ما هو أفضل نظام غذائي لمرضى السكري.. دراسة تجيب
تُستخدم كلمتي "المرض" و"الداء" بشكل متقارب، لكنهما في الحقيقة يختلفان كثيراً في المعنى. فالمرض هو حالة طبية تتسبب بضرر في الوظائف الإعتيادية للجسم، أما الداء فهو معاناة المرء من اضطراب ما. ويمكن أن يُصاب الفرد بالمرض دون الداء، وبالداء دون المرض.
تُطلق تسمية الداء على السكري، ويشير موقع منظمة الصحة العالمية إلى أن السكري اضطرابٌ مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الإستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه؛ والإنسولين هرمون يضبط مستوى الغلوكوز بالدم. ويُعد فرط السكر في الدم، المعروف أيضا بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر بالدم، ويؤدي مع مرور الوقت للإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، لاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.
فيما يفيد موقع وزارة الصحة السعودية بالحقائق التالية عن داء السكري:
- 537 مليون بالغ (1 من 11) تعايشوا مع السكري في العام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المصابين بداء السكري إلى 643 مليون بحلول عام 2030.
- 1من كل شخصين بالغين مُصابين بالسكري لا يتم تشخيصهم مما يعادل (232 مليون شخص).
- 1 من كل 5 مرضي بالسكري يبلغ من العمر فوق 65 سنة، مما يعادل (136 مليون شخص).
- يتأثر 1 من كل 6 مواليد مما يعادل (20 مليون) بارتفاع السكر في الدم أثناء الحمل (سكري الحمل).
وكما يتضح من تسمية السكري، فإنه ارتفاع بنسبة السكر في الدم. وعليه يحتاج مرضى السكري لاتباع نظام غذائي قليل السكريات ليس فقط السكر بأنواعه المعروفة، وإنما أيضاً أصناف السكر الأخرى المخفية في الطعام، أو أصناف الغذاء التي تتحول إلى سكريات يُخزَنها الجسم في حال عدم حرقها مثل الكربوهيدرات.
لهذا يمكن أن يساعد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات مرضى السكري على التحكم بمستويات الغلوكوز في الدم وخسارة الوزن، التي تُعدَ أحد أهم الوسائل الواجب اتباعها من قبل هؤلاء المرضى لمنع ارتفاع السكر بالدم.
النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات قد يكون الأفضل لمرضى السكري
هذا ما خلص إليه باحثون أجروا تجربة على أكثر من 100 شخص مصاب بداء السكري من النوع الثاني، وخضعوا لحمية منخفضة الكربوهيدرات لمدة 6 أشهر، ليشهدوا تحكماً أكبر بمستوى الغلوكوز بالدم وفقدان الوزن بصورة أفضل.
وأفاد موقع "العربية.نت" نقلاً عن دورية Annals of Internal Medicine أن التجربة العشوائية التي خضع لها هؤلاء المرضى تضمنت اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون والسعرات الحرارية،وتمت مقارنته معنظام غذائي عالي الكربوهيدرات وقليل الدهون.
المثير في هذه التجربة أن المرضى لم يلحظوا أية تغييرات في مستويات الغلوكوز وخسارة الوزن بعد 3 أشهر من اتباع هذا النظام، ما يعني الحاجة لتغييرات غذائية على المدى الطويل لجني الفوائد المرجاة ومنها فقدان الوزن الذي تشير نتائج دراسة سابقة، إلى أنه يُحسَن السيطرة على داء السكري وحالات مرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLDالذي يمكن أن يتطور إلى تليّف في الكبد ويُضعف وظائف هذا العضو الحيوي.
تفاصيل التجربة
بالعودة إلى التجربة محور موضوعنا، قام باحثون من جامعة جنوب الدنمارك، بإخضاع 165 شخصاً مصاباً بداء السكري وبشكل عشوائي إما لاتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون LCHF،أو نظام غذائي عالي الكربوهيدرات قليل الدسم HCLF لمدة 6 أشهر. وطُلب من المشاركين في كلتا المجموعتين، تناول العدد نفسه من السعرات الحرارية التي تساوي استهلاكهم للطاقة.
كما طُلب من المرضى الذين يتَبعون نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات، عدم استهلاك أكثر من 20% من سعراتهم الحرارية من الكربوهيدرات مع إمكانية الحصول على 50-60% من السعرات الحرارية من الدهون، و20-30% من البروتين. فيما طلب الباحثون من المشاركين في النظام الغذائي قليل الدسم، تناول نصف سعراتهم الحرارية من الكربوهيدرات والباقي مُقسم بالتساوي بين الدهون والبروتينات.
وبعد 6 أشهر، وجد الباحثون أن المرضى الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات قد قلَلوا من الهيموغلوبين A1c بنسبة 0.59% أكثر من النظام الغذائي منخفض الدهون، كما فقدوا 3.8 كغم من الوزن مقارنة بأولئك في المجموعة منخفضة الدهون. كذلك خسر المشاركون في الحمية منخفضة الكربوهيدرات المزيد من دهون الجسم وقلَ محيط الخصر.فيما كانت نسبة كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة مرتفعة لدى أفراد المجموعتين، وسجلت الدهون الثلاثية انخفاضاً بعد مضي مدة التجربة.
أما فيما يخص الكبد، فإنه لم يتأثر بالدهون المرتفعة في المجموعة منخفضة الكربوهيدرات، فيما لم يجد الباحثون أية فروقات في كمية دهون الكبد أو الإلتهاب بين المجموعتين. وكما أسلفنا، فإن هذه التغييرات بحسب الباحثين تتطلب مدة أطول لجني ثمارها بعدما اختفت هذه التغييرات بعد مضي 3 أشهر فقط ضمن التجربة.
في جميع الحالات، ننصحك عزيزتي إن كنت ممن يعانون من داء السكري أو لديك مصابين بالمرض، الرجوه للطبيب المعالج الذي سيصف أفضل الأنظمة الغذائية والعلاجات للحالة المرضية.