أمور تعوق المرأة عن تطوير ذاتها.. إليكِ أهمها وطرق التغلب عليها
حققت المرأة إنجازات كبيرة في مختلف مجالات الحياة، وأصبحت تسعى جاهدة لتحقيق تطلعاتها وطموحاتها في الحياة من خلال تطوير ذاتها ومثال على ذلك المرأة السعودية وما وصلت إليه الآن. ومع ذلك، تواجه العديد من النساء تحديات تعوقهن عن تحقيق هذه الطموحات، ومن ثم التأثير سلبًا على خطتها لتحقيق ذاتها بشكل كامل. لذلك سأتناول في السطور التالية أهم الأمور التي تعوق المرأة عن تطوير ذاتها وكيفية تجاوزها للمضي قدمًا نحو تحقيق الأهداف والطموحات.
ما هي الأمور التي تعوق المرأة عن تطوير ذاتها؟
في ما يلي ذكر لأهم الأمور التي تعوق المرأة عن تطوير ذاتها، وهي:
-
حصر المجتمع للمرأة في دور محدد
من أبرز الأمور التي تعوق المرأة عن تطوير ذاتها هي التوقعات الاجتماعية والأدوار التقليدية المرسومة لها من قبل المجتمع. ففي كثير من المجتمعات، يُتوقع من المرأة أن تكون مسؤولة عن إدارة المنزل وتربية الأطفال، مما يقلل من فرصها في التركيز على تطوير مسيرتها المهنية والتعليمية. هذه الأدوار التقليدية تؤثر على قدرة المرأة على تخصيص الوقت لنفسها وتحقيق أهدافها الشخصية والمهنية.
-
ضعف الثقة بالنفس والخوف من الفشل
الثقة بالنفس هي سر غالٍ من أسرار النجاح، ولذلك يمثل ضعفها أحد أكبر العوائق التي تواجهها في مسيرتها نحو تطوير ذاتها. كما أن الخوف من الفشل يلعب دورًا كبيرًا في الحد من قدرة المرأة على تطوير ذاتها. وقد يكون السبب في مشاعر الخوف تلك، خوض المرأة لتجارب سابقة أو بسبب الخوف من نقد الآخرين بعد الفشل.
-
قلة الفرص التعليمية والتدريبية
تعد قلة الفرص التعليمية والتدريبية من العوائق الكبيرة التي تواجه المرأة في تطوير ذاتها، خاصة في المجتمعات التي تضع قيودًا على تعليم المرأة أو تفرض مجالات محددة عليها. لأنه يحرم المرأة من اكتساب المهارات اللازمة للنجاح والتطور المهني وتطوير ذاتها بشكل خاص.
-
العنف الأسري
تتعرض المرأة في كثير من الأحيان للعنف الأسري، مما يؤثر على نفسيتها ويجعلها تشعر بعدم الأمان ويعوق قدرتها على التركيز على تطوير ذاتها. هذه التحديات تخلق بيئة سلبية تعوق المرأة عن المشاركة الفعالة في المجتمع وتحقيق أهدافها. وتجعلها تنشغل بكيفية التغلب على النوبات النفسية التي تتعرض لها جراء ذلك.
-
التحديات الاقتصادية والمالية
تأتي التحديات الاقتصادية والمالية ضمن أكثر الأمور التي تعوق المرأة عن تطوير ذاتها، حيث تواجه نسبة ليست قليلة من النساء من قلة الفرص الاقتصادية وتفاوت الأجور مقارنة بالرجال. وهي أمور تحد من قدرة المرأة على الاستثمار في تعليمها وتطوير مهاراتها ومن ثم انعدام قدرتها على تطوير ذاتها.
-
غياب القدوة
يمكن أن يكون غياب القدوة الإيجابية من النساء الناجحات عائقًا أمام المرأة في تحقيق ذاتها، حيث تجد صعوبة في تصور نفسها في مواقع النجاح. لأن وجود نماذج نسائية ناجحة يلهم المرأة ويساعدها على الثقة بقدراتها ومن ثم مساعدتها على تطوير ذاتها.
-
الضغوط المجتمعية والإعلامية
تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل نظرة المرأة لنفسها، وغالبًا ما تروج لمعايير جمالية أو اجتماعية قد تكون غير واقعية أو ضارة، الأمر الذي يقلل من قيمة المرأة، وخصوصًا مع حصرها في معايير ضيقة، والنتيجة تأخرها وعجزها عن تطوير ذاتها.
كيف يمكن مواجهة التحديات التي تحول دون تطوير المرأة لذاتها؟
على المرأة أن تلتزم بتطبيق ما يلي في مواجهة التحديات ولتحقيق تطوير ذاتها:
- كسر القوالب النمطية إذ يجب على المرأة أن تتحدى التوقعات الاجتماعية وتعمل على تغييرها من خلال الحوار والتواصل مع أفراد الأسرة.
- تحقيق توازن بين الحياة الشخصية والمهنية بمساعدة الشريك والأسرة.
- طلب الدعم من المحيطين، سواء من الأسرة أو الأصدقاء، لتخفيف الأعباء المنزلية والمسؤوليات العائلية.
- التعلم من الأخطاء، واعتبار الفشل جزءًا طبيعيًا من عملية التعلم والنمو، والاستفادة من التجارب الفاشلة كفرص للتحسين.
- التدريب المستمر، وذلك بالانخراط في برامج تدريبية وورش عمل لتطوير المهارات وبناء الثقة بالنفس.
- التفكير الإيجابي، ومحاربة التفكير السلبي والأفكار السلبية، والتركيز على الانجازات بدلًا من السلبيات.
- المشاركة في الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي توفر للمرأة فرصة التعلم وتطوير المهارات في أي وقت ومن أي مكان.
- تشجيع السياسات الداعمة للتعليم من خلال دعم المبادرات والسياسات التي تعزز من فرص التعليم المتساوية للمرأة.
- التعلم الذاتي، وذلك تعزيز التعلم الذاتي من خلال قراءة الكتب، والاستماع إلى المحاضرات، والاشتراك في دورات عبر الإنترنت.
- ضرورة تعلم مهارات التخطيط المالي وإدارة الأموال بشكل أفضل.
- البحث عن مصادر دخل إضافية مثل العمل الحر عبر الإنترنت أو استثمار المهارات الشخصية في تقديم خدمات مهنية.
- البحث عن نماذج إيجابية في الحياة، ومتابعة قصص النجاح النسائية في مختلف المجالات والتعلم منها.
- الانخراط في علاقات اجتماعية ناجحة وملهمة.
- المشاركة في الفعاليات النسائية، وذلك بحضور المؤتمرات وورش العمل التي تعرض قصص نجاح نسائية.
- التواصل مع نماذج إيجابية، كالتركيز على متابعة الشخصيات المؤثرة التي تروج لأفكار إيجابية وداعمة لتطور المرأة.
- تعزيز القيم الذاتية، وذلك من خلال التركيز على تطوير الذات وبناء قيم داخلية قوية تتجاوز التأثيرات الخارجية.
خلاصة القول
تواجه المرأة تحديات عديدة من الممكن أن تعوق مسيرتها نحو تطوير ذاتها، ولكن بالإصرار والعمل الدؤوب يمكن لها التغلب على هذه التحديات. وهنا تحتاج المرأة بعض الأسلحة الضرورية في مواجهتها، أهمها عزيز الثقة بالنفس، والبحث عن الفرص، وتحدي القوالب النمطية التي يفرضها المجتمع. وتمكين المرأة وتوفير بيئة داعمة باعتبارهم مقومات أساسية تساعد المرأة في التغلب على المعوقات، والبدء في تطوير ذاتها.