الرعاية الذاتية بعد الانفصال عن الشريك .. هكذا يمكنك النجاة
تقدمنا كثيراً وحدثت طفرة كبيرة في مجال تنمية وتطوير الذات، وذلك بفضل انتشار مدربين الحياة الذين لا يمكن انكار فضلهم في توضيح أهمية الرعاية الذاتية، والمعاملة الجيدة للنفس كونها تعد ضرورة ملحة، وخصوصاً مع تراكم الأعباء والمسؤوليات، وزيادة الضغط الواقع على عاتق كل منا.
وأنتِ غاليتي كأحد أفراد المجتمع يجب عليك إدراك مدى أهمية رعاية ذاتك والإحسان إلى نفسك وخصوصاً عند التعرض للخذلان وصدمة الانفصال، فذلك سبيلك إلى النجاة، لأنكِ لن تكوني عرضة أبداً للإصابة بأي من النوبات النفسية القاسية التي تترتب على الانفصال عن شريك الحياة
من أجل ذلك، ولتعزيز دور الرعاية الذاتية في تحقيق نجاتك واستقرارك النفسي وسعادتك أيضاً، أقدم لكِ غاليتي اليوم ولكل حواء كيفية الإحسان إلى النفس وتحقيق الرعاية الذاتية عند الانفصال عن شريك الحياة في خطوات بسيطة تمكنك من الحصول على مكاسب عظيمة لا يمكن تخيل مداها، والتي من بينها شفاء روحك من مرارة الخذلان، وطعنات الغدر.
والآن .. ما هو مفهوم الرعاية الذاتية؟
تعني الرعاية الذاتية، الاهتمام بالذات نفسياً، وجسدياً، وروحياً، وعقلياً، وتحقيق التوازن من خلال الاستجابة لاحتياجاتاتها العاطفية والجسدية، وتلبيتها بشكل مرضٍ، تحقيقاً لوقايتها من القلق والضغوط التي تحول دون رعاية النفس رعاية دقيقة وفعالة، إضافة إلى جعلها عرضة لمزيد من الضعوط النفسية المرهقة التي لها أن تفتك بها، وتجعلها عرضة للأمراض النفسية ثم الجسدية لأن النفس تؤثر على الجسد بشكل مباشر وعميق، وهو ما يجب أن تعلميه أنتِ لتكوني حارس نفسك الأمين لوقايتها من كل السلبيات التي من الممكن أن تعصف بها إذا ما أهملتيها بعد الانفصال.
كيف يمكن تحقيق الرعاية الذاتية بعد الانفصال عن شريك الحياة؟
لتحقيق الرعاية الذاتية، وللتعامل بشكل جيد ولائق مع نفسكِ غاليتي بعد صدمة الانفصال يجب عليكِ وبحسب نصائح خبراء الحياة وخبراء علم النفس اتباع الطرق البسيطة الفعالة التالية:
امنعي نفسك من التفكير في الحدث
بعد الخذلان من شريك الحياة والانفصال عنه، عليكِ عزيزتي بالاهتمام بذاتك جيداً، ومنعها من التفكير في ما حدث لكي لا تكوني حبيسة لتوابع الصدمة السلبية الخطيرة، لذا عليكِ بالفرار منها ومن مرارتها بكبح الرغبة في التفكير في أحداثه والتفكير فقط في تحقيق رعايتك لذاتك لأنها تستحق منكِ دفع أي ضرر عنها، وفعل كل ما يساعدك في الوصول إلى ذلك.
انعمي بحمام منعش
ابحثي عن أفضل الروائح المهدئة لروحك التي تحقق هدوئك واسترخائك، يمكنك مثلاً استخدمي الخزامى واللافندر وغيرهما ممن يحققون نفس الغرض، ولا تنسي اختيار مقطوعة موسيقية مفضلة عندك بشرط أن تمس روحك ووجدانك، واعتمدي إضاءة خافتة، وارتدي ملابس جديدة بطاقة إيجابية كبيرة، واستمتعي بنفسك وسط كل هذه الأجواء الرائعة التي تجعلك في حالة نفسية جيدة، وتذكري أن هذه هي البداية السليمة.
اهتمي بصحتك ونفسيتك
تعني الرعاية الذاتية الاهتمام بالنفس، وتضمن الرعاية النفسية والصحية، لذا عليكِ اعتماد نمط حياة صحي يعزز من صحتك، بحيث يشمل نظام غذائي صحي ومتوازن، والحرص على تناول الماء بشكل جيد، وممارسة الرياضة بانتظام، وخصوصاً تلك التي تساعدك على تحقيق الاسترخاء مثل اليوغا، والتأمل، وغيرهما من الرياضات التي تعزز من صحة الجسد من ناحية، وصحتك النفسية من ناحية أخرى.
احرصي على التواصل مع صديقتك المقربة
"سلام على الدُنيا إِذا لم يكن بها صديق صدوق صادِق الوَعدِ مُنصفا" لا قيمة للدنيا بأكملها، ولا معنى للحياة بدون صديق صدوق يكون مصدر أمانك، يرعى علاقته بك، ويخلص لكِ للأبد، صديق يخفف عنك مرارة العثرات وثقل الصدمات ويكون حاضراً بقلبه وعقله في حزنك قبل فرحك، صديق داعم ودائم، لذا عليكِ غاليتي بالإحسان إلى نفسكِ وتحقيق الرعاية الذاتية لها من خلال اختيار الصديق الصدوق الذي يشبهك، والتواصل معه والترويح عن النفس ومشاركته ما يؤرقك وما يسعدك، لأن ذلك يعزز من صحتك النفسية ويعود عليك بمنافع لا حدود لها.
امنحي نفسك بعض الوقت
إحدى استراتيجيات الرعاية الذاتية المثلى هي منح نفسك فرصة جيدة لهدوء مشاعرك، لكي لا تكوني سبباً في زيادة متاعبها، ولتكوني أنتِ البلسم الشافي لها، لذا حاربي كل من يحاول الضغط على الجرح من خلال تذكيرك به أو الحديث عنه بحجة السماح لكِ بالفضفضة والإسراع من حدوث التعافي، لأن ذلك يجعل الحدث حاضراً بأقسى تفاصيله في ذهنك مرة أخرى.
لا تخجلي من البكاء
البكاء نعمة ربانية جميلة تخفف من التوتر وتحقق هدوء النفس، فقد أكد علماء النفس على فوائده، لأنه آلية مهمة للتكيف وخصوصاً بعد الصدمات والشعور بالخذلان كونه يقلل من التوتر عبر تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يتحكم في قدرة الجسم على الاسترخاء، فضلاً عن دوره العميق في تحقيق الدعم العاطفي والترابط، لأنه سيحفز المقربين منكِ على التعاطف معك ومد يد العون لكِ حتى تمام التعافي.
تمتعي بجمال الطبيعة
إذا كان الجو ملائماً، اذهبي إلى الحديقة واجلسي وانعمي بعبير الزهور وتمتعي بجمال منظرها، وراقبي تنقل الفراشات عليها، وانسجي لنفسك عالم جميل تنعمين فيه بروحانيات عميقة التأثير.
تواصلي مع نفسك
في تواصلك مع نفسك راحة أبدية عميقة المدى، لأن ذلك سيحقق لكِ معرفة مواطن الضعف لتقويتها، ومواطن القوة لتعزيزها بشكل رائع يستحق الثناء، وكوني لطيفة مع ذاتك، ارفقي بها، وقدري ألمها، وكوني دائماً مصدر الطبطبة عليها، امنحيها الوقت الكافي لتحقيق التعافي السريع بعد الانفصال.
وختاماً، اعلمي غاليتي أن الرعاية الذاتية أغلى هدية من الممكن أن تقدميها لنفسك، واعلمي أيضاً أن الإحسان إلى النفس من تمام الإيمان بالله عز وجل، وأن له نتائج إيجابية عميقة، لذا أحسني إلى نفسك، وارعي ذاتك، وكوني مصدر الدعم والاحتواء لها، ولا تجعليها حبيسة لتأثيرات الانفصال السلبية، فبرعايتها ستكون النجاة.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. برأيكِ كيف يمكن للمرأة تقديم الرعاية الذاتية لذاتها بعد صدمة الانفصال؟
مع تمنياتي لكِ ولكل قلب مجروح بتعافي سريع وحياة سعيدة هانئة،،،