وصايا دكتورة نفسية لتحقيق الشعور بالرضا عن نفسك وعن حياتك .. لا تهمليها
الشعور بالرضا هو حالة من السلام الداخلي والقبول التام لما أنتِ عليه في الوقت الحالي، بغض النظر عن الظروف الخارجية. هو ليس شعورًا بالقبول فقط إنما هو تجربة تجسد كيفية تعاملك مع نفسك في كل مرة تواجهك فيها صعوبات أو أحداث طارئة غير سارة.
الشعور بالرضا يعني قبول القدر والاستسلام له. أنت عندما تشعرين بالرضا يحدث التوازن بداخلك، ستقدرين الأشياء التي تملكينها، وستنعمين براحة البال.
إن الشعور بالرضا لا يعني قبولك لكل ما هو سلبي أو الاستسلام للظروف الصعبة أو الأحداث التي لا تروق لكِ، لكنه يعني القناعة بما لديكِ وبالظروف التي أنتِ عليها الآن وبمواجهتها بكل الطرق وصنع ظروف بيئية أفضل تمكنك من العمل وتحسين ذاتك وتعزيز قدراتك. تُرى كيف يمكن تحقيق الشعور بالرضا عن نفسك وحياتك؟
الشعور بالرضا له إيجابيات عديدة عليكِ وبشكل خاص على حالتك النفسية. من أجل ذلك ولمساعدتك في معرفة كيفية تحقيق الشعور الرضا عن نفسك وحياتك، تابعي معي هذا المقال ربما تجدين بين سطوره طرق فعالة تجعل شعورك بالرضا عن نفسك وحياتك رفيقك الدائم خلال مسيرة حياتك من خلال إفادة "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية، دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا.
كيف أشعر بالرضا عن حياتي؟
في عالم مليء بالمقارنات والمنافسة، يصبح الشعور بالرضا عن النفس هدية ثمينة يمكن أن تحقق لكِ السلام النفسي الداخلي وتساعدك عن العيش باستقرار دون التعرض لأي هزات تتعلق بالثقة بالنفس أو تشعرك بالشك في قدراتك.
يمكنك عزيزتي وبحسب د.أميرة الشعور بالرضا عن نفسك وحياتك من خلال اتباع ما يلي:
ممارسة الامتنان بانتظام
تؤكد د.أميرة على أهمية ممارسة الامتنان والمداومة عليه في تحقيق سلامك النفسي وراحة بالكِ. لذا خصصي وقتًا محددًا خلال اليوم لممارسة الامتنان. دوني كل الأشياء الرائعة التي تزين حياتك، واحرصي على جمع انتصاراتك في الحياة وذكري نفسك بها حتى مع وجود بعض الاخفاقات.
من شأن ذلك أن يحققك شعورك بالرضا ومن ثم تعزيز صحتك النفسية لأن القبول بما أنتِ عليه يحميك من الدخول في صراعات مرهقة أنتِ في غنى عنها. إن شعورك بالامتنان ضروري ولكنه لا يغني عن وجود حل للمشكلات التي تواجههك. شعورك بالامتنان للنعم يحسن حالتك النفسية ويمنحك قوة للبحث عن حلول للمشكلات التي تعترض طريقك.
رحبي بالتغيير
لا تكوني روتينية، ولا تستسلمي للحياة الراكدة، كوني محبة للتغيير ورحبي به فمن شأنه أن يحقق شعورك بالأمل والتفاؤل والتفكير بإيجابية نحو كل ما هو قادم. غيري من نفسك بالطريقة التي تحقق لكِ فائدة واحدة لكِ على الأقل. كما أن التغيير يساهم في تجديد الطاقة من حولك، ويبعد عنكِ شبح الركود.
غيري عن نظرتك للأشياء
تعاملي الأشياء من منظور جديد، وانظري إليها نظرة مختلفة، مثلًا حاولي البحث عن أمور إيجابية في مواقف سلبية حدثت لكِ. ذلك كفيل بتحقيق شعورك بالرضا.
تقول د. أميرة، كمثال على ذلك، الصدمات العاطفية التي تسبب كسرة القلب والروح أيضًا، هذا موقف سلبي لكن الدروس المستفادة منه هي في الواقع أمور إيجابية. لذلك غيري نظرتك للأشياء، وانظري إليها من منظور جديد ليتحقق قبولك بالأحداث ومن ثم الشعور بالرضا والاستمتاع بحياتك.
كوني صداقات جديدة
أظهرت الدراسات أن وجود العديد من الصداقات جيدة في حياة الانسان تحقق سعادته، وتزيد من تفاؤله بما يحقق الشعور بالرضا لديه. لذلك تواصلي مع أصدقائك واستثمري في صداقاتك معهم. فمن شأن ذلك أن يُشعرك بالرضا والسعادة.
لا تحاولي تغيير أحبائك
تقبل أحبائك كما هم ولا تحاولي تغييرهم، لأن قبولهم بما هم عليه سيحقق شعورك بالرضا لأنكِ لن تكوني أسيرة للضغوط التي تتكالب عليكِ من عدم رضاك عنهم، ورغبتك في تغييرهم. قبول أحبائك كما هم سيحقق شعورك بالرضا.
لا تقارني نفسك بالآخرين
بحسب د.أميرة، تعد المقارنة مع الآخرين من الأمور المرهقة نفسيًا، لذا لا تقارني نفسك بأبدا بمن هم حولك. حاولي الاحتفال بسعادة الآخرين وإنجازاتهم وحظهم السعيد بدلاً من مقارنتهم بك، واقبلي ما أنتِ عليه الآن. لن تتخيلي حالتك النفسية بعد ذلك، جربي بنفسك.
أمور تحول دون تحقيق الشعور بالرضا
بحسب دكتورة أميرة، توجد أمور تقف حائلًا بين الشخص وبين الشعور بالرضا عليكِ بتجنبها، وهذه الأمور هي:
- المقارنة بالآخرين.
- الخوف من الفشل.
- التوقعات غير الواقعية.
- كتمان المشاعر.
- التركيز على السلبيات.
- الافتقار إلى التقدير الذاتي.
- الاستسلام للضغوط الاجتماعية.
- العيش في الماضي أو المستقبل.
معتقدات خاطئة عن الشعور بالرضا
تقول الدكتورة أميرة، أنه توجد معتقدات خاطئة عن الشعور بالرضا يجب الانتباه إليها وهي:
- الشعور بالرضا يعني الكتمان وكبت المشاعر .
- الشعور بالرضا يعني الاستسلام للمشاكل.
- الشعور بالرضا يعني قبول الظلم من الآخرين.
- الشعور بالرضا يرتبط بالمال والسلطة.
- الشعور بالرضا يعني قبول الواقع دون محاولة تغييره.
- الشعور بالرضا يرتبط بالانجازات الكبيرة فقط.
خلاصة القول:
تحقيق الشعور بالرضا يتطلب مزيجًا من القبول الداخلي والقدرة على التكيف مع تحديات الحياة. يبدأ ذلك من قبول الذات والعيش في اللحظة الحالية، إلى تقدير الأشياء الصغيرة التي تجلب الفرح. الرضا ليس هدفًا نهائيًا، بل رحلة مستمرة نحو التوازن الشخصي والنمو الداخلي.