هل عاد خطر متحور أوميكرون للواجهة.. منظمة الصحة تجيب
مع انتهاء السنة الثالثة للظهور الأول لفيروس كورونا المستجد في الصين وانتشاره حول العالم، ما زال مرض كوفيد-19 يقض مضاجع الناس ويبعث في قلوبهم الخوف على الرغم من رفع القيود والإجراءات الإحترازية في كثير من الدول وعودة الحياة إلى سابق عهدها.
وما يثير القلق فعلاً هو عودة أرقام الإصابات في الصين للإرتفاع، مع تخوف من متحور أوميكرون الذي يزيد عدد سلالاته الفرعية عن 500 يقوم باحثون وعلماء من حول العالم بتتبعها لمعرفة المزيد عنها واتخاذ الإحتياطات الضرورية للحيلولة دون انتشارها بكثافة.
وقد أكدت مسؤولة من منظمة الصحة العالمية على استمرار متحور أوميكرون في التطور وهي قابلة للإنتقال والعدوى أكثر من المتحورات الأخرى التي تليها.
سلالات متحور أوميكرون تنتقل وتنتشر أسرع
هذا ما كشفت عنه الدكتورة ماريا فان كيركوف، عالمة الأوبئة والمسؤولة التنقية عن مكافحة كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية من خلال الحلقة 88 للقاءات المتلفزة "العلوم في خمس" الذي تستضيفه فيسميتا جوبتا سميث، وتبثه المنظمة على منصاتها الرسمية.
مشيرة إلى أن متحور أوميكرون ما زال حال تطور وهناك أكثر من 500 سلالة فرعية من أوميكرون تنتشر عدواها بين الناس بقابلية أكبر من المتحورات التي تليها، كونها تحتاج لإصابة الأفراد كي تبقي على خاصية الإنتقال السريع بين الخاص التي تُميَزها كما أفاد موقع "العربية.نت".
وفيما يخص مستويات الخطورة لهذا المتحور وشدة الحالات المصابة به، أشارت كيركوف إلى أنه مشابه لجميع السلالات الفرعية السابقة لفيروس كورونا المستجد من حيث الشدة. لكن سلالات أوميكرون التي تُعد في المتوسط أقل حدة من متغير دلتا، تُسبب الطيف الكامل للمرض بما فيها العدوى بدون أعراض أو تكرار الإصابة، وكذلك الحالات المرضية الشديدة والوفاة، ما يحتم بذل أقصى الجهود لمنع حدوث تلك الوفيات بحسب كيركوف.
كما أضافت أن المزيد من الأبحاث يتم إجراؤها في الوقت الحالي حول تأثير التدخلات الطبية والتشخيص والعلاجات واللقاحات، مع وجود قدرة جيدة فيما يتعلق بالقدرة على اكتشاف متحور أوميكرون حول العالم. كما أن اللقاحات تعمل بشكل فعال في الحماية من الحالات المرضية الشديدة الناجمة عن العدوى وكذلك حالات الوفاة. إنما هناك ضرورة كبيرة لمتابعة المراقبة حول العالم من أجل تتَبع السلالات الفرعية المعروفة بهدف اكتشاف أية متغيرات قد تنشأوتثير القلق نظراً لبقاء خطر ظهور المزيد من المتغيرات المُقلقة.
ماذا ينتظرنا في السنة الرابعة لفيروس كورونا
أشارت كيركوف إلى أن المرحلة الحالية حرجة للغاية، مع دخولنا السنة الرابعة من الجائحة وضجر الناس من الحديث عن مرض كوفيد-19 والتعامل معه. مشددة على أن أكثر وأهم إجراء يجب اتخاذه مع بدء العام الرابع للجائحة، التذكر دوماً بأن هناك الكثير الذي يمكن للعالم القيام به لمنع انتشار المرض ووقف العدوى بهدف إنقاذ المزيد من الأرواح.
وشرحت عالمة الأوبئة من منظمة الصحة العالمية، الأساسيات الواجب اتخاذها لدرء خطر متحورات أوميكرون من خلال التركيز على المواقع الأكثر خطورة من غيرها مثل الأماكن المغلقة والمغطاة والأماكن التي تشهد ازدحامات كبيرة، بالمقارنة مع الأماكن الخارجية المفتوحة. وذلك من خلال استخدام الأدوات التي توفر الحماية والوقاية من العدوى التي يمكن أن تنتشر بسرعة في هذه الأماكن، مثل الكمامات التي يسهم ارتداؤها في منع انتقال العدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم.
وأكدت كيركوف على أن الكمامات الواقية وجودة التهوية تبقى عناصر أساسية للوقاية من الإصابة بعدوى الأمراض الجهاز التنفسي، فضلاً عن المساعدة في تحسين وتقليل انتشار العدوى في جميع أنحاء العالم.
التطعيم أحد أهم عوامل منع متحور أميكرون
يعود التطعيم بوجه فيروس كورونا المستجد من جديد إلى الصدارة، مع تأكيد الدكتورة كيركوف على أن أخذ لقاح كورونا يسهم في الوقاية وبجدية من عدوى الفيروس ومتحوراته خاصة متحور أوميكرون. وأردفت أنه عند التفكير في التطعيم، يجب علينا أيضًا الأخذ في الاعتبار أن 30% من سكان العالم لم يتلقوا جرعة واحدة بعد، وأنه لم يتم تحقيق أهداف التطعيم بنسبة 70% في كل دولة. فيما تتراوح الوفيات في الوقت الحالي ما بين 8 و10,000 شخص كل أسبوع بسبب كوفيد-19، ويمكن تجنب تلك المخاطر وتداعياتها.
وفي شبه تأكيد على بقاء كوفيد معنا، أشارت كيركوف إلى أن إن "كوفيد-19 موجود معنا ليبقى. وما نأمله هو أنه في عام 2023 يمكننا إنهاء حالة الطوارئ في كل مكان"، مشيرة إلى أن الوضع الجيد للعالم حالياً يساعد في تحقيق ذلك، مع كم المعرفة والمعلومات التي باتت بحوزتنا حول فيروس كورونا المستجد ومتغيراته وكذلك سلالاته المتحورة. على الرغم من أننا لا نعرف كل شيء وما زلنا نسعى لمعرفة المزيد عن هذا الأمر، إلا أنه لدينا العديد من الأدوات التي يمكن أن تُقلَل من انتشار المرض وتنقذ الأرواح الآن".
ولتأكيد أهمية حصول الجميع على التطعيم، أشارت كيركوف إلى أن تلقي كامل جرعات التطعيم يسهم في منع الإصابة بحالة مرضية شديدة كما يحمي من الوفاة. موضحة وجود مواجهات مع مخاطر معدية أخرى مثل الأنفلونزا وفيروس RSV ومُسببات الأمراض المنتشرة حالياً، لذا من المهم جداًالتعايش مع كوفيد بمسؤولية والتعامل معه في سياق كل شيء آخر.