متلازمة التمثيل الغذائي تتسبب بمضاعفات خطيرة.. وهكذا تحمين نفسك منها
يبدو أن الكثير من المشاكل الصحية التي لم تكن معروفة في السابق، باتت تظهر وبشكل كبير في الآونة الأخيرة نتيجة الوعي الصحي الذي تشهده شريحة كبيرة من الناس حول العالم، وأيضاً بفضل مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت متاحة للجميع دون استثناء.
وبات من السهل التعرف على أي متلازمة أو مرض أو مشكلة صحية لم نكن نعرف عنها الكثير في الماضي، بمجرد سماعها من أحد الأطباء أو الخبراء على التيك توك أو الفيسبوك أو إضاءة وسائل الإعلام عليها.
من هذه المشاكل، متلازمة التمثيل الغذائي التي باتت محط اهتمام الكثيرين مؤخراً نظراً لارتباطها الوثيق بالعديد من المخاطر الصحية الكبيرة، كأمراض القلب والسكري. لذا اخترنا في موضوعنا اليوم، الغوص في هذه المتلازمة لمعرفة كافة أسبابها وعوامل الخطر المؤدية لها، ما هي المضاعفات الصحية الناجمة عنها، وكيف تتم الوقاية منها.
ما هي متلازمة التمثيل الغذائي
يشير موقع "مايو كلينك" المعني بالشؤون الصحية، أن متلازمة التمثيل الغذائي أو متلازمة الأيض هي مجموعة مشاكل صحية تحدث في ذات الوقت ويمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني. والمشاكل التي تتسبب بهذه المتلازمة هي ارتفاع ضغط الدم،ارتفاع السكر في الدم،زيادة دهون الجسم حول الوسط، وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية لمستوياتغير طبيعية.
ويؤكد الموقع المختص أن وجود واحدة من هذه المشاكل لا يعني بالضرورة الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، لكنه يعني زيادة خطر إصابتك بمرض خطير وحدوث مضاعفات لهذا المرض سواء كان أمراض القلب أو داء السكري النوع الثاني.
تتزايد أعداد المصابين بمتلازمة الأيض للأسف بين البالغين في الآونة الأخيرة، لكن القيام ببعض التغييرات الرئيسية والهامة في نمط الحياة يمكن أن يساعد في تأخير أو حتى منع حدوث مشاكل صحية خطيرة.
أسباب وعوامل خطر متلازمة التمثيل الغذائي
عادةً ما ترتبط متلازمة التمثيل الغذائي بزيادة الوزن والسمنة وكذلك الخمول وقلة النشاط البدني. ولهذه المتلازمة ارتباط شديد بحالة صحية تُعرف بإسم مقاومة الأنسولين، وهي حالةٌمن عدم استجابة الخلايا للأنسولين بشكل طبيعي، وهو هرمون يقوم البنكرياس بتصنيعه لمساعدة السكر على دخول الخلايا ومدَها بالطاقة بعد أن يعمد الجهاز الهضمي لتفتيت الأطعمة التي يتناولها ويحولها إلى سكر.
في حال الإصابة بمقاومة الأنسولين، لا تستجيب الخلايا للأنسولين بشكل طبيعي، كما لا يدخل الغلوكوز أو السكر هذه الخلايا بنفس درجة السهولة عند باقي الأفراد، ما يؤدي لارتفاع مستوى سكر الدم حتى مع محاولة الجسم لإفراز المزيد من الأنسولين بغية خفض نسبة السكر بالدم.
كما أن بعض العوامل الحياتية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي ومنها:
- التقدم بالسن.
- الجنس والعرق، إذ أن النساء من أصول لاتينية أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.
- السمنة والوزن الزائد.
- سكري الحمل ووجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
- إصابة سابقة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض أخرى مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي، متلازمة المبيض المتعدِّد الكيسات، أو انقطاع النفس النومي.
أعراض ومضاعفات متلازمة التمثيل الغذائي
أغلب الإضطرابات المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي لا تظهر فيها الأعراض في مرحلة مبكرة، إلا أن اتساع محيط الخصر هو أحد العلامات الواضحة لهذه المتلازمة وتترافق مع أعراض أخرى لداء السكري جراء ارتفاع نسبة السكر بالدم، ومنها العطش الزائد والحاجة للتبول والتعب وضبابية الرؤية. وينصح موقع "مايو كلينك" بوجوب مراجعة الطبيب في حال ظهر لديك واحد أو أكثر من هذه الأعراض للكشف عن الإصابة بمتلازمة الأيض.
وكما ذكرنا سابقاً، تزيد متلازمة التمثيل الغذائي من مخاطر التالي:
- مرض السكري من النوع جراء الإصابة بمقاومة الأنسولين وزيادة الوزن وارتفاع نسبة السكر بالدم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية، جراء ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم ما يتسبب في تراكم لويحات الشرايين وتسبَبها بتضيق وتصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
كيفية الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي
الخبر المفرح في موضوع الوقاية من متلازمة التمثيل الغذائي، أنها تساعد أيضاً في علاج هذه المشكلة وتجنب تداعياتها الخطيرة على الجسم.
وعليه ينصح الخبراء بوجوب اتباع نمط حياة صحي يحول دون الإصابة بهذه المتلازمة، كما يسهم في التخفيف من حدتها ومضاعفاتها في حال الإصابة بها.
ويتضمن هذا النمط الصحي:
- الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة والبروتينات خفيفة الدهن والحبوب الكاملة.
- التقليل من الدهون المشبعة والسكر والملح في النظام الغذائي اليومي، سواء في المأكولات أو المشروبات.
- الحفاظ على وزن صحي وإنقاص الوزن الزائد بطرق صحية.
- ممارسة النشاط البدني وأي نوع رياضة تحبين لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً معظم أيام الأسبوع.
- تجنب التدخين والنوم لساعات كافية كل ليلة.
- تقليل التوتر والإجهاد قدر الإمكان لمنع ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول، والذي قد يتسبب بارتفاع نسبة السكر بالدم.