سلوكيات خاطئة لإنقاص الوزن تُشكَل خطراً على صحتك
في عملية التخسيس وإنقاص الوزن، هناك دائماً مدٌ وجزر، تجذب وتذبذب لجهة النجاح في خسارة الوزن الزائد من عدمه. وفي كل الحالات، يقوم معظمنا بتصرفات وسلوكيات خاطئة ومستميتة بهدف الوصول إلى الوزن المطلوب بأسرع وسيلة ممكنة.
وهو ما قد ينعكس سلباً على صحتنا بشكل عام، ليس فقط الصحة الجسدية وإنما النفسية والعقلية أيضاً؛ كون الحرمان من الأكل واشتهاء الطعام دون القدرة على تناوله خوفاً من زيادة الوزن، كما أن الشعور بالإخفاق في الوصول للهدف المنشود يجعلنا في دوامة وصراع داخليين.
لذا إن كنت عزيزتي ممن يتبعون أي طرق ممكنة لخسارة الوزن، اعلمي أن هذا الأمر يهدد حياتك وصحتك. وسنعرَفك اليوم على أبرز السلوكيات الخاطئة لجهة التخسيس والتي يمكن أن تؤثر سلباً على صحتك.
سلوكيات خاطئة لإنقاص الوزن تُشكَل خطراً على صحتك
ينبغي التنبيه إلى أن معظم سلوكيات إنقاص الوزن غير الخاطئة وغير الموزونة، يمكن أن تؤدي للإصابة باضطرابات الأكل خاصة في الحالات الشديدة. فمعركة الإنسان مع السمنة وزيادة الوزن قد تدفعه أي خيارات أو تصرفات خاطئة تتسبب بالضرر أكثر من الفائدة.
ومع وجود العديد من الحميات السريعة التي تعدَ الناس بخسارة قياسية للوزن، يقع الكثيرون فريسة هذه الوعود ويقبلون على حميات غير مدروسة وغير معروفة من قبل خبراء التغذية الذين ينصحون دوماً بعدم الإقبال عليها.
كما ينصح هؤلاء الخبراء بوجوب تجنب السلوكيات التالية في موضوع إنقاص الوزن، والتي قد تُسبَب بعض الضرر على الصحة:
- تخطي بعض وجبات الطعام (الفطور أو الغداء أوالعشاء) وعدم تناولها في موعدها.
- قياس الوزن بشكل يومي وعدة مرات أحياناً.
- تجنب تناول مجموعات معينة من المواد الغذائية، مثل الكربوهيدرات.
- الاعتماد الكلي على الفيتامينات، المكملات الغذائية والألياف الغذائية لإصلاح أضرار الوجبات السريعة.
في حين أن السلوكيات الأكثر خطورة على الصحة تتمثل بالآتي:
- الجوع، الصيام أو الحميات الغذائية الفقيرة جداً بالسعرات الحرارية: بالرغم من أن خفض السعرات الحرارية الحاد قد يؤدي إلى تخفيف الوزن، لكن الوزن الذي نفقده عادة يشمل أيضاً كتلة مهمة من العضلات ويمكن أن يزيد من المخاطر الصحية. كما أنمعظم الناس يستعيدون في النهاية الوزن الذي فقدوه حتى أن بعضهم قد يزيد وزنه أكثر مما فقده.
وفقدان الوزن عن طريق تقييد السعرات الحرارية الحاد، قد يؤدي إلى فقدان الماء، الدهون والعضلات، ما يؤدي الى تدني وتيرة العمليات الأيضية كون الجسم يعتاد على كمية صغيرة من السعرات الحرارية للبقاء على قيد الحياة. كما أن فقدان كتلة العضلات يؤدي لزيادة نسبة الدهون في الجسم مما يمكن أن يؤدي إلى الاصابة بمتلازمة الأيض أو السكري من النوع الثاني.
يُنصح بعدم خفض السعرات الحرارية اليومية إلى ما دون 1200 سعر حراري، لأن الصراع على احتياجات الجسم الغذائية وسد الجوع حينها قد يُسبب صراعاً صعباً للغاية. كما أن انخفاض الوزن بسرعة يدفع بالجسم لإعادة تشكيل ذاته من جديد مع عضلات أقل ودهون أقل، ما يُقلل من وتيرة عملية الأيض.
- المكملات الغذائية وحبوب الحمية المشكوك فيها: كل ما زاد عن حده نقص، وهكذا هو الحال مع الحلول "السحرية" التي تدغدغ عقولنا لجهة إنقاص الوزن بسرعة. فحبوب الحمية والمكملات التي تُباع في الصيدليات وعلى مواقع التواصل والمتاجر الالكترونية، ما هي إلا مصيدة تتصيد ضعاف القلوب ممن يبحثون عن حر سريع لخسارة الوزن، وهي تُباع دون وصفة طبية ولا تراعي الحالة الصحية واحتياجات كل شخص.
كما أن حبوب الحمية يمكن أن تكون خطرة، ويقول خبراء التغذية أن هذه الحبوب غنيةٌ بالكافئين ومُدرَات البول التي قد تسبب الجفاف واضطراب نسبة الأملاح بالجسم.
- الديتوكسلإزالة السموم من أجل خسارة الوزن: إن تطهير الجسم بهدف فحص القولون بالمنظار هو أمرٌ مهم، لكن إزالة السموم دون مبرر ليس أمراً ضرورياًولا صحي.فتطهير الجسم من السموم يمكن أن يؤدي في أفضل الحالات لفقدان الماء والبراز، ولكن في حالات أخرى يمكن أيضاً أن يؤدي للجفاف واضطراب نسبة الاملاح في الجسم.
- التقيؤ المتعمد والمسهلات من أجل خسارة الوزن: قد يلجأ البعض للتقيؤ المتعمد بغية التخلص من الأكل الذي تناوله حتى وإن كان بكمية قليلة، بهدف إنقاص الوزن أو عدم زيادته. كما يعمد آخرون لأخذ المُسهلات على شكل كبسولات أو أصناف شاي لتسريع عملية إنقاص الوزن، وهذا سلوك خاطئ ومضر جداً بالصحة ويُعد أحد الخطوات الأولى لحدوث اضطرابات الاكل.
ويتسبب التقيؤ بشكل خاص بالعديد من المشاكل الصحية، كونه يدفع بالأحماض خارج المعدة إلى المريء ثم إلى الخارج، في حين أن هذه الأحماض مركبات مهمة لهضم وامتصاص الطعام بشكل أفضل وينبغي أن تبقى في المعدة. والقيء الحمضي قد يؤدي إلى تآكل المريء، الفم ومينا الأسنان، مايزيد من خطر حدوث بعض أنواع السرطان.
- التدخين بهدف خسارة الوزن: يتخذ البعض من التدخين وسيلةً وحجة لعدم تناول الطعام وبالتالي خسارة الوزن، كون النيكوتين في السجائر قد يُثبط الشهية. إلا أن مخاطر التدخين تفوق مخاطر زيادة الوزن بأشواط، فالتدخين مضرٌ بكافة أعضاء الجسم وهو سببٌ رئيسي لأمراض السرطان والقلب والجهاز التنفسي.
- ممارسة الرياضة بشكل عنيف: من لا يهوى التقيؤ والتدخين، يلجأ لنوع من السلوك القهري بغية التخلص من الوزن الزائد يتمثل في ممارسة التمارين الرياضية المضنية وبشكل عنيف. وهذا السلوك يحمل الكثير من المشاكل الخطيرة للصحة، بما فيها الجفاف واضطراب أملاح الجسم. كما قد يؤدي التمرين العنيف لرد فعل نفسي يُحوَل التدريب لنوع من العقاب على الإفراط بتناول الطعام. ويوصي الخبراء بوجوب ممارسة الرياضة المعتدلة لمدة 30 دقيقة يومياً، أو ممارسة التمارين الرياضية المُكثفة لمدة 20 دقيقة يومياً ثلاث مرات في الأسبوع.
أفضل وسيلة للتخلص من الوزن الزائد
ليست الأفضل فقط بل الأسهل، والتي تتضمن نصائح صحية تعتمد على تناول الاكل الصحي بكميات متوازنة وممارسة الرياضة. ويؤكد الخبراء ونتائج الدراسات المختلفة أن أفضل الحميات هي النظام الغذائي الصحي التي يتبعه الإنسان طوال حياته، مستخدمين حسهم السليم في تناول ما يناسبهم ومتنبهين لما يأكلون إن لجهة الأنواع أو السعرات الحرارية.
في الختام، لا بد من التذكير من جديد بأن الحميات السريعة المعتمدة على بعض من السلوكيات الخاطئة كالتي أوردناها في موضوعنا اليوم، لا تؤثي ثمارها كما يجب بل وقد تنعكس سلباً على حياتنا وصحتنا. لذا التزمي عزيزتي بتعليمات الطبيب المختص الذي يصف لك النظام الأنسب لاحتياجاتك لجهة فقدان الوزن الزائد والحفاظ عليه.