قبل صدمة الشعور المفاجئ بتقدم العمر.. إليك نصائح مهمة للحفاظ على الصحة
منذ الصغر، يحلم معظمنا بأن نكبر بسرعة لنحقق آمالنا وأحلامنا التي لا تتوقف مع كل سنة تمر على حياتنا. من أحلام الكبر لارتداء الملابس الفخمة والكعب العالي ووضع الماكياج للفتيات، إلى أحلام الفتيان التي تتجلى بالجسم الضخم والأكتاف العريضة والشوارب التي تعكس نضج الرجولة.
ثم تبدأ السنوات بالمرور ومعها تتغير الأحلام، بعضها يختفي ولا يعود مطلقاً، وبعضها الآخر يتحول لاهتمامات مختلفة ومغايرة عن الأصلية. إلى أن نصل مرحلة متقدمة في السن، دون أن ندري أننا كبرنا كما كنا نحلم مراراً، ليأكلنا الندم ونتمنى من جديد العودة للصغر حيث براءة الطفولة وعدم الصدمة بواقع الحياة وتحدياتها الكثيرة.
وفي خضم التقدم بالعمر، ننسى حلماً ومسعى مهماً كان يجب علينا وضعه ضمن أولويات أحلامنا، ألا وهو الحفاظ على صحتنا ومنع تدهورها وإصابتها بالأمراض مع الكبر. لنجد أنفسنا أمام صدمة الشعور المفاجئ بتقدم العمر، ومعاناتنا من المرض.
لذا ينبغي على الجميع إيلاء الصحة اهتماماً مضاعفاً، خاصة الأهل لجهة الإعتناء بصحة أطفالهم وصحتهم في مرحلة مبكرة، كي لا يصابوا بهذه الصدمة مع التقدم بالسن. ولهذا تحدثنا مع الدكتور عمرعيسى حابوه، أخصائي طب الأسرة في مستشفى السعودي الألماني دبي، لتزويدنا بكافة النصائح الفعالة لتحسين وتدعيم الصحة مع التقدم بالعمر.
نصائح مهمة للحفاظ على الصحة مع التقدم بالعمر
أشار الدكتور حابوه إلى أن المحافظة على الصحة عمليةٌ حيوية مستمرة، تبدأ مناليوم الأول للحياة و حتى نهاية العمر. وينبغي على كل شخص الحذر والعناية فيما يتعلق بصحته البدنية والنفسية على حد سواء.
ويكون ذلك باتباع كافة العادات الغذائية السليمة من أكل صحي متوازن، نوم جيدوهادئ لوقت كافي كل ليلة حسب عمر الشخص، ممارسة الرياضات الجسدية التي تضمن الحفاظ على العضلات والمفاصل والعظام، والوزن المثالي؛ كما يجب الحفاظ أيضاً على الصحة النفسية للشخص حتى يتحقق التوازن المطلوب بين الجسد والروح.
إضافةً إلى ذلك ينصح الدكتور حابوه بضرورة القيام بالفحوصات الطبية والتحاليل الدورية، للتأكد من عدم وجود أية أمراض مثل السكري والضغط وارتفاع الكوليسترول وأمراض الدم ونقص الفيتامينات المهمة والأورام.
دليلك لصحة مستدامة مع التقدم بالعمر
بعدما استعرضنا لأهم النصائح الواجب اتباعها للحفاظ على الصحة العامة، يقدم لنا الدكتور حابوه شرحاً مفصلاً لكل منها.
ووفقاً لأخصائي طب الأسرة، فالنظام الصحي المتوازن هو الذي يعتمد على نسب متوازنة من البروتينات والنشويات والدهون، وكمية كافية من السوائل تختلف باختلاف عمر ووزن الشخص، كما تعتمد على الحالة الصحية أيضاً للمرء.
فيما يخص الرياضة، فهناك العديد من الرياضات التي يمكنك ممارستها مثل المشي والجري وكرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والسباحة، إضافة إلى الرياضات الفردية والجماعية والتدرب في النادي الرياضي وغيرها.
ويشدد الدكتور حابوه أن المطلوب من كل شخص أن يمارس الرياضة لمدة 20 دقيقة على الأقل يومياً، للحفاظ على الوزن المثالي وضمان حركة المفاصل والعضلات، حتى يتجنب الشخص أمراضاً مثل خشونة المفاصل أو أمراض انزلاق غضاريف الظهر.
كما ينبغي تجنب أخذ أي مكملات غذائية بدون وصفة طبية من الطبيب المعالج والمُرخص، وذلك حتى يتجنب أي أمراض قد تحدث في الكلى والكبد والدم. ويتجنب أي شوائب في المكملات الغذائية الغير مرخصة التي قد تؤدي إلى أمراض مناعية أو أورام لا قدر الله.
وبالعودة إلى الفحوصات الدورية، ينبغي أن تشمل صورة الدم ووظائف الكلى والكبد والكوليسترول وحمض اليوريك وتحليل البول ونسبة الدهون في الدم. كما يتم أيضاً قياس نسب المعادن والفيتامينات في الجسم، مثل فيتامين د وفيتامين ب المركب والكالسيوم والمغنسيوم وغيرهم من الأمور الهامة لعمل الجسم وصحته.
في حال وجود أمراض وراثية، يقوم الطبيب المعالج بوضع تحاليل دورية لضمان الكشف المبكر عن هذه الأمراض وتوفير سبل الوقاية منها أو التحكم فيها عند حدوثها، كارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض.
وبما أن النوم والراحة هما عنصران أساسيان في صحة قوية ومعافاة، ينصح الدكتور حابوه الجميع بضرورة التغلب على اضطرابات النوم التي تؤثر سلباً على حياته وصحتهم، وذلك من خلال تعلم ما يُعرف بإسم "نمط النوم الصحيح". ويتحقق هذا النمك من خلال عدة أشياء، مثل توفير البيئة المناسبة للنوم بعيداً عن الضوضاء والإزعاج واستخدام الهاتف الذكي؛ أيضاً بالابتعاد عن المُنبهات لفترة كافية قبل النوم مثل القهوة وغيرها من المشروبات المنبهة.
وفي حال كان المرء يعاني من أية آلام بسبب الأمراض أو الحوادث أو التعب، يجب أن يأخذ أدويته قبل النوم كي يتمكن من النوم لفترة كافية دون انزعاج. كذلك يجب على الشخص أن لا يكون جائعاً قبل النوم، وأن يحافظ على درجة حرارة جيدة وتهوئة مناسبة في الغرفة أثناء النوم.
في الختام، الصحة هي تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، فلا تستهيني بموضوع صحتك وصحة أحبائك عزيزتي، واهتمي بكل ما تحتاجه الصحة السليمة والخالية من الأمراض وفق النصائح التي أوردناها آنفاً كي تنعمي بصحة مستدامة منذ الصغر وحتى سن متقدمة.