مدربة البيلاتس لطيفة اليحيى لـ"هي": انتشار رياضة البيلاتس دليل على وعي المجتمع
لطيفة اليحيى هي شخصية محبة ومطلعة على علوم الحركة والفنون الآدائية، استثمرت جهودها في تطوير ذاتها وتعمقت في عالم رياضة البيلاتس، نتعرف اليوم في "هي" على لطيفة بشكل شخصي لنتحدث معها حول بدايتها في هذا المجال وماوصلت إليه حتى اليوم، ونتعرف معها على أهم مايجب معرفته في عالم البيلاتس ومدى أهمية هذه الرياضة وتأثيرها على الصحة البدنية، النفسية والعقلية.
عرفينا بنفسك؟
أنا لطيفه اليحيى، بدأ حبي للفنون الآدائية منذ نعومة أظافري في سن العاشره، بجانب حياتي العملية في تخصص إدارة المشاريع، كان حبي لهذا النوع من الفنون قد شكل حيزاً من حياتي وتفاقم ليصبح شغفاً متزايداً يوماً بعد يوم .. بدأت رحلة الشغف حينما مثلت أول دور لي في The Last Supper by Leonardo Davinci أثناء دراستي في المعهد المسرحي في الولايات المتحدة الامريكية، كانت هذه المسرحيه نقطة تحول في حياتي حيث ادركت مدى حبي لهذا النوع من الفنون، وبعد دخولي عالم المسرح وجدت نفسي منجذبة لفن رقص الباليه وكان هذا محض الصدفة بعد دورٍ لعبته في احد المسرحيات .. احترفت فنون الرقص المعاصر والباليه بالتحديد على مدى ١٥ عاما مابين الولايات المتحدة الامريكية و المملكة العربية السعودية .. هذه التجربة الفريدة في مجال الفنون الأدائية مهدت لي طريقي في عالم الصحه و الرياضه..
متى بدأت الخوض في عالم التمارين الرياضية؟
بدأت رحلتي في عالم الرياضة حينما قمت بتدريب الفتيات الصغيرات فن الباليه في أكاديمية كاينتكو للرقص وهي الأكاديمية التي أكملت فيها تدريبي في المملكة العربية السعودية، كان حماس الفتيات الصغيرات دافعاً قويا لي حيث رأيت مدى تأثيري على شخصية وثقة كل واحدة منهن فكان هذا شعوراً لا مثيل له .. حينها ادركت أنني أريد إكمال مسيرتي في تدريب وإلهام أفراد مجتمعي على جميع المستويات الصحية، البدنية منها والعقلية.
قبل انتهاء مرحلتي في مجال تدريب فن الباليه قررت أن أتعمق في فهم حركة الجسد والعضلات من خلال ممارستي و تدريبي لليوقا، ممارستي لهذه الرياضة عرفني بما أصبح لاحقاً رياضتي المفضله “البيلاتس”.
كيف تطور شغفك في رياضة البيلاتس؟
خلال انشغالي بدراستي الجامعية، حياتي كانت تتمحور حول دراستي، ممارسة الباليه وتدريسه .. وبالطبع قضاء أفضل أوقاتي في النادي الرياضي، كانت ممارستي للرياضة بشكل عام هي وجه التعبير بالنسبة لي، حتى في بداية مرحلتي العملية لم أستطع التخلي عن هذا الروتين.
من خلال رحلتي وخبرتي في عالم الباليه لاحظت أن أغلب الممارسين للباليه يتخلل روتينهم الرياضي رياضة البيلاتس، إضافة إلى ذلك أن الرياضيين المحترفين والعدائين والدراجين وحتى كبار السن والمرضى المتعافين من العمليات الجراحية يضيفون البيلاتس إلى روتينهم الرياضي، أيقنت حينها أن البيلاتس ليست رياضة اعتيادية حيث يصاحبها منافع صحية عديدة.
في السابق كانت البيلاتس رياضة مغمورة لا يعرفها الكثير وكانت تُدرب فقط في دور رياضية قليلة، في بدايات رحلتي في عالم البيلاتس كنت قد بدأت بأخذ دروس في كل مكان في السعوديه واثناء سفري وأيضاً عن طريق شبكة الإنترنت، وكان التغيير الإيجابي الذي صاحب ممارستي لهذه الرياضة لا يوصف لا على الصعيد النفسي ولا العقلي أو البدني، بعدها قررت أن تكون مهمتي هي معرفة جميع جوانب هذي الرياضه من بدايتها أثناء الحرب العالميه الأولى على يد مؤسسها Joseph Pilates وزوجته إلى ما أصبحت وتطورت عليه هذه الرياضة في وقتنا الحالي.
كان لدي اهتمام بجسم الإنسان و حركة اعضائه، إضافةً إلى اهتمامي بالعلوم عامةً ومنها علم الحركة فوجدت أن رياضة البيلاتس هي مزيج لكل اهتماماتي. تتكون رياضة البيلاتس من مدارس عديدة ومختلفه ولكنني قمت بدارسة STOTT Pilates حيث أنه كان يناسب ميولي واهتماماتي، فقمت بأخذ دروس مكثفه وبرامج عديده في دبي، نيويورك، لندن وكندا، فدرست البيلاتيس كرياضة وقمت بدراسة علم تشريح جسم الإنسان لسنوات عديده، لفهم وظائف العضلات والمفاصل والعظام وكيف لهذه الوظائف الاشتراك معاً للقيام بحركة جسم الإنسان وتكوين ثقله، وكيف أن عقل الإنسان له دور كبير في حركة الجسم الإرادية.
إن اكثر مايجلب لي السعادة هو تدريس هذا العقل البشري عن كيفية ربط حركة الجسم بالتفكير عن طريق تنشيط وتحريك عضلات الجسم المناسبة، لطالما أحببت مشاركتي دائماً في جعل الأشخاص من حولي يشعرون برضا حيال صحتهم البدنية و العقلية
ما هي الأصعدة التي واجهتِ التغيير فيها عبر البيلاتس وكيف كان ذلك؟
رياضة البيلاتس هي رياضة فريدة من نوعها حيث أنها رياضة تتطلب تحدي بجهد أقل، أهم مايميز هذي الرياضة هي أولا أنها توازن مابين القوة والمرونة، وثانياً تقوي عضلات الجذع "عضلات البطن و ما حوله"، وثالثاً تخفف الآم أسفل الظهر، وأخيرًا هو تركيز هذي الرياضة على عملية التنفس حيث أنها تساعد في تخفيف اعراض التوتر والضغط النفسي
ممارستي للبيلاتس حسّنت حركة عمودي الفقري وقامتي بشكل ملحوظ جداً، إضافةً إلى أن هذه الرياضة جعلتني مدركة أكثر لصحتي البدنية والذهنية، كما علمتني أن أنشط عضلة دون الأخرى للوصول إلى قامة منتصبة أقرب للمثالية، أساس هذه الرياضة هو التركيز على حركة العمود الفقري كما قال مؤسسها Joseph Pilates عندما تحدث عن علاقة عمر الإنسان و مرونة العمود الفقري"عمرك من عمر عمودك الفقري. إذا كان صلبا في عمر الثلاثين فأنت مسنّ، إذا كان مرنًا في عمر الستين فأنت شاباً".
ما الذي قد يشجع أي شخص للتوجه نحو هذا النوع من الرياضة؟
من مميزات هذه الرياضة أنها مناسبة للجميع بغض النظر عن اعتبارات كثيرة منها العمر، الجنس، الوزن والقدرة البدنية أو حتى مستوى اللياقة، إضافةً إلى أنها رياضة ينصح بها الأطباء وجميع الممارسين الصحيين في مجالات حركة الجسم كأخصائيو العلاج الطبيعي وغيره لغرض الصحة العامة والوقاية من الاصابات و التأهيل الصحي.
من المهم معرفة وفهم كيفية تحريك الجسم بطريقة صحيحة للتحسين من استقامة الجسم خلال النشاطات اليومية لما لها من أثر مهم في الحاضر والمستقبل.
من أهم مميزات رياضة البيلاتس أن لها طرق وأنواع وتقنيات مختلفة، لذلك كمدربة محترفة في هذا المجال أنصح جميع المقبلين على هذه الرياضة بتجربة مدربين مختلفين وايضاً مدارس وطرق مختلفة للوصول للهدف المرجو من هذه الرياضة.
ماهو طموحك القادم في المجال؟
هدفي و خطوتي المقبلة هو أن أصبح أول مدربة أساسية محترفة في المنطقة في تخصص البيلاتس المهتم بالتأهيل البدني مابعد الإصابات والجراحة، وأتمنى أيضًا تكوين مجتمع متكامل يضم نخبة من المهتمين في هذا التخصص من ممارسين صحيين "اخصائيو علاج الطبيعي، كايروبراكتك واستيوباثي" ومدربين محترفين للعمل معاً لخدمة المحتاجين لهذا النوع من التأهيل من خلال هذي الرياضة المتكاملة، حيث أنني أطمح لسد الفجوة الموجودة بين جهود الممارسين الصحيين والمدربين للوصول إلى نتائج أفضل.
ما هي رسالتك عبر "هي" لكلة مهتم في مجال البيلاتس؟
ما أراه اليوم من انتشار وحب لرياضة البيلاتس هو دليل على وعي المجتمع وهذا بحد ذاته موقف يثلج الصدر ويدعو للفخر، حيث أنني لطالما آمنت بهذه الرياضة والآن أرى الكثير يمارسها ويتخذها نمط و اسلوب حياة، أدعو الجميع لرفع مستوى الوعي دائماً والحفاظ على الصحة النفسية و العقلية وقبل كل هذا الاستمتاع بالعناية والاستثمار الذي يقدمه كل شخص لنفسه.