ما سبب انتشار الإنفلونزا بشدة في الشتاء.. وكيف نحمي أنفسنا منها
خلال السنوات الثلاث الماضية التي انتشر فيه مرض كوفيد-19 الذي يُسبَبه فيروس كورونا المستجد، باتت كل أمراض الشتاء المعتادة خاصة تلك المتعلقة بالجهاز التنفسي تأتي في مرحلة لاحقة من المتابعة والإهتمام الذي انصبَ في المقام الأول على معالجة حالات كوفيد والوقاية منها.
ومع انحسار موجة القلق من كوفيد وعودة الحياة الطبيعية في معظم أنحاء العالم، عادت أمراض الإنفلونزا ونزلات البرد والإلتهاب الرئوي تحت الضوء من جديد، بعد انتشار الإنفلونزا بشكل كبير بين الناس خصوصاً الأطفال الصغار.
مع تزايد حيرة الناس حول سبب انتشار الإنفلونزا بشكل حاد في الشتاء، اندفع العلماء للبحث عن الرابط أو السبب وراء هذا الإنتشار الكثيف، ليجدوا أنه الأنف وفقاً لدراسة أجريت في بريطانيا نستعرض وإياك لتفاصيلها.
الأنف وراء انتشار الإنفلونزا بشدة في فصل الشتاء
هذا ما كشفت عند دراسة أجراها باحثون على مجموعة من الأشخاص للبحث عن أسباب انتشار الإنفلونزا بصورة كبيرة خلال فصل الشتاء. وتبين من نتائج الدراسة أن زيادة حالات الإصابة بالزكام ونزلات البرد مع بدء فصل الشتاء يحدث بشكل رئيسي بسبب الأنف.
وجاء هذا الإكتشاف تكملة لما خلصت إليه دراسات سابقة، من أن زيادة الإصابة بالإنفلونزا في الشتاء مرده للجلوس في أماكن مغلقة لوقت طويل، ما يسمح بانتشار عدوى فيروسات هذا المرض. وبحسب ما نقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن صحيفة "صن" البريطانية، فإن نظام دفاع الأنف الذي يعمل على محاربة الفيروسات، غالباً ما يكون "مُخدّراً" جراء انخفاض درجات الحرارة في الشتاء، وهو ما يؤدي لانتشار الإنفلونزا بشكل أكبر منه عن فصل الصيف.
وقال بنجامين بليير، مؤلف الدراسة في تعليقه على هذه النتائج: "لم يكن هناك سببٌ مُقنع أبداً لحدوث هذه الزيادة الواضحة جداً في العدوى الفيروسية في الأشهر الباردة غير الأنف."
وتوصلت الدراسة إلى أن الخلايا الموجودة في فتحات الأنف، تُطلق مليارات الإفرازات القاتلة عندما تشعر باستنشاق البكتيريا والفيروسات. ولا تقوم هذه الإفرازات بمهمة تغطية البكتيريا والفيروسات الخطرة فحسب، بل إنها تعمل أيضاً على تحذير الخلايا المحيطة لحماية نفسها من مُسببات الأمراض.
الإستجابة المناعية للأنف ضد الفيروسات المختلفة
عمل الباحثون في الدراسة على اختبار الإستجابة المناعية للأنف ضد العديد من الإلتهابات الفيروسية المختلفة، منها شكل بديل لكوفيد-19 واثنين من فيروسات الأنف التي تتسبب بنزلات البرد تحت درجات حرارة مختلفة. ليجدوا أنه حتى الأشخاص الأصحاء عانوا من تراجع بحدود النصف في الإستجابة المناعية عند انخفاض درجة الحرارة داخل الأنف، مقارنة مع الإستجابة ذاتها ضمن الأجواء الدافئة.
أنواع وأسباب الإنفلونزا
بحسب الدكتور شريف مسعد، طبيب الأمراض المعدية في كليفلاند كلينك، هناك 3 أنواع من عائلات فيروسات الإنفلونزا تصيب الناس، تُعرف بإسم فيروسات الإنفلونزا "A" و"B" و"C"، أكثرها خطورة وتفشيًا العائلتان A و B. فيما تُسبَب فيروسات العائلة C مرضًا خفيفًاعند البشر والحيوانات، وهي أقرب إلى نزلات البرد، ولا تستطيع اختبارات الإنفلونزا الشائعة الكشف عنها.
وقال أن الإصابة بهذه الأنوع من الإنفلونزا، تحدث نتيجة مجموعة من سلالات فيروس الإنفلونزا التي قد تكون خطرة وتتغير بمرور الوقت، ما يجعل الحصول على لقاح سنوي ضد هذا المرض أمرًا مهمًا بجانب الحرص على الوقاية منه في تدابير يومية مثل غسل اليدين.
تُعدّ فيروسات الإنفلونزا A الأكثر شيوعًا وتفشيًا وهي سبب أوبئة الإنفلونزا الموسمية، فضلاً عن جوائح الإنفلونزا العالمية. في حين أن عائلة فيروسات الإنفلونزا B لا تُؤثر سوى في البشر، ولا تنتشر إلى حدّ الأوبئة. ومن المرجح أن تتسبب فيروسات B في إصابة الأشخاص بالمرض في وقت لاحق من موسم الإنفلونزا، مقارنة بفيروسات النوع A.
كيف نحمي أنفسنا من الإنفلونزا
الوقاية خيرٌ من العلاج، هي النصيحة التي يسديها معظم الخبراء ومن ضمنهم الدكتور مسعد، الذي رأى أن اتباع أفضل ممارسات الوقاية، بالإضافة إلى الحصول على التطعيم، قد يكفل للأفراد البقاء بصحة جيدة في موسم الإنفلونزا.
وأبرز ممارسات الوقاية هذه تتضمن الآتي:
- العناية بنظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون،واستخدام معقم اليدين الكحولي في حال عدم توفرهما.
- تجنب الاقتراب من المرضى والأشخاص الذين يعانون من الحمى أو الإعياء.
- تجنب لمس العينين والأنف والفم.
- تناول طعام مغذّ، وممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من الراحة.
- تناول الفيتامينات المتعدّدة المُكمّلة، وربما فيتامين د المُكمَل دعمًا للجهاز المناعي.