ليست فقط لإنقاص الوزن.. حميات تقي من الأمراض وتعالجها
هل تشعرين عزيزتي بالقلق والتوتر كلما سمعت كلمة "حمية غذائية"، يقولها أحدهم أمامك أو ينصحك بها طبيب أو خبير تغذية؟
نعم، فالحمية عبءٌ كبير شئنا أم أبيَنا، ينزل علينا كالصاعقة لأنها تستلزم اتباع نمط غذائي مُقيَد قليل السعرات الحرارية وشبه خالي من المغريات الجميلة مثل السكر والنشويات وغيرها، إلى أن نصل لنقطة النهاية والفرحة بنزول الوزن الزائد عند الوقوف على الميزان والإحتفال بهذا النصر الكبير.
لكن الحمية لم يتم ابتكارها لأهداف التخسيس فقط، بل أن لها أهدافاً صحية أخرى تتمثل في تخفيف مضاعفات بعض الأمراض أو التقليل من فرص الإصابة بها، وهي أهدافٌ ممتازة لمن يسعون لاتباع نمط حياتي صحي طوال حياتهم، بهدف التمتع بصحة سليمة في عمر صغير وصولاً إلى الشيخوخة مع التقدم بالعمر.
إن كنت مهتمة مثلنا عزيزتي القارئة بمعرفة هذه الحميات وأهدافها والغرض منها، اخترنا الحديث في مقالة اليوم على بعض أنواع الحميات التي قد تحميك من الأمراض وتسهم بشكل فعال في تمتعك بحياة صحية خالية من هذا العبء.
حميات تقي من الأمراض وتعالجها
بداية لا بد من تذكيرك عزيزتي، بوجوب مراجعة طبيبك الخاص في حال رغبت بتجربة أيَ من الحميات التي نستعرضها لك اليوم، خاصة في حال كنت تعانين من أية أمراض مزمنة أو مشاكل صحية تستلزم منك اتخاذ إجراءات وقائية للحد من مضاعفات هذه الأمراض.
وبالعودة لأنواع الحميات التي تحمي الإنسان من الأمراض وتعالجها، إليك بعضاً منها:
- حمية السكر المنخفض في الدم: تهدف هذه الحمية لتقليل أو ضبط نسبة السكر في الدم خاصة لمرضى السكري أو من لديهم احتمال الإصابة بهذا الداء فيما يُعرف بإسم "حالة ما قبل السكري". وتعتمد حمية السكر المنخفض في الدم ليس فقط على خفض مصادر السكر المعروفة مثل السكر والمحليات والعسل وغيرها، وإنما أيضاً على تقليل كمية الكربوهيدرات المتناولة يومياً كونها تزيد من نسبة السكر بالدم بسرعة، بغية الحفاظ على توازن السكر ضمن المعدلات الطبيعية.
تدخل بعض الخيارات الصحية المألوفة وغير المألوفة ضمن هذه الحمية، مثل خبز الشوفان أو الجاودار أو الشيلم، إضافة إلى المكرونة والأرز وغيرها من الكربوهيدرات المصنوعة من هذه الأصناف. كما يتضمن هذا النظام الغذائي المقيَد نوعاً ما، بعض أنواع البقوليات الغنية بالألياف مثل الفاصولاء والبازلاء والعدس فضلاً عن المكسرات والخضروات والفواكه بكميات كبيرة، ولا ننسى بالطبع وجوب التقليل من البطاطس قدر الإمكان.
تساعد حمية السكر المنخفض في الدم على ضبط مستويات السكر لمرضى السكري من النوع الثاني أو مقدماته، كما تسهم في خفض الوزن والحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. وكانت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للجمعية الطبية في العام 2008، أفادت بأن اتباع المشاركين طيلة 6 أشهر لحمية معتمدة بشكل أساسي على الألياف والحبوب البنية والكاملة وحبوب الفطور الكاملة والأرز البني وخبز القمح الكامل، كان لها أثر بالغ ومباشر في الحفاظ على صحة هؤلاء المشاركين والحفاظ على نسبة السكر بالدم ضمن مستويات مقبولة.
- الحمية النباتية: بات الجميع تقريباً يعلم أهمية وفوائد الحمية النباتية أو النظام النباتي الذي يتبعه البعض إما لمعايير ثقافية ودينية، أو لأسباب بيئية أو صحية. والحمية النباتية هي نظام غذائي يعتمد على تناول الخضروات والفواكه والحبوب والبذور والثمار فقط، ويلغي كل ما هو لحوم ودجاج وأسماك فضلاً عن البيض ومشتقات الحليب في بعضها.
وتسهم الحمية النباتية في تقليل خطر الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة عدم، مثل أمراض القلب، السمنة، السكري، وارتفاع ضغط الدم بحسب ما أشارت جمعية القلب الأمريكية التي أفادت بأن النباتيين هم أقل عرضة للتعرض لهذه الأمراض. وتحوي معظم النظم الغذائية النباتية، حتى تلك التي تشمل البيض ومنتجات الألبان، على نسبة أقل من الدهون المشبعة والكوليسترول ومحتوى أكبر من الألياف الغذائية وحمض الفوليك والمغنيسيوم وفيتامينات ج وه.
إلا أن ذلك لا يجعل من الحمية النباتية "حمية صحية بالكامل" كونها تفتقر للعديد من العناصر الغذائية الأخرى المهمة لصحة وعمل أعضاء الجسم، مثل البروتين الحيواني والفيتامينات الأساسية. وعليه ينصح المعهد الوطني للصحة بوجوب اتباع نظام غذائي متكامل إنما متوازن.
- حمية داش: تقصد تسمية DASH بالحديث عن الأنظمة الغذائية المتبَعة لوقف ارتفاع ضغط الدم وفقاً لما ورد على موقع "مايو كلينك". وتُركَز هذه الأنظمة الغذائية على تناول الأطعمة الصحية، لأغراض علاج ارتفاع ضغط الدم أو الوقاية منه.
وتتضمن هذه الأنظمة الغذائية، أطعمة غنية بالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم، تساعد في التحكم بضغط الدم. كما تهدف لتجنب الأطعمة التي تحوي نسبة مرتفعة من الصوديوم والدهون المشبّعة والسكريات المضافة.
تُشدَد حمية داش كذلك الأمر على وجبات متوازنة لوقف ارتفاع ضغط الدم، سواء وجبات الخضروات والفواكه ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، إضافة إلى الحبوب الكاملة والأسماك والدواجن والفول والبذور والمكسرات. ولا توجد وصفات خاصة بحمية داش، لكنها ترتكز بشكل أساسي على احتساب السعرات الحرارية وعدد الحصص المسموح بها والتي تتوافق مع عمر الشخص ونشاطه البدني.
وبنتيجة دراسات عدة، منها دراسة لجامعة ديوك الأمريكية أجريت العام 2010، تبيَن أن اتباع هذا النظام الغذائي لأقل من أسبوعين ساعدت حوالي 144 فرداً ممن يعانون من زيادة الوزن، في تحقيق انخفاض ملموس لضغط الدم الإنقباضي لديهم بمقدار 11 نقطة ، وضغط الدم الإنبساطي بنحو7 نقاط. فيما خلصت دراسة أخرى من جامعة "جون هوبكنز" الأمريكية أن النظام الغذائي الجيد يسهم في تقليل 10 سنوات من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 18% للأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
- حمية خفض الغلوتين: قد تكونين سمعت عن الغلوتين لكنك لا تعرفين حقيقته التامة. والغلوتين هو بروتين موجود في الحبوب مثل القمح والشعير والجاودار، يمكن أن يتسبب في تهيج الإمعاء ومنع امتصاص العناص الغذائية المهمة للجسم. ويحتاج الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين للتخلي عن هذه المصادر الغذائية واستبدالها بأصناف خالية من الغلوتين.
- الحمية الكيتونية: ليست من أنواع الحميات المناسبة للجميع، عليك أن تعرفي ذلك قبل الخوض فيها ومراجعة طبيبك الخاص بخصوصها. وتتطلب هذه الحمية استهلاك نسبة محددة جداً من الكربوهيدرات والدهون والبروتين، أي حوالي 80% دهون، 15% بروتين، و5% كربوهيدرات.
وتشتمل الوجبة الواحدة في هذا النظام، على الكريمة الثقيلة والبيض والخضروات مع المايونيز والنقانق وغيرها من الأطعمة الغنية بالدهون والمنخفضة الكربوهيدرات. كما ينبغي على المرضى عدم تناول الخضروات النشوية والفاكهة والخبز والمكرونة أو أية مصادر من السكريات البسيطة، أو حتى استخدام معجون الأسنان، كون السكريات قد ينتج عنها بعض الآثار الجانبية مثل الإمساك، والجفاف، ونقص الطاقة والجوع.
- حمية تقليل آلام المفاصل: تُعدَ آلام المفاصل من أكثر الآلام المزعجة التي يمكن أن تُنغَص على المرء حياته وقدرته على القيام بأية وظائف ومهام يومية. وآلام المفاصل هي مشكلة شائعة بين كبار السن، وإن كان بالإمكان تعرض الفئات العمرية الأصغر لها.
ولتقليل آلام المفاصل، يساعد تناول حمية معينة في تخفيف هذه الآلام كما خلصت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "لايف ستايل" الأمريكية وتحدث عنها موقع "العربية.نت"، بعدما تبيَن أن الإلتزام بنظام غذائي مضاد للإلتهاب من أفضل الطرق لتقليل آلام المفاصل.
يركَز النظام الغذائي المضاد للإلتهابات، على الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون إضافة إلى المكسرات والبذور والدهون الصحية. وبما أن الخيارات الغذائية قد تؤثر على مستوى الإلتهاب في الجسم، يعتقد الباحثون أن النظام الغذائي المضاد للإلتهابات يحدَ من الإلتهابات المزمنة ويمنع أو يعالج حالات صحية عدة مثل الحساسية، مرض الزهايمر، التهاب المفاصل، الربو، السرطان، الإكتئاب، السكري، النقرس، أمراض القلب ومرض التهاب الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.