آلية عمل الموظفين المبتدئين بإحترافية تتطلب تعزيز ثقتهم و تطوير ذاتهم بهذه الطرق الفعّالة
يُعدّ بناء ثقة الموظفين المبتدئين، والحفاظ عليها أمرًا ضروريًا لخلق بيئة عمل إيجابي، وتعزيز الإنتاجية وتعزيز الولاء داخل المنظمة. ومن خلال إعطاء الأولوية للثقة، يمكن لأصحاب العمل جني فوائد زيادة المشاركة والتواصل الفعال والاحتفاظ بالموظفين والتمكين والسمعة التنظيمية الإيجابية.
ولمزيد من التفاصيل حول كيفية تعزيز ثقة الموظفين المبتدئين لتطوير ذاتهم وتحقيق نجاحات ملموسة؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" للتعرف عليها بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
أهمية تعزيز ثقة الموظفين المبتدئين
وبحسب دكتور مصطفى، بناء الثقة والمصداقية مع الموظفين المبتدئين، جانبًا حاسمًا لتعزيز بيئة العمل والإنتاجية والولاء داخل المنظمة من دون استثناء؛ وبما أن الثقة هي أساس العلاقة الصحية بين صاحب العمل والموظف؛ لخلق شعورًا بالأمان النفسي، لذا سيشعر الموظفون بالراحة في التعبير عن آرائهم، وأفكارهم، واهتماماتهم من دون خوف من الحكم أو الانتقام. وبالتالي تحقيق فوائد عدة للموظفين المبتدئين، أهمها:
زيادة المشاركة
عندما يثق الموظفون بأرباب عملهم، فمن المرجح أن يشاركوا ويلتزموا بعملهم. إنهم يشعرون بالتقدير، مما يحفزهم على تجاوز مسؤولياتهم الوظيفية. وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء العام.
التواصل الفعال
تتيح الثقة التواصل المفتوح والشفاف بين أصحاب العمل والموظفين المبتدئين.فعندما تكون هناك ثقة، فمن المرجح أن يشارك الموظفون أفكارهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم، مما يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات أفض، وحل المشكلات داخل المنظمة، من تعزيز ثقافة التعاون والابتكار.
الاحتفاظ والولاء
تلعب الثقة دورًا مهمًا في الاحتفاظ بالموظفين. فعندما يثق الموظفون بأصحاب عملهم، فمن المرجح أن يبقوا مع المنظمة على المدى الطويل. إنهم يشعرون بالولاء والالتزام، مما يقلل من معدلات الدوران والتكاليف المرتبطة بتعيين وتدريب الموظفين الجدد.
التمكين والاستقلالية
الثقة تُمكّن الموظفين من تولي ملكية عملهم واتخاذ القرارات بشكل مستقل. فعندما يشعر الموظفون بالثقة، فمن المرجح أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن يكونوا استباقيين، يساهموا في نمو ونجاح المنظمة. وهذا الاستقلال يعزز الشعور بالتمكين والرضا الوظيفي.
السمعة التنظيمة
ترتبط الثقة ارتباطًا وثيقًا بسمعة المنظمة. فعندما يثق الموظفون بأرباب عملهم، فإنهم يصبحون سفراء للعلامة التجارية، ويتحدثون بشكل إيجابي عن المنظمة للآخرين. وهذا يعزز سمعة المنظمة، ويجذب أفضل المواهب والعملاء المحتملين.
طرق فعّالة لتعزيز ثقة الموظفين المبتدئين نحو مسار نجاحاتهم الملموسة
وتابع دكتور مصطفى، يُمكن تطوير الموظفين المبتدئين لذاتهم؛ لتحقيق أهدافهم ونجاحاتهم بخطوات ثابتة؛ وذلك من خلال الطرق التالية:
إنشاء قنوات اتصال مفتوحة
عندما يشعر الموظفون بأنهم مسموعون ومقدرون ومطلعون، فمن المرجح أن يثقوا بقادتهم وزملائهم. لذا يُعدّ إنشاء قنوات اتصال مفتوحة أمرًا ضروريًا لتعزيز بيئة عمل إيجابية وتعزيز الشفافية، وذلك عن طريق " تشجيع الحوار المفتوح والمتبادل، تمتع القادة بالشفافية بشأن الأهداف التنظيمية، واتباع سياسة الباب المفتوح للتواصل مع لقداة بسهولة".
التواصل بين نظير إلى نظير
يؤدي تشجيع التواصل بين نظير إلى نظير؛ إلى تقوية العلاقات داخل الفرق. إذ يعمل التعاون متعدد الوظائف، وبرامج الإرشاد وأنشطة بناء الفريق على تسهيل الحوار. على سبيل المثال، يمكن لأخصائي التسويق الذي يتعاون مع مندوب المبيعات تبادل الأفكار حول تفضيلات العملاء.
توافر أنماط الاتصال المتنوعة
إدراك أن الموظفين المبتدئين لديهم تفضيلات اتصال مختلفة أمرًا مهمًا. إذ يفضل البعض المحادثات وجهًا لوجه، بينما يفضل البعض الآخر التواصل الكتابي. وبالتالي توفير خيارات مثل: "اجتماعات الفيديو، ورسائل البريد الإلكتروني، والمراسلة الفورية يستوعب أنماطًا متنوعة"، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم داخل دائرة العمل.
الاتساق في التواصل
يسعى الموظفون إلى الاستقرار والقدرة على التنبؤ في بيئة عملهم. وعندما يكون التواصل من القيادة متسقًا، فإنه يعزز الشعور بالأمان والثقة لديهم.
الرسائل الواضحة
يجبعلى القادة توضيح رؤية المنظمة وقيمها وأهدافها بشكل متسق عبر جميع القنوات. سواءً كان ذلك اجتماعًا مفتوحًا، أو بريدًا إلكترونيًا، أو محادثة غير رسمية، يجب أن تكون الرسالة متوافقة؛ وذلك بخلاف التواصل في الوقت المناسب.
الموثوقية في تنفيذ الوعود
يراقب الموظفون ما إذا تم الوفاء بالوعود التي قطعتها المنظمة. وتضمن الموثوقية أن الالتزامات ليست كلمات فارغة بل خطوات قابلة للتنفيذ.
وضع توقعات واقعية
يجب على القادة تجنب المبالغة في الوعود. وبدلًا من ذلك، يجب عليهم وضع أهداف قابلة للتحقيق باستمرار من قبل الموظفين المبتدئين.
تجنب المحسوبية
يجب على القادة معاملة جميع الموظفين المبتدئين بشكل عادل، والاتساق في عمليات صنع القرار، وتطبيق السياسات بشكل متسق؛ كي يثق الموظفون في أن جهودهم مهمة.
المساواة في التقدير والمكافآت
يلاحظ الموظفون كيفية توزيع التقدير والمكافآت. وبالتالي المساواة ستضمن العدالة وتحفيز الأداء.
تمكين الموظفين من خلال الاستقلالية
في بيئة العمل الديناميكية اليوم، بات تمكين الموظفين من خلال الاستقلالية جانبًا حاسمًا للنجاح التنظيمي. ويشير مفهوم الاستقلالية إلى منح الموظفين الحرية والسلطة لاتخاذ القرارات المتعلقة بعملهم من دون إشراف مستمر أو إدارة تفصيلية. فعندما يشعر الموظفون بالتمكين والثقة، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر مشاركة وإنتاجية والتزامًا بأدوارهم.
الموازنة بين الاستقلالية والمساءلة
لا تعني الاستقلالية الهروب من المساءلة؛ بل يجب أن يظل الموظفون مسؤولين عن النتائج.
التعليم المدعوم
الاستثمار في الموظفين، من خلال تخصيص ميزانيات للدورات التدريبية والمؤتمرات والشهادات؛ لتطوير ذاتهم ومهاراتهم بما يتناسب مع أدائهم الوظيفي والمسؤوليات الموكّلة إليهم.
التقدير ووضوح المسار الوظيفي
يحتاج الموظفون إلى معرفة كيف يتوافق نموهم مع الأهداف التنظيمية؛ من خلال ربط الجهد بالتقدم، والاعتراف بالإنجازات علنًا.
تعزيز الفضول والتجريب
تشجيع الموظفين المبتدئين على استكشاف أفكار جديدة، حتى لو لم ينجحوا دائمًا. فالتعلم غالبا ما يأتي من الفشل.
وأخيرًا، لا ننسى معالجة مخاوف الموظفين وحلها،الاستماع والتعاطف بفعالية، وتقديم الملاحظات والتحديثات في الوقت المناسب، وتعزيز ثقافة التحسين المستمر، من أجل الحفاظ على نزاهة المنظمة وفي نفس الوقت دفع الموظفين نحو تطوير ذاتهم وتحقيق نجاحات ملموسة على المدى الطويل.