ارسمي أحلامكِ على أرض الواقع الملموس باتباع طرق فهم الذات
كثيرًا ما نشعر أنّنا نمرّ بمرحلة من اللامبالاة التي تنتهي في نهاية اليوم من دون أن نحقق أي إنجازات على أرض الواقع، ولعل ما نمر به من ظروف، وما يحدث حولنا من مجريات هو ما يشعرنا أننا عاجزين بالكامل عن إدراك ما يمرّ بنا؛ وهذا أمر اعتدناه تقريبًا، وبات جزءً لا يتجزأ من الواقع المرير الذي نعيشه، ولولا هذا الأمر لأصبح من البديهي التعامل مع الحياةِ بصورةٍ أوضح، ولكننا رأينا أننا من الأولى أن نعرف بماذا نفكر، وكيف نحسب أيامنا، وطريقة حياتنا قبل أن نتطرق لفهم الحياة من حولنا.
لذا دعينا نُطلعكِ عبر موقع"هي" على أبرز طرق فهم الذات وكيف تعرفين نفسكِ بطرق لم تفكري بها من قبل، نباءً على توصيات استشارية التنمية البشرية الدكتورة هند زيدان من القاهرة.
فهم الذات يحتاج لهذه الخطوة
وبحسب دكتورة هند، تُعاني بعض النساء من عدم القدرة على فهم الذات، كما يميلّن إلى التأثر بمن حولهن من الآخرين، وهناك العديد من الأسباب لعدم القدرة على فهم أنفسهن؛ كوجود بعض العوائق التي تواجهن بغض النظر عن تأثرهن بمن حولهن، أو من اللاتي يُعانين من مشكلة انعدام الثقة بالنفس، مما يسبب لهن القلق، والتوتر؛ وبالتالي اتباعهن طرق فهم الذات، سيتطلب منهن تكريس مجهودهن العقلي والعضلي في إنجاح خطوة تُعد بداية طريقة حقيقة للتعامل مع الحياة بشكل يسير.
فهم الذات خطوة مهمة لتعزيز النفس
وتابعت دكتور هند، يجب تعزيز الاهتمام بالنفس، والسيطرة على الأفكار المتدفقة إلى الرأس، حيث إن هذه الأفكار من الممكن أن تسيطر على النفس، وقد تجعل المرأة غير قادرة على الإفلات منها؛ لذا لاكتساب طرق فهم الذات، لابد من محاولة اهتمام المرأة بنفسها بصورة أكبر، و محاولة فهمها، والكشف عن الميول والرغبات لديها، بالإضافة إلى القدرة على أن تكون ممن تستحق النجاح وتسعى إليه، وعدم الوقوف في المكان من دون هدف، والسعي، والبحث في داخلها عن قدراتها، ومحاولة التماشي مع طبيعة نفسها لتعزيزها بما يليق بها.
طرق فهم الذات لتقوية شخصية المرأة
ووفقًا للدكتورة هند، لزيادة ثقة المرأة بنفسها وتقوية شخصيتها لتحدي الصعوبات التي تواجهها؛ يجبب عليها إتباع طرق فهم الذات التالية:
تعرّفي على قدراتك
كثيراً منّا يقع في فخ التباهي بالقدرات، ويصبح الأمر غايةً في الصعوبة عندما يطلب منا إنجاز بعض المهامِ التي تحجم من قدراتنا، وتجعلنا عاجزين بالكامل عن الأشياء التي كنا نعتقد أننا في استطاعتنا تنفيذها، وهذا ليس عيبًا على الإطلاق، فيكفي شرف المحاولة في كل مرة.
اعتمّدي على نفسكِ
حسب قدرتكِ، كوني أنتِ الصديقة والحبيبة والقدوة في نظر الآخرين، حتى تستطيعي أن تحجمي نفسكِ، وتكون قادرة على معرفة ما يدور في داخلكِ؛ فأكثر الأمور التي تقرب الناس من بعضهم هي تقديم يد المساعدة، والاعتماد على النفس في فعل الأشياء التي نستطيع القيام بها، وهذا ما يسهل علينا فكرة أن نفهم من نحن، وماذا نريد على الدوام؟.
تجنّبي عيوبكِ الداخلية
الكثير من النساء يعلمن أن بهن الكثير من العيوب، غير أن الاعتراف بهذه العيوب قد يعتبر عيبًا بحد ذاته، فلا أحد يحب أن ينقص من نفسه أو من قدراته؛ وإن أردتِ أن تتجنبي عيوبكِ الداخلية، فما عليكِ إلا أن تعترفي بها من أجل أن تستطيعي تصليحها من دون أن تؤثري على مستقبلك، أو تدمري ما بداخلكِ من أشياء جميلة، والتطرق لمثل هذا الأمر يلزمه الكثير من الشجاعة، للتغلب على الضعف الإنساني الموجود بداخلكِ، وخلق معكِ بالفطرة.
كمّلي نواقص شخصيتكِ
هذا أمر ليس عيبًا على الإطلاق، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شخص منّا به الكثير من الأشياء الإيجابية، وبجوارها الأشياء السلبية التي تنقص من شخصيتنا، وتعجل من ضعفنا أمام الآخرين، وللتخلص من هذا الأمر عليكِ أن نعّي جيدًا سبب هذه النواقص، وتُحاول أن تُكملي ما بكِ من خلل، لأن تكرار هذا الأمر قد يؤثر في علاقتكِ بالآخرين، ويجعلكِ بمثابة أضحوكة أمام كل من حولكِ؛ ولا أحد يرغب أن يكون كذلك في الوقت الحالي على الإطلاق، خاصة في ظل الانفتاح، واعتقادكِ أنكِ تستطيعي أن تكوني أجملما يكون في ظل البشاعة العامة التي تحيط بنا من كل جانب.
لا تتباهي بأمر يفوق قدرتكِ
إن كنتِ تريدين أن تفهمي ذاتكِ، وتعلمي كيف تحافظي على علاقاتك؛ فلا تتباهى بالأمور التي تعجزين عن القيام بها، أو التي لم تجربيها؛ فهذا قد يُقلل من مصداقيتكِ، ويجعلكِ غير واضحة أمام الآخرين، وهذا ما لا تريدينه أنتِ، وفي نظري فإن المحاولة هي خير برهان فإن أردتِ أن تكوني مثالًا جيدًا للآخرين، ولنفسكِ أولًا؛ فلا بأس بالقليل من التباهي إن كان في مقدوركِ تجربة ذلك، حتى لو أدت التجربة إلى الفشل.
تعرّفي على مميزات شخصيتكِ
هناك الكثير من الأشياء التي تجمل كل شخص من الداخل والخارج، وهذا أمر حقيقي مئة بالمئة، والظاهر أننا نحمل في أنفسنا العديد من الميزات، إلا أننا لا نقوى على ترجمتها على أرض الواقع، فإن أردتِ أن تفهمي شخصيتكِ، وتعلمي ما يدور بنفسكِ، فعليكِ أن تكوني قادرة على توظيف هذه الميزات الموجودة بداخلكِ، وتُحاولي بكل الطرق الممكنة أن تعززي منها، وتعتّزي بها، وتعملي على تنميتها حتى تتلاءم مع مجريات العصر.
استثمّري قدراتكِ
هذه هي أكثر طريقة تساعدك في معرفة احتياجاتكِ، وما يتلاءم مع قدراتكِ وسنّكِ العقلي والعضلي؛ لذا حاولي على الدوام ألا تتركي نفسكِ للضعف والوهن، وقومي واجتهدي، واستثمري ما بداخلكِ من جهد، ولا تربكِ نفسكِ بالأشياء الثقيلة التي لا تناسبكِ على الإطلاق، فكل وقت ولديه مجرياته، وأهمية ما يحدث به، فدعّي هذه الأمور جانبًا وتطرقي لما تستطيعي القيام به، فهذه خير وسيلةٍ للنجاح والتفوق الباهر.
احترّمي الآخرين
احترام الآخرين سمةٌ من سمات الأشخاص المهذبين، القادرين على ضبط النفس، واحترام وجهات النظر بعيدًا عن التعصب والقبلية المفرطة؛ فقدرتكِ على احترام الآخرين يساعدكِ في فهم ذاتكِ على أنكِ شخص يهوى العلاقات الإنسانية التي تحبذها كل الكائنات، ولا تهملي في مثل هذا الأمر، لأنه قد يعود عليكِ بالضرر.
أصلحّي ما يفسده الدهر
هناك العديد من الأمور التي نشعر أنها غطت على حياتنا، وعلى واقعنا الجميل، وجعلت منه مسخًا كبيرًا يطاردنا، حتى ضاعت أحلامنا في الهواء، وأصبح فهم العالم من الأمور الصعبة التي لا نجيدها على الإطلاق، ولكي تفهمي ذاتكِ عليكِ أن تضعي كل هذه الأمور جانبًا، وحاولي أن تصلحي الصورة المريرة التي تكونت بفعل هذه الحوادث التي مرت على بالكِ، أو في حياتكِ بشكلٍ عام.
تقبّلي الفشل المتبوع بالنجاح
لا نجاح يأتي إلا بعد العديد من التجارب الفاشلة، هذه هي القاعدة التي يجب أن تتعلميها حتى تحصلي على الطريقة الواضحة لفهم الذات، وتأكدي أن تقبل الفشل هو أول خطوات النجاح والتقدم، ولعل هذا الأمر قد يؤذي الآخرين، ويثبط من عزيمتهم، أما أنتِ فكوني مثابرة، ولا تبالي بآراء الآخرين، فما هي إلا كلمات تضيع في الهواء لا تقدم ولا تأخر على الإطلاق.
وأخيرًا، اعلمي أن طرق فهم الذات مهمة لفهم الواقع؛ لذا كوني أنتِ الحكّم والسلطان على ذاتكِ، فلا تدعّي الآخرين يتسلطون على حياتكِ، ولا تطلبي من أحد المساعدة في الأمور التي تستطيعي القيام بها، وأيضًا كوني على يقين أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فهذا هو المعنى الذي يجب أن تحمليه في طيات حياتكِ كي تفهمي نفسكِ بالطريقة الصحيحة التي ستنقلكِ من أرض الأحلام إلى أرض الواقع الملموس الذي يقدمكِ إلى الحياة العملية بخطوات ثابتة نحو مجد عظيم بإذن الله سبحانه وتعالي.