كوني محاورة ناجحة اتباع هذه الأساليب الفعالة كأسلوب حياة

كوني محاورة ناجحة لتغيير اتجاهات الآخرين نحو المسار الصحيح باستخدام هذه الأساليب

رحاب عباس

الحوار هو نشاط عقلي ولفظي بين المتحاورين، للوصول إلى إتفاق، أو حل لمشكلة ما، أو توضيح لقضية ما. كما أنه وسيلة للإصلاح بين الناس وإشاعة روح الحب والود بما يحقق قوة المجتمع وتماسكه، ويضمن السلام والأمن الاجتماعي من خلال تقريب وجهات النظر والتفاهم والتنسيق المشترك.

وفي نفس الوقت، هو وسيلة لتغيير اتجاهات الآخرين وميولهم، بعد اقتناعهم عقليًا ووجدانيًا بمفاهيم ومعان جديدة أو مغايرة لما يؤمنون به ويعتقدونه سابقًا، من خلال الحوار المتبادل القائم على الحجج والبراهين والأدلة. وذلك بخلاف أنه وسيلة دعوية ناجحة؛ فعن طريقه يمكن إجلاء الحقائق وإرشاد الناس لمصالحهم وتعليمهم أمور دينهم بتفسير المبهم والمتشابه وإبراز الحقائق والرد على الشبهات.

ولأهميته البالغة في تعزيز ثقتكِ بنفسكِ وتطوير ذاتكِ؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" كي تكتسبي صفات المحاورة الناجحة، وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

الحوار عملية تشاور متبادلة

الحوار عملية تشاور متبادلة في جميع أمور حياتكِ
الحوار عملية تشاور متبادلة في جميع أمور حياتكِ

وبحسب دكتور مصطفى، يُعرف الحوار، عمومًا، بأنه عملية تشاور متبادلة هدفها السعي وراء تحقيق التفاهم المشترك عبر بوابة الاستماع الفعال والعاطفي من أجلاكتشاف أوجه التشابه وفهم الاختلافات في وجهات النظر المتنوعة. وهو ليس مجرد مناظرة أو مناقشة عادية ولا يتعلق بتاتًا بإقناع الآخرين بالموافقة على وجهة نظر الآخر أو تغيير ما يؤمنون به، إنما يرمي الحوار إلى تخطي عقبات سوء الفهم وتبديد الصور النمطية من أجل تعزيز التفاهم المتبادل.

والعملية الحوارية متمحورة في الأساس حول تنمية الاحترام المتبادل بغية بناء علاقات مستدامة. لذلك، فأنتِ ترّيها تُركز تركيزًا كبيرًا على توضيح كل من أوجه التشابه والاختلاف في أي موضوع بين شخصين أو مجموعتين من الناس، كما أنها تبني جسورًا من التفاهم بين أصحاب الآراء المختلفة سعيًا إلى تحويل العلاقات الإنسانية القائمة على الجهل والتعصب إلى حالة أعمق من الفهم والاحترام لما هو مشترك وما هو غير مشترك.

صفات المحاورة الناجحة حليفتكِ مدى الحياة

اكتسبي صفات المحاورة الناجحة بهذه الصفات
اكتسبي صفات المحاورة الناجحة بهذه الصفات

وتابع دكتور مصطفى،هناك صفات تجعل المحاورة متمكنة وناجحة؛ وتجعل الناس يحبون محاورتها والحديث إليها، لذا اجعليها حليفتكِ بهذه الصفات:

  • دَعّي فقرتكِ الافتتاحية تستدعي انتباه من تحاورينه.
  • مازحِي الشخص الذي تحاورينه مهما كان فظًا.
  • تجنّبي اتهام نية الشخص الذي تحاورينه، أوالطعن في مقصده.
  • استخدّمي"يمكنك" لتقولي"لا" بطريقة لبقة.
  • استعملّي الكلمات الإقناعية: "جديد..مجرب..فعال..إلخ".
  • كوني مُلّمة بالمشكلات الإنسانية والأوضاع العالمية.
  • استشهدّي بالقصص واعرضيها بأسلوبٍ جذاب.
  • لا ترفعّي صوتكِ أكثر مما يحتاج إليه السامع أثناء الحوار.
  • لا تتحدّثي مع زميلتكِ وأنتِ في حوارٍ مع شخص آخر.
  • لا تستخدّمي عبارة  "يجب عليك القيام بـ....إلخ".
  • إذا كنتِ مستعجلة اعتذري عن بدء الحوار، وحدِّدي موعدًا آخر للحوار.
  • قارنّي النظام الجديد الذي تريدّين إقناع مستمِعك به بنظام مألوف لديه.
  • اللباقةهي أن تقولي أكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها.
  • حاولّي أن تصبحّي هادئة البال عند النقاش، و تبادلّي الآراء أثناء الحوار.
  • لا تتناولي الأكل أو الشرب أثناء المحادثة، ولا تتحدثي مع من تحاورينه وفمكِ مشغول.
  • استخدّمي اسم من تحاوره في أول(10) ثوانٍ، وانتبهي إلى لقبه الصحيح والمركز الذي يشغله.
  • فريقّي بين الفكرة وصاحبها، وتناولّي الفكرة بالبحث و التحليل، أو بالنقد و النقض بعيدًا عمَّن هو صاحب الفكرة.
  • قدِّمي التحية لمن تحاوريه وبروح مرحة، وعرِّفي بنفسكِ وبالإدارة التي تعملي بها.
  • يجب أن تتصفي بالأمانة و الصدق في جميع أحوالكِ، وخاصة أثناء مشاركتكِ في الحوار، وذلك أثناء طرحك لموضوع اجتماعي، أو اقتصادي، أو علمي أو غيره.
  • كلما كنتِ حاضرة البديهة كنتِ محاورة ناجحة باستحضار المعلومات، والتحضير المسبق، و توقُّع الأسئلة، والحضور الذهني.
  • تمتعّ المحاورة الناجحة بقوة الذاكرة؛ فغالبًا يكون حوارها ونقاشهامترابطًا مع بعضه البعض.
  • استخدّمي نبرةَ صوتٍ مرحة وهادئة حتى تتمكّني من شدّ انتباه الحاضرين؛ كذلك يجب ألا ينعكس مزاجكِ على صوتكِ أثناء الحوار.
  • استخدّمي الحوار بطريقة السؤال، منها سؤال "الاستفهام" للحصول على معلومات تستطيعي أن تجعلّي منها عناصر حديثة، و طريقةً لإشراك المحاور في التفكير معكِ و إبداء و جهة نظره.

كّوني محاورة ناجحة بهذه الأساليب

أساليب فعالة لتكوني محاورة ناجحة اجعليها حليفتكِ مدى الحياة
أساليب فعالة لتكوني محاورة ناجحة اجعليها حليفتكِ مدى الحياة

ووفقًا للدكتور مصطفى، إذا كنتِ ترغبين في امتلاك صفات المحاورة الناجحة؛ فما عليكِ سوى اتّباع هذه الأساليب كأسلوب حياة، وذلك على النحو التالي:

حضوركِ التام

ينبغي عليكِ التركيز على الحوار القائم، وعدم الانشغال بأمور ثانوية أخرى، مثل: "الهاتف المحمول، أو أي شيء آخر خارج نطاق المحادثة" قد يُشتّت الاهتمام، وهذا يعني أن تكوني حاضرة تمامًا، بعدها يمكّنكِ إتمام الحوار.

لا تكّرري نفس الحديث

يجب عليكِ توضيح النقاط التي ترغبين في إيصالها للمستمع من دون تكرارها مرارًا وتكرارًا
يجب عليكِ توضيح النقاط التي ترغبين في إيصالها للمستمع من دون تكرارها مرارًا وتكرارًا

من المزعج للمستمع أن يكرّر المتكلّم نفس الحديث أو الأفكار؛ فهذا من شأنه أنْ يُدخل الحوار في جو من الملل والرتابة، لذلك ينبغي أن توضيحي النقاط التي ترغبين في إيصالها للمستمع، من دون محاولة إعادة صياغتها مرارًا وتكرارًا.

تحلّي بالصدق

أحد أبرز القواعد الذهبية في إنجاح الحوار هي الالتزام بالصدق والشفافية إلى أبعد الحدود. والوصول إلى نتائج إيجابية في نهاية الحوار، يجب أن تجنّبي الكذب، أو التظاهر بمعرفة أشياء مجهولة في الحقيقة بالنسبة لكِ.، فالحقيقة وعدم التصنّع من الصفات المريحة للجميع.

استخدّمي الأسئلة

استخدمي الأسئلة لحوار مثمر
استخدمي الأسئلة لحوار مثمر

إذا كان لديكِ استفسارًا، فيجب أن تُباشري في طرح الأسئلة حوله، أمّا إذا دخل الحوار في جو من الصمت أو الفتور، فننصحكِ باستخدام الأسئلة المفتوحة لقتل الصمت، وإرجاع التفاعل المشترك للحوار.

اجعلّي إجابتكِ مباشرة على الأسئلة

تجنبي الاسترسال في الإجابة من خلال الخوض في مواضيع ثانوية وغير مهمة، فالرد الذكي هو الرد المباشر المقتضب، وإذا لم يكن لديكِ إجابة عن السؤال المطروح، فقولي " لا أعرف".

وازنّي بين التحدث والاستماع

وازنّي بين الحديث والاستماع الفعال للطرف الآخر من أجل حوار هادف وممتع
وازنّي بين الحديث والاستماع الفعال للطرف الآخر من أجل حوار هادف وممتع

تعتبر الموازنة بين التحدث والاستماع من أهم قواعد الحوار، فليس من التهذيب أن تنفردّي بأخذ معظم وقت الحوار لحديثكِ فقط، فالمحادثة السليمة تتطلّب من كافة الأطراف موازنة الوقت بين طرح أفكارهم، والاستماع الفعال للطرف الآخر.

الابتسامة والتهذيب واللطف أدواتكِ

من آداب الحوار وأساسياته التحدث بلطف وود وتهذيب مع الطرف الآخر، فهذا سيقطع شوطًا طويلًا في تقريب وجهات النظر بين أطراف المحادثة، كما تلعب الابتسامة دورًا إيجابيًا، ومُعزّزًا في إنشاء أرضية مشتركة وحميمية مريحة للجميع.

التعاطف وسيلتكِ

التعاطف وسيلتكِ من دون استخدام قصص أو حكايات درامية مشابة لحوار الطرف الآخر
التعاطف وسيلتكِ من دون استخدام قصص أو حكايات درامية مشابة لحوار الطرف الآخر

التعاطف من المهارات الرائعة التي تمنح روح التقارب للحوار، فمثلًا عند طرح المستمع لكِ موقف سيئ حصل معه، ينبغي التعاطف معه، وإشعاره بمدى تفهّم شعوره، ولا داعي لطرح مواقف مشابهة لموقفه لمناكفته ومجاراة حالته، فكل قصة هي حالة فردية. لذا يجب الاستماع لصاحبها وتجنب استخدام المقارنة.

أسلوب البساطة سمتكِ في كل الأحوال

وأخيرًا، تأكدّي أن توصيل الأفكار الشائكة تتطلب محاولة تبسيطها قدر الإمكان، لذلك ينبغيعدم استخدامكِ المصطلحات المعقّدة غير الشائعة لدى الجميع، كما ينبغي عدم الاستعانة بكلمات من لغة أخرى لا يُتقنها أطراف الحوار الآخرين.