبادر بقراءة مقال تعليمي على الأقل يوميًا أو يمكنك وضع خطة لقراءة كتاب بصفة شهرية.
-
تعلم أشياء جديدة
الحرص على معرفة وتعلم بعض الأشياء الجديدة من شأنها أن تزيد من تدعيم الثقة بالنفس، ويمكنك فعل ذلك من خلال تعلم مهارة أو ممارسة هواية جديدة، الالتحاق بدورات تعلم لغة جديدة أو يمكن ممارسة الكتابة بشكل إبداعي، التي تستطيع من خلالها التعبير أيضا عن خبايا النفس البشرية،من الأشياء التي يمكن عملها مشاهدة ندوة على الإنترنت حول موضوعات التطوير المهني والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
-
الانفتاح على ردود الفعل
من أبرز الطرق التي يمكن من خلالها تنمية الذات يتمثل في التواصل مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل، وأن نطلب منهم تقديم رأيه حول المشروع أو المهمة التي قمت بها، حيث يمكن أن تتحول التعليقات الإيجابية إلى حشد معنوي كبير يمكنه دفعنا إلى الأمام، كما أن أساليب النقد البناءة تدفعنا إلى تحسين أنفسنا وعملنا، حيث يحتاج المرء إلى رأي خارجي للحصول على وجهة نظر مختلفة.
-
الاختلاط
يساعد الاختلاط مع شركاء العمل أو الاصدقاء، على تعلم أفكار جديدة كما أن العمل مع أنواع الشخصيات المختلفة، يعمل على ثقل الشخص اجتماعيا ويجعله مؤهل للتعامل مع كافة المواقف والاشخاص، وتكوين علاقات يمكنها مساعدتك في المستقبل للتغلب على كافة المشاكل والصعوبات.
-
احتفظ بمذكرة
يمكن للشخص الاعتماد على كتابة يومياتهبشكل دوري، حيث أن ذلك يساعده على اكتساب الوعي الذاتي والتفكير في الأحداث والقرارات والمحادثات بشكل مختلف، علاوة على أن ترجمة الاحداث اليومية في شكل كتابة المذكرات يساعد على البوح والتخلص من الاعباء الحياتية، وهي طريقة يلجأ إليها البعض من أجل تحديد الأهداف وتقييمها بشكل دقيق.
-
التحدث إلى أحد المتخصصين
إذا شعر الشخص بقصور ذاتي في مجال التنمية الحياتية وتطوير وبناء الشخصية فيمكنه التحدث إلى أحد المرشدين يساعده في تحديد الطرق التي يمكن للشخص اللجوء إليها في بناء مهاراتهوتطوير ذاته، حيث يمكن هذا الشخص مديره في العمل أو أستاذه الذي يعتز به أو أحد الاصدقاء المقربين، أو الحصول على إرشاد نفسي على أحد الاشخاص المحترفين.
مهارات التنمية الشخصية في العمل
تطوير الذات وتقوية الشخصيةلا يقتصر الاستفادة منها في الجوانب الخاصة فقط، حيث أنها من الممكن أن تكون مفيدة للغاية في التقدم خلال حياتك المهنية، من خلال الحرص على تنمية الجوانب التالية:
- أن يكون الشخص مستمعًا نشطًا، حيث أن ذلك يعزز من كونه جزءامن المجتمع الصغير الذي ينتمي إليه، على أنه لابد أن يركز الشخص على فهم ما يقوله زملائه في العمل والعملاء حيث أن ذلك من شأنه أن يعزز من شكل الاستجابة تجاه بعض الأمور بشكل جيد، ويمكن تنمية تلك المهارات الاستماع من خلال المحادثات الهاتفية ومقابلات العمل وجلسات الاصدقاء.
- العمل الجماعي، حيث أن الانخراط في بعض المهام الوظيفية مع الأشخاص الجيدين يجعلك عضوًا مهمًا في الفريق،علاوة على أن تنمية مهاراتك الاجتماعية يؤدي إلى بناء علاقات مع الزملاء والمعارف بشكل قوي.
- تنظيم الوقت ووضع خطط للمهام المنوط بها الشخص، وهو ما يساعد على إنجازها بسرعة وسهولة ودقة، فضلا عن تحديد الأولويات حتى يمكن التعامل في أكثر من مشروع واحد بشكل منظم، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعزز من قيمة الشخص اجتماعيا ومهنيا.
- التعامل مع المواقف الصعبة، وتحديد الحل الأفضل، حيث أن ذلك يجعل من الشخص موضع ثقة للحصول منه على المشورة والرأي، وإقبال الناس عليك للحصول منك على الرأي يعزز من ثقتك في نفسك في التعامل مع كافة الأمور.
- عليك أن تثق في قراراتك، حيث أن ذلك يمنح المحيطين بك ثقة كبيرة في اللجوء إليك في كافة المواقف، ويولد طاقة إيجابية كبيرة أن تساعد غرس الثقة بك وفيمن حولك.
- المرونة في كافة المتغيرات، وتقبل حقيقة أن الحياة لا تسير وفقا لأهواءنا وأنها متغيرة بشكل كبير، حيث أن ذلك يساعدنا على التعامل مع التغيرات في العمل والحياة بشكل أسهل، حيث يستطيع الأشخاص القادرين على التكيف من العمل بشكل جيد سواء بمفردهم أو ضمن فريق، كما يساعدهم ذلك على إدارة مشاريع متعددة، والتغلب والتعامل في كافة الظروف إلى جانب قبول الأفكار الجديدة، والميل إلى تقبل المتغيرات يقلل من الأجواء المتوترة ويسهل المرور من المواقف الصعبة.
- الصدق حيث أقرت العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية، أن الصدق يعتبر المفتاح نحو علاقة إيجابية مع الزملاء والمدراء، حيث يعتبر التمسك بالأخلاق الحميدة والنزاهة من الأشياء التي تحقق لك الاحترام والرضا والسمعة الطيبة في العمل.
- تنمية الشغف بالعمل من حين لآخر، حيث أن الأشخاص الذين يتمتعون بأخلاقيات جيدة داخل بيئة العمل يكونون منتجين وموثوقين أكثر عن نظرائهم، كما يساعد التفاني في العمل على إكمال المهام في الوقت المحدد وتحفيز زملائك نحو مبادلتك بهذا الشغف والحرص على العمل.
- كن شخصية قيادية، حيث تستطيع الدعم والمشاورة لمن حولك،حيث أن الأشخاص الذين يبنون هذه المهارات القيادية يمكنهم مساعدة فريقهم على التقدم دون تحكم منهم، وهو ما يخلق بيئة ايجايبة داخل الشركة أو المؤسسة.
كيفية إبراز مهاراتك الشخصية
بعد قيامك بتطوير ذاتك والعمل على تنمية مهاراتك الشخصية يجب عليك إظهار تلك المهارات الاستثنائية في مجال عملك من خلال:
- تسليط الضوء على مهارات التطوير الشخصي في السيرة الذاتية الخاصة بك، من خلال تدوين هذا القسم الخاص ضمن المهارات الخاصة التي تتمتع بها، ومن بين تلك المهارات: إدارة الوقت، التنظيم، القدرة على التكيف.
- التركيز على إبراز مهارات التطوير الشخصي، قم بإختيار مجموعة من مهارات التطوير الشخصي التي تشعر أنها أصبحت نقاط قوة لديك، حيث يمكن أن تصف بشكل موجز كيف يمكنك تطبيق كل واحد منها على مسؤوليات تلك الوظيفة، سواء المساعدة في حل المشكلات، أو المهارات الاجتماعية الأخرى التي أستفدت منها في بيئة العمل.
- الاستفادة من تلك المهارات في مقابلة العمل، حيث يمكن للشخص الاستفادة من نقاط القوة في تنمية المهارات الشخصية والحياتية خلال الاجابة عن اسئلة انترفيو الوظائف، مثل ما هي نقاط القوة والضعف لديك؟ أو ما هي أهدافك؟، كما يمكنك ذكر بعض الأمثلة التي ساعدت فيها مهاراتك في التعامل مع الآخرين وزيادة القدرة على تكوين علاقات قوية داخل فريق العمل الواحد.