داء بطانة الرحم المهاجرة .. هل يصيب المراهقات؟
داء بطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ الرحمي الهاجر من الأمراض الشائعة التي تصيب نسبة ليست قليلة من النساء، وهو مرض خطير للغاية، تعود خطورته إلى صعوبة اكتشافه وصعوبة تشخيصه في بعض الحالات.
داء بطانة الرحم المهاجرة
وبحسب الدكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد بمستشفى بلهول التخصصي بدبي، يعد داء بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض النسائية التي تسبب إزعاجاً كبيراً للمرأة، كونه قد يعوقها عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وخصوصاً مع تفاقم حدة المرض، كما أن له مضاعفات خطيرة قد تصل إلى استئصال الرحم، لأن النسيج الرحمي المهاجر ينتشر في الحوض على المبيضين أو على جدار الرحم أو بداخله، وفي حالات شديدة الخطيرة قد ينتشر في الأمعاء وأجزاء أخرى من الجسم مسبباً مشاكل صحية خطيرة.
ويعتقد البعض أن داء بطانة الرحم المهاجرة يقتصر على فئة عمرية معينة في النساء، فهل ذلك حقاً، وهل يصيب داء بطانة الرحم المهاجرة المراهقات؟
داء بطانة الرحم المهاجرة والمراهقات
بحسب الدكتورة أمينة، لا تقتصر الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة على النساء فقط، لأنه يصيب البنات الصغار، والفتيات في مرحلة المراهقة، ويتضح ذلك من خلال الأعراض التي تظهر على الفتاة بعد البلوغ وخلال الدورة الشهرية، وخصوصاً الفترة التي تسبقها.
ولأهمية هذا الموضوع نتناول في ما يلي النقاط التالية عن داء بطانة الرحم المهاجرة.
أسباب بطانة الرحم المهاجرة
قالت الدكتورة أمينة العسلي أنه وعلى الرغم من عدم وجود أسباب مؤكدة للإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة، إلا أنه توجد بعض الآراء الطبية التي تضع أسباب علمية للإصابة بالمرض مثل:
- تدفق جزء من دم الحيض إلى تجويف الحوض أو البطن بدلاً من خروجه بالطريقة الطبيعية خارج الجسم.
- تحفيز الخلايا البريتونية على التحول إلى خلايا شبيهة لبطانة الرحم.
- الندب الجراحية تزيد من خطر التصاق خلايا بطانة الرحم بهذه الأعضاء.
- انتقال خلايا بطانة الرحم عن طريق الأوعية الدموية أو الليمفاوية إلى أماكن أخرى، مما يسبب بطانة الرحم المهاجرة.
عوامل الخطر التي تقف وراء الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة
توجد عوامل عديدة تزيد من احتمالات الإصابة داء بطانة الرحم المهاجرة عند النساء بوجه عام وفقاً لما ذكرته دكتورة أمينة العسلي، وهذه العوامل هي:
- تأخر الانجاب أو عدم حدوثه.
- البلوغ في سن صغيرة.
- توقف الدورة الشهرية.
- ارتفاع هرمون الإستروجين.
- عامل الوراثة ووجود تاريخ مرضي عائلي للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة عند المراهقات
بحسب دكتورة أمينة العسلي، تنتشر بطانة الرحم المهاجرة على المبيضين، وقنوات فالوب، والأنسجة الخارجية للرحم، والمثانة، وقد تنتشر في منطقة الحوض بأكملها على شكل تجمعات دموية، ولذلك تشعر الفتاة بالآم شديد في منطقة الحوض في كل دورة شهرية، وقد يبدأ الشعور بالألم في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، وذلك احتقان الحوض الناتج عن تجمع الدم حول أنسجته وحدوث الالتهابات، وتأثر عضلات الحوض بهذه الآلام والتقلصات إضافة إلى ألم الدورة الشهرية.
وذكرت العسلي أعراض عديدة تدل على الإصابة من داء بطانة الرحم المهاجرة وهي:
- غزارة الدورة الشهرية.
- نزول خثرات دموية كبيرة أثناء الدورة الشهرية.
- آلام شديدة في منطقة الحوض وأسفل الظهر.
- ضعف عام في الجسم بسبب النزيف.
- الشعور بصداع شديد.
- ألم وانزعاج في منطقة الحوض يبدأ قبل قدوم الدورة الشهرية.
- الإصابة بالإنتفاخ.
- الإصابة بالإسهال والأمساك.
- كثرة التبول بسبب ضغط الرحم على المثانة.
- ظهور حب الشباب.
علامة أكيدة لإصابة المراهقات بداء بطانة الرحم المهاجرة
بحسب دكتورة أمينة العسلي، قد لا تظهر كل الأعراض السابقة عند الفتاة المراهقة، إلا أن بعضها يكون دلالة قوية على إصابتها بداء بطانة الرحم المهاجرة، مثل شعور الفتاة بألم في منطقة الحوض قبل قدوم الدورة الشهرية بأسبوع، وعدم استجابة الألم للمسكنات.
وبعد قدوم الدورة الشهرية تعاني الفتاة من آلم قاسي للغاية لا يمكن تحمله، وذلك نتيجة للتجمع الدموي المنتشر في منطقة الحوض والالتهابات الشديدة في الأنسجة.
مضاعفات خطيرة لداء بطانة الرحم المهاجرة
بحسب العسلي تعود خطورة داء بطانة الرحم المهاجرة أو الإنتباذ الرحمي الهاجر إلى حدوث مضاعفات عديدة للفتاة مثل:
- تحول بطانة الرحم المهاجرة دون ممارسة الفتاة لحياة طبيعية.
- تأخر الحمل وفي بعض الحالات قد يكون هناك صعوبة في الحمل بسبب الالتصاقات المنتشرة في الحوض.
- زيادة إحتمالات الإصابة بسرطان المبيضين وسرطان بطانة الرحم.
- التعرض لخطر الولادة المبكرة في مرحلة عمرية مبكرة بعد الزواج والحمل.
ولذلك توصي الدكتورة أمينة العسلي بضرورة الانتباه للأعراض السابق ذكرها أعلاه، واستشارة الطبيب وفحص الفتاة جيداً والإنصات لشكواها لاكتشاف المرض مبكراً، وبدء العلاج المناسب له، لكي لا يؤثر سلباً على خصوبة الفتاة، وحتى لا يسبب صعوبة في حدوث الحمل بعد ذلك.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة عند المراهقات
يعتمد الطبيب في تشخيص بطانة الرحم المهاجرة عند المراهقات على الفحص الجسدي المسموح به في هذه الحالة، ومن خلال الأعراض التي تشعر بها الفتاة، وبعد التأكد من عدم استجابة الألم للأدوية مثل حبوب منع الحمل والمسكنات الموصوفة من قبل الطبيب.
في حالات أخرى يتطلب الأمر كشف الحالة تنظير البطن وأخذ خزعة كي تتم دراستها تحت المجهر، للتأكد من إصابة الفتاة بداء بطانة الرحم المهاجرة من عدمه، حتى يبدأ الطبيب بوصف الأدوية المناسبة التي لها أن تخفف من الألم، لذا يجب الاهتمام بالمواظبة على العلاج باعتبار داء بطانة الرحم المهاجرة مرض طويل الأجل.
وأخيراً، شددت العسلي على ضرورة الانتباه جيداً لأي تغيرات في الدورة الشهرية، وملاحظة أي أعراض غير طبيعية لكي يتم اكتشاف الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة لبدء العلاج ولكي لا تزداد الحالة سوءاً، كما شدت على ضرورة اخبار الطبيب بالتاريخ المرضي للعائلة إن وجد.