خبيرة تشرح ل"هي" ارتباط أمراض القلب بأعياد الميلاد ورأس السنة
ينتظر الناس بفارغ الصبر قدوم الأعياد في نهاية كل عام، للإحتفال والإستمتاع بالأجواء الجميلة التي تضفيها مناسبات عيد الميلاد ورأس السنة على الجميع دون استثناء. لكن غالبًا ما يفسد الفرح بموسم العطلة الشتوية بالنسبة للكثيرين، حيث تظهر الأبحاث أن عددًا أكبر من الأشخاص يموتون بسبب النوبات القلبية خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر أكثر من أي وقت آخر من العام.
وتقول جمعية القلب الأمريكية إن إدراك هذه الظاهرة السنوية واتخاذ بعض الخطوات المهمة لصحة القلب قد ينقذ الأرواح. وهو ما تؤيده كريستل بدروسيان، اختصاصية تغذية سريرية من عيادات هورتمان في دبي، مشيرة إلى ظاهرة تدعى Merry Christmas Coronary & Happy New Year Heart Attack بحث فيها فريق من الباحثين لمعرفة السبب وراء ارتفاع أرقام أمراض القلب والوفيات خلال أشهر الشتاء بسبب مشاكل القلب، ولماذا هي مرتفعة مقارنةً بأشهر الصيف.
وخلال الدراسة، لاحظ الباحثون أنه خلال كافة أشهر الشتاء من كل عام، تم تسجيل أعلى أرقام للإصابات والوفيات خلال شهري نوفمبر وديسمبر ويناير. وتبدأ المشكلة مع احتفالات عيد الشكر لتزداد الأرقام مع احتفالات عيد الميلاد، فيما تُسجل الوفيات أعلى الأرقام مع نهاية العام. لكن هذه الأرقام ما تلبث أن تنخفض بعد هذه المناسبات الثلاث، على الرغم من بقاء الطقس البارد.
ومن هنا قرر العلماء البحث بعمق في الأسباب وراء زيادة أرقام الوفيات بسبب أمراض القلب خلال هذه الأشهر، وقاموا بوضع عدة أسباب تحت المجهر لدراستهم.
إهمال الأعراض يزيد من أمراض القلب والوفيات
بنتيجة البحث، وجد العلماء أن قلة الذهاب للطبيب للفحص الطبي عند شعورهم بأعراض معينة مثل ضيق التنفس أو آلام في الصدر أحد أسباب ارتفاع أمراض القلب والوفيات، نظراً لانشغالهم بالأعياد والتحضير للسفر والإحتفالات. إذ أن تأجيل استشارة الطبيب في هذه الحالة قد يُشكَل مشكلة تفاقم من أمراض القلب أو تتسبب بحدوثه، بحسب بدروسيان.
كما وجد الباحثون أن التوتر العاطفي يقف وراء هذه الزيادة خلال فترة الأعياد، ويحدث نتيجة التخطيط للسفر والتكاليف التي يتكبدها الناس لتحقيق أمنيات الأولاد وشراء الهدايا وإقامة الحفلات وغيرها من المصاريف الإضافية التي تزيد العبء المادي عليهم وتجعلهم في حالة توتر وقلق دائمين.
ويأتي الأكل في المرتبة الثالثة من ناحية الأسباب وراء ازدياد الوفيات بسبب أمراض القلب، والذي يشمل تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالملح والسكر والدهون إضافة لشرب الكحوليات. وعادةً ما يقوم الناس بتلبية الدعوات للعزائم خلال الأشهر الثلاث المذكورة أعلاه، ما يضطرهم للإكثار من الأكل دون انتباه وشرب الكحول بكميات إضافية.
وتضيف بدروسيان أن انخفاض درجات الحرارة في الشتاء يؤثر بشكل أو بآخر أيضاً على صحة الشرايين، ويتسبب في تشنجها وتضيَقها، كما يتسبب بتغير عمل القلب خلال هذه الفترة.
نصائح لتجنب أمراض القلب والوفيات مع نهاية العام
تنصح اختصاصية التغذية السريرية بوجوب عدم إهمال أي عرض يظهر على الصحة، خاصة صحة القلب، وضرورة مراجعة الطبيب فوراً.
كما تُشدد على ضرورة التخطيط السليم لتلبية العزائم المختلفة أثناء احتفالات الميلاد ورأس السنة، والإستفادة قدر الإمكان من اللقاءات بالأهل والأصدقاء خلال هذه الإحتفالات دون التأثير سلباً على صحتنا؛ وذلك من خلال التقليل قدر الإمكان من تناول أطيب وأشهى المأكولات وعدم التركيز على الأكل فقط.
النصيحة الثالثة التي تسديها بدروسيان لقارئات "هي" تتمثل في النوم الجيد لساعات كافية كل ليلة، لتقليل التوتر العاطفي الذي قد يعصف بنا خلال هذه الفترة. وتقليل أو تجنب الملح والمشروبات الكحولية التي تؤثر سلباً على ضربات القلب.
ومن النصائح الأخرى التي تُعزَز صحة القلب وتحميه من الأمراض بحسب بدروسيان:
- عدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام.
- زيادة النشاط البدني خلال هذه الفترة من السنة، والحرص على المشي يومياً بدرجة مقبولة وحسب قدرة كل منا، إذ أن الضغط الزائد على الجسم للمشي طويلاً قد يُضعف القلب.
- التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم قليلة الدسم، الدجاج والأسماك؛ والأجبان الخفيفة وقليلة الدسم مثل الأجبان البيضاء.
- تناول طبق من السلطة أو الخضروات مع بداية كل وجبة، يليه البروتين ثم النشويات في المقام الأخير.
- التقليل من الأطعمة المقلية والمُصنعة والغنية بالدهون والسكريات والأملاح قدر الإمكان.
في النهاية، يبقى أن نشير إلى أن صحة القلب تأتي ضمن أولويات الحياة لكل فرد منا، وعليه ينبغي العناية بها وعدم إهمالها طوال العام وبشكل خاص أثناء أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير التي تتميز باحتفالات عامرة يخطط لها الناس للإحتفال بنهاية العام واستقبال العام الجديد.