كيف تؤثر الساعة البيولوجية على صحتك.. وما أهمية ضبطها
تتجاوب أجسامنا مع البيئة المحيطة بنا، وتتفاعل معها بطرق مختلفة، سواء الطقس أو تغير الفصول وكذلك تعاقب الليل والنهار، وهذا التفاعل ينتج من خلال تواجد ساعة بيولوجية في أجسامنا كما يشير الأطباء.
وهنا سوف نطرح عليك سؤال عزيزتي القارئة، هل لاحظت من قبل أنه وفي حال أصبتِ بأي ألم كألم الأسنان مثلاً، أن الألم وفي حال لم يتم علاجه فإنه يزداد في الليل؟.. أو هل تشعرين أن هناك ساعات من اليوم تكونين فيها أكثر نشاطاً عن باقي الأوقات؟
غالباً ستكون إجابتك: "نعم"، وفي ذلك دلالةٌ ومثالٌ بسيط على عمل الساعة البيولوجية في الجسم. كما أن تواتر الساعة البيولوجية في الجسم يختلف من سيدة لأخرى حسب الفئة العمرية والحالة الصحية وطبيعة النظام الغذائي.
بل وحسب دراسات طبية عدة توصل الأطباء إلى أن هناك ساعات بيولوجية عدة خاصة للأعضاء الحيوية الرئيسية مثل القلب والدماغ، الأمر الذي يفتح المجال أمام العلم لإيجاد طرق فعالة في علاج الأمراض الخطيرة والمزمنة.
ما يهمنا أن نطلع عليه هو أن الساعة البيولوجية مهم أن تبقى منتظمة بشكل أو بآخر، وأن هناك أعراضاً وأمراضاً تدل على عدم انتظامها، وهذا ما سنتعرف عليه في التالي.
أهمية ضبط الساعة البيولوجية
وجد العلماء حسب ما جمعنا من المواقع الطبية المختصة، ارتباطٌ مباشر بين النوم والساعة البيولوجية؛ فكل منهما يؤثر على الآخر، وبشكل عام فإن أغلب من يعانون من اضطرابات النوم يعانون من أعراض وأمراض اضطراب الساعة البيولوجية هذا من جانب.
من جانب آخر؛ هل لاحظت عزيزتي القارئة أن السفر إلى دول أخرى تختلف في التوقيت عن مكان إقامتك يجعلك تعانين من اضطراب النوم في أول أيام تواجدك بها؟ هذا الأمر يعود إلى أن الساعة البيولوجية تحتاج لإعادة ضبط، وتحديد مواعيد نوم جديدة.
لذلك نطلعك على أهم الطرق للحفاظ على نوم مثالي:
- أولاً كلمة النوم تتضمن في محتواها الليل، وبالفعل فإن النوم الصحي الذي يضبط الساعة البيولوجية هو النوم في الليل.
- ثانياً، تحديد وقت النوم ووقت الاستيقاظ أسرع طريقة لضبط الساعة البيولوجية.
- التعرض للشمس في النهار خاصة بعد الاستيقاظ، من شأنه أن يساعد على ضبط الساعة البيولوجية.
- بشكل عام فإن التوقف عن تناول أي وجبات أو مشروبات تحتوي على الكافيين قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، يساعد في الخلود إلى النوم دون عناء.
- ولا تنسي عزيزتي القارئة أن استخدام الأجهزة الحديثة وما ينبعث منها من ضوء أزرق يمكن أن يؤثر على نومك ويسبب اضطرابات في النوم أو يقلل من جودة النوم. ففي دراسة أجراها باحثون من معهد سولك للدراسات البيولوجية في مدينة لاهويا بولاية كاليفورنيا بقيادة البروفيسور ساتشيداندا باندا، ونقلها موقع "ميديكال نيوز توداي"، وجد أن خلايا العين الحساسة تجاه الضوء تعيد ضبط الساعة البيولوجية للجسم عند تعرضها للضوء، ويؤكد هذا الاكتشاف أن التعرض الطويل للضوء خلال ساعات الليل يمكن أن يعطل النوم ويضر بالصحة.
- حول أهمية الساعة البيولوجية ودورها في نشاط الجسم، وجدت دراسة بريطانية حديثة أن أداء اللاعبين ربما يتوقف جزئياً على الأقل على مدى مواءمة توقيت اللعب مع الساعة البيولوجية لأجسامهم، وكشف الباحثون أن أفضل أسلوب لتوقع أداء الرياضيين هو قياس الوقت منذ موعد الاستيقاظ الطبيعي لأجسامهم.
أعراض وأضرار اضطراب الساعة البيولوجية
ما يدفعنا أن نسلط الضوء على الساعة البيولوجية وأهميتها لصحتك، يشجع أيضاً على ضرورة استعراض الأعراض والأمراض التي يمكن أن تحدث في حال حدوث خلل أو اضطراب في الساعة البيولوجية، وهي كما وردت في المواقع الطبية المختصة:
- اضطراب الساعة البيولوجية يؤثر على الصحة النفسية. ففي دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة "جلاسكو" ونشرتها دورية "ذا لانسيت سيكاتري"، أكدت أن "الاضطرابات التي تُصيب ساعة الجسم البيولوجية من شأنها أن تَزيد خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطرابات المزاج الأخرى".
- هل تلاحظين عزيزتي القارئة أنه وبعد السهر لعدد من الليالي أو اختلاف ساعات النوم لديك، يمكن أن تصابي بالأمراض مثل نزلات البرد والتعب العام وفقدان نشاط الجسم؟ من هنا يمكن أهمية ضبط الساعة البيولوجية.
- وأخيراً الساعة البيولوجية لها أهمية كبرى في ضبط أداء ووظائف أجهزة الجسم الأمر الذي يؤثر على مناعة الجسم وصحته العامة.
بكل الأحوال وفي حال تواجد أي أعراض تدل على خلل في الساعة البيولوجية يجب عليك استشارة الطبيب المختص والبحث في المسبب الرئيسي حفاظاً على صحتك العامة وصحتك النفسية.