تعرفي إلى أهمية الذكاء العاطفي لتحقيق نجاحات ملموسة في جميع أمور حياتك الشخصية والمهنية من دون استثناء

الذكاء العاطفي نقطة حاسمة لحب ذاتكِ.. كيف تستفيدي منه لتعزيز نجاحاتكِ؟

رحاب عباس

عادةً ما يكون الذكاء العاطفي أهم من الذكاء التحليلي للعقل حيث أن الذكاء العاطفي هو أحد أهم أسباب تحفيز الذات وتقوية الثقة بالنفس. فقد أشار المتخصصون في مجال تنمية الذات في السنوات العشرة الأخيرة أن هذا الذكاء العاطفي الذي تمتلكه المرأة يُمكّنها من فهم وتفهم مشاعر الآخرين وكيفية التعامل معهم وفقًا لاستجاباتهم العاطفية.

وبما أن الله ميّز المرأة عن الرجل بأنها تمتلك مشاعر وقدرة عاطفية أقوى من المشاعر التي يمتلكها الرجل؛ وهذا ما يؤهلها لتكون الأم والمربية والزوجة الصالحة، لذا عليها معرفة كيفية تعزيز وتطوير هذه الميزة التي وهبها الله إيّاها.

من هذا المنطلق، سنُطلعكِ عبر موقع "هي" على أهمية الذكاء العاطفي لتعزيز ثقتكِ بنفسك والوصول إلى نجاحات ملموسة في جميع أمور حياتكِ، وأيضًا كيفية الاستفادة منه بأساليب فعالة، بناءً على توصيات استشاري الطب النفسي الدكتور علاء محجوب من القاهرة.

الفرق بين الذكاء العقلي والذكاء العاطفي لدى المرأة

تعرفي إلى الفرق بين الذكاء العقلي والذكاء العاطفي
تعرفي إلى الفرق بين الذكاء العقلي والذكاء العاطفي

وبحسب دكتور علاء، يختلف الذكاء العاطفي في المرأة عن الذكاء العقلي، حيث إن الذكاء العقلي يعتمد على البراعة في التعرف على العلوم المختلفة، وكيفية فهم المعادلات الرياضيّة، والكيميائية والمعالجة البصرية السريعة وغيرها من المعايير التي تعتبر مقياسًا للحنكة والفهم السريع والقدرة على التحصيل الدراسي؛ أما الذكاء العاطفي فيُعرف بأنه فهم القدرات النفسية، ويعتمد على فهم وإدارة وتحفيز الذات بحيث يكون لديها موازنة بين العاطفة والمنطق وقدرتها على تقبل الآخرين واستيعابهم.

لماذا تُحقق المرأة ذات الذكاء والتعليم المتواضع نجاحًا مبهرًا؟

وتابع دكتور علاء؛ في كثير من الأحيان قد نجد أن النساء اللواتي يمتلكن ذكاءً عاليًا وشهادات عالية قد يتعثّرن في حياتهن، بينما تُحقق أخريات من ذوات الذكاء والتعليم المتواضع نجاحًا مبهرًا؛ والسرّ يكمن في امتلاكهنذكاءً عاطفيًا يتمثّل في وعيهن الذاتيّ وإدراكهن لمشاعرهن ومشاعر الآخرين، وقدرتهن على فهم من حولهن والاستماع إليهن.

أهمية الذكاء العاطفي عند المرأة

يتميز الذكاء العاطفي بتصحيح المشاعر الشخصية واكتشاف المشاعر الانفعالية لدى الأشخاص الآخرين
يتميز الذكاء العاطفي بتصحيح المشاعر الشخصية واكتشاف المشاعر الانفعالية لدى الأشخاص الآخرين

وأضاف دكتور علاء، يُعدّ الذكاء العاطفي أحد الموضوعات الهامة التي يُسلط كل من علماء النفس والمهتمين بالدراسات الخاصة الضوء عليها باعتباره أحد مظاهر الحياة السلوكية الهامة للجميع. وهنا نذكّر أن الباحث "أبراهام" عرّف الذكاء العاطفي على أنه قدرة الانسان على استخدام المعرفة الانفعالية من أجل حل المشاكل، وذلك باستخدام الانفعالات الإيجابية، كما أوضح أنه مجموعةٌ من المهارات التي تتميز بالدقة في تصحيح المشاعر الشخصية وتدقيقها، واكتشاف المشاعر الانفعالية لدى الأشخاص الآخرين حتى تُستخدم من أجل الإنجاز، والدافعية في حياة الإنسان؛ وخصوصًا للمرأة؛ وفيما يلي بعض النقاط التي توضح أهمية هذا النوع من الذكاء للمرأة، وذلك على النحو التالي:

  • يُمكّنها من تحقيق نجاحات كبيرة في مجال العمل لما تمتلكه من روح قيادية عالية.
  • يُساعدها على بناء علاقات شخصية صحية ومثمرة، ومعرفة كيفية تحمل المسؤولية في العلاقة، والقدرة على التفاعل الإيجابي فيها وكيفية التعامل مع الفشل بشكل سليم.
  • يُعزز قدرتها على إدارة مشاعرها الذاتية والتحكم بالانفعلات بقدرة عالية وتحمل الضغوط التي تتعرض لها في الحياة.
  • يجعلّها قادرة على حل المشكلات بشكل عقلاني وسليم وإعطاء حلول سريعة من دون انفعال.
  • يمنحّها القدرة على تحقيق مبدأ التسامح، أي مسامحة الآخرين وعدم الشعور بالحقد اتجاههم مع عدم إظهار سلوكيات أو ألفاظ أو تعابير توحي بذلك.

الذكاء العاطفي أحد المهارات الناعمة.. كيف ذلك؟

ووفقًا للدكتور علاء، في كل مرّةٍ تُذكر فيها مهارات المستقبل يتبادر إلى أذهاننا الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا، التعلّم النّشط والتعلّم الاستراتيجي، التفكير والتحليل الإبداعي، تحليل النظم وتقييمها، أو بشكلٍ عام المهارات التقنية. ولكن هناك جانبًا آخر من جوانب المهارات وهي المهارات الحياتية أو ما تُسمّى بـ "المهارات الناعمة"؛ وهي لا تقل أهمية عن غيرها وأهمها الذكاء العاطفي لما له من مكانةٍ مركزية في جميع جوانب حياتنا.الجدير بالذكر، أن الذكاء العاطفييرمز له EI أو  EQ؛ وقد أصبحت له أهمية كبرى بحيث قُرّرت له اختبارات عالمية وتُحدّد النسبة من خلال عدّة أسئلةٍ تقيس قدرة الشخص على فهمه لمشاعره، ومشاعر الآخرين، وإدارة النفس، والعلاقات.

كيف يتحقق مفهوم الذكاء العاطفي لدى المرأة؟

الذكاء العاطفي مهارة مكتسبة فاغتنميها لتعزيز قدراتكِ الإبداعية والاجتماعية
الذكاء العاطفي مهارة مكتسبة فاغتنميها لتعزيز قدراتكِ الإبداعية والاجتماعية

وأضاف دكتور علاء، يتحقق مفهوم الذكاء العاطفي إذا استطاعت المرأة تحقيق أكبر قدر من السعادة لنفسها ولمن حولها، وقدرتها على التعامل الإيجابي مع نفسها ومع الآخرين، ومعرفتها كيفية توجيه مشاعرها والسيطرة عليها. والجدير بالذكر، أن الذكاء العاطفي هو مهارة مكتسبة يمكن لأي لإنسان تعلمها وبناؤها وتطويرها، وهذا يؤدي إلى زيادة إنتاجيته، وصقل مهاراته العملية، وتطوير قدراته الإبداعية والاجتماعية في المجمل العام.

مكونات الذكاء العاطفي المهمة للمرأة

من ناحية أخرى، أوضح دكتور علاء، أن مكونات الذكاء العاطفي المهمة للمرأة؛ لخّصها دكتور دانيل غولمان في كتابه " الذكاء العاطفي"، كالتالي:

  • الوعي الذاتي.
  • التحفيز الذاتي.
  • التحكّم بالعلاقات.
  • التحكّم في المشاعر.
  • إدراك مشاعر الآخرين.

الذكاء العاطفي مرتبط بالقائدة الناجحة

الذكاء العاطفي أحد مهارات القائدة الناجحة ولا غنى عنه لتحقيق نجاحات ملموسةفي جميع أمور حياتكِ الشخصية والمهنية من دون استثناء
الذكاء العاطفي أحد مهارات القائدة الناجحة ولا غنى عنه لتحقيق نجاحات ملموسةفي جميع أمور حياتكِ الشخصية والمهنية من دون استثناء

أشار دكتور علاء، إلى أن العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة الناجحة علاقة طردية؛ إذ أثبتت الدراسات أن الذكاء العاطفيّ يمثّل 85% من أسباب الأداء المرتفع للأفراد القياديين، فالقادة هم الأشخاص الذين يعرفون كيفية تحقيق الأهداف وإلهام الناس على طول الطريق. وبالتالي صفات القائدة المؤثرة تأتي تحت الذكاء العاطفي "فالقيادة شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي بين القائد وأتباعه، كما أنه سلوك يقوم به القائد للمساعدة على بلوغ أهداف الجماعة وتحريكها نحو هذه الأهداف، وتحسين التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء والحفاظ على تماسك الجماعة.ولما كانت القيادة تفاعلًا بين طرفين، طرف فردي وهو القائد، وطرف جماعي وهم الأتباع؛ فإن فهم الآخر والتعامل معه عنصر ضروري في تحقيق فاعلية التواصل،وهذا هو أساس عمل الذكاء العاطفي.

وأخيرًا، من الأمور الأساسية وعلى كل امرأة فعلها، هي تنمية الذكاء العاطفي لديها، وذلك من تعلم لغة العواطف، والتحدث بطلاقة، والتفكير بشكل واعي، وإدارة الضغوطات، وتعزيز التواصل الاجتماعي. ولتطويره لديها عليها أن تبدأ بالتواصل مع نفسها وفهم مشاعرها، وتحليلها، ثم الاهتمام بذاتها،  ومن ثمّ تحسين قدرتها على التواصل الاجتماعي مع الحفاظ على استقلاليتها العاطفية.