علاقة الألوان بصحتك ورشاقتك... هل فكرت فيها يوماً
لا تزال الدراسات المُتنوعة تكشف لنا عن أهمية الألوان في حياتنا. فكل شيء مُلون يؤثر ويتأثر بأذواقنا، ولاشك أن الألوان تتأرجح على أوتار خلايانا؛ فمنها ما يبعث في أنفُسنا السرور والسعادة، ومنها ما يبعث الملل والاضطراب، ومنها ما يُحفز هِمتنا، ومنها ما يوحي بالدفء أو البرد.
ناهيكِ عن تأثيرات الألوان على صحتك النفسية والجسدية، إذ أثبتت الدراسات أن للألوان تأثيرًا على خلايا جسمك، بحيث يُساهم بعضها في توليد طاقتك الإيجابية، والتي من شأنها أن تُشعرك بالراحة النفسية والهدوء.
بينما بعضها الآخر يجعلك عُرضة للتوتر والانزعاج، ولهذا السبب يأتي أهمية تفضيلك لبعض الألوان عن غيرها، كونها مُرتبطة بخلايا جسمك وتؤثر على نفسيتك، كما يُمكن للألوان علاج بعض أمراضك الجسدية، ولكن كيف ذلك؟
نحن معكِ اليوم لنُطلعك على أهمية بعض الألوان في حياتك وقدرتها على تعزيز صحتك ورشاقتك بشكل طبيعي، وذلك بناء على توصيات كل من استشارية التغذية العلاجية الدكتورة فيروز مجدي واستشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
طاقة الألوان وتأثيرها على الوزن
لفتت دكتورة فيروز، لقراءتها العديد من الدراسات حول العلاج بالطاقة الحيوية، ما جعلها تتوصل إلى أن زيادة الوزن أو تنحيف الجسم كلاهما طاقة تلعب دوراً محورياً في حياتنا.
وأوضحت إن هُناك نوعين من الطاقة، نوع مسؤول عن تحليل الدهون ويُقلل من وزن الإنسان والذي يطلق عليه "الطاقات النارية"؛ وسُميت كذلك لأنها أشبه بالنار الحارقة، فعلى سبيل المثال: "الرياضة تزيد من الطاقات النارية في جسمك، والتي نُشير لها باللون البرتقالي"، لذا فالرياضة تقوم بحرق كل الدهون الموجودة في جسمك، وبالتالي تُنقص من وزنك.
كما إن اللون البرتقالي له تأثير تنحيفي، إذ يُساعد على رفع حرارة جسمك، ويخلُصك من الدهون، ويزيد من سرعة وقوة الحرق بصفة عامة. لذا فتأثير اللون البرتقالي على عكس تأثير اللون الأبيض تمامًا؛ والجدير بالذكر، أنه ليس بالضرورة استخدامك اللونين عن طريق الطعام بل تأثيرهما في كل شئ محيط بكِ سواء ملابسكِ أو دهان حوائط منزلكِ أو أي شىء آخر.
وأشارت إلى إن كثيرات من النساء لا ينتبهن إلى أن كل الأشياء المسؤولة عن زيادة الوزن لونها أبيض، فالسكر لونه أبيض وكذلك الملح، ومصادر الكربوهيدرات جميعها لونها أبيض؛ فالخبز مصنوع من الدقيق ولونه أبيض أيضًا؛ حتى عندما نرتدي ملابس بيضاء فهي تُعطينا حجماً أكبر على العكس عندما نرتدي لوناً أسود، فإن جسمنا يظهرا نحيفاً. مُشيرة إلى أن اللون الأبيض بشكل عام يزيد من كثافة الجسم، ويزيد من وزن الإنسان.
أهمية الألوان لصحة وجمال ورشاقة المرأة
أوضحت دكتورة فيروز، أن العديد من الدراسات الحدثية تؤكد على أهمية الألوان بشكل عام وألوان الأغذية بشكل خاص، وما زالت تكشف عن فوائدها وأسرارها للمحافظة على صحة المرأة وجمالها؛ لذا ننصحك عزيزتي بتناول وجبات صحية تحوي الألوان التالية:
-
اللون الأحمر:
إنه اللون المُعالج، إذ يُستخدم هذا اللون لعلاج الأمراض الجلدية، والتناسلية، ومحاربة أعراض الشيخوخة، والتقليل من ظهور التجاعيد والبقع. والجدير بالذكر، أن استنشاق رائحة الفراولة أثناء ممارستك الرياضة يُساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية.
-
اللون الأخضر:
إنه لون الطحالب الغنية بالكلورفيل، وقد أثبتت الدراسات أن له تأثير فعال في مكافحة أعراض التقدم بالسن، ويزيد من إنتاج الإيلاستين ومادة الريتينول. كما أن استنشاق رائحة التفاح الأخضر تُساعدك على التخفيف من آلام الصداع النصفي، واستنشاق رائحة الروزماري تُساهم في تحسين ذاكرتك.
-
اللون الأصفر:
لون الإشراق والتألق، إنه لون الشمس ويرتبط مع الشعور بالسعادة والتفاؤل، لذا اجعلي يومك أكثر تفاؤلاً وإشراقاً مع اللون الأصفر؛ من ناحية أخرى تُعتبر رائحة عطر الجريب فروت رمزاً للشباب، فعندما يشم الآخرون رائحة هذا العطر عليكِ سيعتقدون أنك أصغر بخمس سنوات!
-
اللون الأزرق:
هو لون مُحبب للجميع، وارتدائك للون الأزرق سيعطي انطباعًا جيدًا عنكِ، ويجعلك تُبدين جديرة بالثقة؛ كذلك تناولك وجبة من التوت يُساعدك على التقليل من ظهور أي علامات زرقاء أو سوداء بجسمك، كونه يحوي مواد تعمل على تحسين دورتك الدموية لتخفيف التورم، وتقوية جدران الشعيرات الدموية التي أضعفتها الكدمات.
-
اللون البنفسجي:
مُستخلصات زهرة الليلك لها القدرة على تفتيح الجلد، وتقليل الإحمرار وحمايته من التلف، لذا استخدمي الجل الذي يحوي خُلاصة بذورالعنب في الاستحمام؛ لجعلك تُبدين أصغر سنًا. والجدير بالذكر، أنه يحتوي على مواد مُضادة ستُساعد على حماية بشرتك من الأضرار وعلامات التقدم بالسن؛ وإذا كُنتِ تُعانين من آلام المفاصل والعضلات فحاولي نقع جسمك بحوض ماء مُضاف إليه أملاح الاستحمام بالخزامى المُعطرة. كما أن استنشاق رائحة العطور الأرجوانية تخفف الألم.
-
اللون الوردي:
لون الدفء والهدوء، إن استنشاقك رائحة اللينالول، وهو المركب الموجود في الورود سيُقلل من توترك؛ لذا استخدمي مُرطبًا برائحة الورود عندما تشعرين بالتوتر. أما إذا كُنتِ من مُحبي الطعام، فعليك باستنشاق رائحة الفلفل الوردي لكبح شهيتك!
-
اللون البرتقالي:
يحتوي على أحد مُضادات الأكسدة القوية التي تُساعدك في وقف ظهور علامات التقدم بالسن، كما أنه مُكمل غذائي مهم يعمل على تحسين وظيفة جهازك العصبي في المُجمل العام. والجدير بالذكر، أن اللون البرتقالي من الألوان الحارة التي تُضفي تأثيرًاً راقيًا ونشيطًا وحيويًا على مكياجك الصباحي من دون التزامك بوضع لون أحمر الشفاه البرتقالي الساطع.
دلائل الألوان لضبط كميات الطعام
من ناحية أخرى، ذكرت دكتورة فيروز، أن الألوان المُتباينة ستُساعدك على ضبط كميات طعامك في كل الأحوال، وعلى سبيل المثال:
- حاولي ألا تكون وجبتك بنفس لون طبق التقديم. تخيلي مكرونة بصلصة المارينارا مقدمة فى طبق أحمر! وصفة أكيدة للإفراط فى الطعام، وهُنا وجد العلماء أن النساء يأكلن نحو 20٪ أكثر من المكرونة بصلصة ألفريدو عندما تُقدم في طبق أبيض مما لو قُدمت على طبق أحمر. ويعتقد الباحثون أن اختلاف اللون بين الطعام والطبق سيُساعد على جعل الدماغ أكثر وعياً بأحجام الوجبات.
- استخدمي أدوات الطعام باللون الأزرق، فتناولك الطعام على أطباق زرقاء، قد يجعلك تمتنعين عن الإفراط فى تناول الطعام.
- تأكدي أن تصنيفك الطعام بحسب لونه سيجعلك تُقللين من الوجبات السريعة، واعلمي أن أنواع الأطعمة مرتبطة ذهنيًا بالألوان "الأطعمة الصحية باللون الأخضر، الأقل صحية باللون الأصفر، وتلك ذات القيمة الغذائية المُتدنية باللون الأحمر". لذا رتبي الأطعمة فى الثلاجة، بحيث تكون الأطعمة الخضراء فى مُتناول يدكِ، وفي النهاية الأطعمة الحمراء لتكون الأصعب منالًا.
كيفية استخدام الألوان في تخفيف الضغوطات النفسية
في هذا السياق، أشارت دكتورة لبنى لأهم الألوان التي تُستخدم في فُقدان وزنك أو تخفيف الضغوطات الجسدية والنفسية التي تتعرضين إليها؛ إذ يتم استخدام مجموعة ألوان مُحددة لكل منطقة أو اعتلال في جسمك. وجديربالذكر أن اللون يُسلط على جلد جسمك مباشرةً من دون عازل، كما أن مساحيق التجميل تعُد عائقاً ويجب مسحها قبل الُمُعالجة.
وعمومًا تُقسم الألوان إلى مجموعتين؛ الدافئة؛ وهي الألوان الثلاث الأولى، والباردة؛ وهي الألوان الثلاث المُتبقية، وذلك على النحو التالي:
-
اللون البرتقالي:
يُستخدم لتفعيل الدورة الدموية بشكل فعال في الأعضاء الداخلية كالطحال، القلب والكبد، ولا يُنصح به لمرضى ضغط الدم.
-
اللون الأحمر:
لون فعال حتى أنه أكثر فعالية من البرتقالي، لكن لا يُحبذ توجيهه للرأس وخاصة بوجود مشاكل عصبية، بل يُوجه بشكل أكبر نحو المفاصل.
-
اللون الأصفر:
وهو ما يخُص عادةً الجهاز العصبي والاعتلالات التي تصيبه.
-
اللون الأخضر:
هو أهم الألوان وأكثرها أمانًا، يُستخدم في البداية والنهاية، ويُمكن أن يُسلط على الجسم كامل أو جزء معين، ويكون البدء به لمدة 5 دقائق قبل التعرض لباقي الألوان؛ ويؤخذ من نصف الطيف الضوئي فلا يكون مائلًا إلى الأزرق أو الأصفر.
-
اللون الأزرق:
أثبت فعالية جيدة في الاسترخاء والتشجيع على النوم، وهو يرتبط بالبرودة، لذا غالبًا ما يُستخدم في حالات الحرارة العالية.
-
اللون البنفسجي:
يُشبه بشكل كبير اللون الأزرق، ويُفضل استخدامه للرأس والرقبة والكتفين.
معلومات مهمة لإنقاص وزنك وتعزيز صحتك باستخدام الألوان
أجمع كل من دكتورة لبنى ودكتورة فيروز، أن علم الألوان لا حصر له، وله تأثيرات مُبهرة على صحتك ورشاقتك، التي لا يمُكن حصرها في مقال واحد؛ ولكن يُمكنك الاستفادة من المعلومات المُقدمة لإنقاص وزنك والحفاظ على صحتك بشكل طبيعي، وذلك على النحو التالي:
- يُحبذ أن يكون لون الطبق مع طعامك مُختلفًا في حال اتباعك نظامًا لتخفيف وزنك، إذ إنه كلما زاد تقارب لون الطبق مع الطعام، زادت كمية استهلاكك للطعام.
- تعدد الألوان، وخاصة فيما يتعلق بالخضار والفواكه، له تأثيرات إيجابية لتخسيس وزنك وتحسين حالتك المزاجية في آن واحد، لذا يُفضل الإكثار منها كبديل صحي عن الأطعمة غير الصحية.
- يؤثر اللون الأصفر على إفراز بعض الهرمونات في الدماغ، تلك المسؤولة عن السعادة، وما تعارف عليه علميًا أن السعادة تُساعد على فتح الشهية وأكل كميات أكبر، لذا انتبهي لذلك.
- أثبتت الدراسات أن اللون الأحمر غالبًا ما يعتمد على الشخص نفسه؛ حيث يُشعر البعض بالخطر وعدم الراحة وبالتالي يقلل الشهية، وفي المقابل قد تستخدمه بعض المطاعم في ديكوراتها حيث يُساعد على فتح شهية بعض الناس!
- مهما كان الطعام الذي تأكُلينه غني باللون الأبيض، فغالبًا لن تشعُري بأي تأنيب حتى وإن كان عالي السعرات الحرارية؛ إذ يُعطي هذا اللون انطباع الطمأنينة.
- اللون الأزرق والبنفسجي والوردي؛ وما تبقى من الألوان غير الرائجة في طعامك المُعتاد غالبًا ما تؤدي إلى تقليل شهيتك لعدم تقبل الدماغ لها.
وفي النهاية، لن ينتهي حديثنا عن الألوان ومدى تأثيرها على صحتك ورشاقتك، فهو عالمٌ خفِي الأسرار، وكلما تعمقنا فيه اكتشفنا المزيد. لذا استفيدي من المعلومات السالفة الذكر ضمن نظامك الغذائي الصحي الآن، ولنا لقاء آخر مع عالم الألوان ومدى تأثيره على صحتك ونفسيتك.