كيف يؤثر الاكتئاب على صحة القلب.. وما سبل الوقاية
أكد العلم خلال السنوات الأخيرة أن الحالة النفسية لها تأثير على صحة البدن أكثر مما كنا نعتقد، وعن ذلك صدر عدد من الدراسات الطبية المختلفة التي تتفق أغلبها على أن اضطرابات الصحة النفسية تؤثر على كافة أعضاء الجسم، وتلعب دوراً في الإصابة بالأمراض أو تأخير الشفاء منها وعدم السيطرة عليها.
ومن منطلق التوعية والتركيز على صحة النساء، سوف نتعرف سويةً عزيزتي القارئة على أحد أبرز تأثيرات الصحة النفسية على الجسم، وهي أن الاضطرابات النفسية يمكن أن تؤثر على القلب بشكل سلبي، حيث تتسبب بأمراض القلب الخطيرة، وعن كيفية السيطرة على ذلك نتعرف على الآتي.
تأثير اضطرابات الصحة النفسية على القلب
كي نتعرف على تأثير اضطرابات الصحة النفسية على القلب بشكل مفصل أكثر، إليك هذه المعلومات التي جمعناها من أهم المواقع الطبية المتخصصة، وهي:
- الاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50٪ عند الأشخاص المصابين به.
- الاكتئاب يترافق مع تغيرات فيزيولوجية مرضية مختلفة تسبب أمراض القلب، منها زيادة الالتهاب في بطانة الشريان.
- اضطرابات الصحة النفسية تتسبب في زيادة تخثر الدم، الأمر الذي يؤثر على الدورة الدموية وبالتالي حدوث جلطات قلبية.
- ثبت طبياً أن الاكتئاب والتوتر والقلق حالات نفسية تسبب اضطرابات في الهرمونات والنواقل العصبية في الجسم، الأمر الذي يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- يُعرف طبياً أن القلق والاكتئاب هي اضطرابات نفسية تزيد من ألم القلب خاصةً بعد عمليات جراحة القلب؛ إذ يزيد الاكتئاب من شدة الألم، والتعب العام بعد إجراء العملية.
- يؤدي الاكتئاب إلى زيادة الالتهابات في الجسم، وقد يؤدي الالتهاب المزمن إلى تصلب الأوعية الدموية وتراكم البلاك في الشرايين، مما يؤدي إلى نوبة قلبية.
- عندما تعاني النساء من الحزن أو الاكتئاب أو القلق أو التوتر، يرتفع لديهن معدل ضربات القلب ومعدل ضغط الدم، ما يؤدي إلى انخفاض في تدفق الدم إلى القلب، ويُنتج الجسم مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول، المسؤول عن الشعور بالتوتر. وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات إلى الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك قصور القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
طرق الوقاية من تأثيرات الصحة النفسية على صحة القلب
زبدة موضوعنا هذا هو كيفية وقاية قلوبنا من تأثيرات اضطرابات الصحة النفسية التي نُصاب بها أو نتعرض لها بين الحين والآخر، سواء كانت اضطرابات عرضية أو اضطرابات مزمنة، وعن ذلك إليك عزيزتي القارئة التالي.
- أول وأهم نصيحة هي فهم النفس جيداً ومعرفة الحالة النفسية التي تمرين بها، فمعرفتها من خلال الأعراض يساهم في معرفة طرق السيطرة عليها.
- يمكنك استشارة من تثقين بهم من المقربين في الأمور الحياتية ما يساعد في حل المشكلات التي هي سبب الاضطرابات النفسية.
- تعلم تقنيات التفكير السليم وحل المشكلات وترتيب الأولويات، من أهم الأمور التي تخفف من تأثيرات مشاكل الحياة العامة والمهنية على صحتك.
- يمكن للرياضة والأنشطة البدنية وممارسة الهوايات والتنزه أن تساعدك في التخلص من الضغوطات الحياتية وتأثيراتها السلبية على صحتك النفسية.
وأخيراً والأهم يجب زيارة الطبيب المختص عند الشعور بتكرار أي من الاضطرابات النفسية، فوحده هو الذي يقدر أن يُشخَص الحالة جيداً ويحدد طريقة العلاج.
دراسات تربط بين الصحة النفسية وصحة القلب
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن الشباب الذين يعانون من الاكتئاب أو يصابون بالإحباط وكذلك التوتر والقلق، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وجاءت هذه النتائج بعد أن حلل الباحثون بيانات أكثر من نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، بحسب موقع "تايمز أوف إنديا".
وقال جاريما شارما، أستاذ الطب المساعد في جامعة جونز هوبكنز وكبير مؤلفي الدراسة: "عندما تكون متوترًا أو قلقًا أو مكتئبًا، قد تشعر بالإرهاق ويرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم".
من الجدير بالذكر أنه من المهم الاهتمام بصحتك العقلية والقلبية على حد سواء؛ فالعلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب هي طريق متقاطع، إذ يزيد الاكتئاب من خطر إصابتك بأمراض القلب، ويعاني المصابون بأمراض القلب من الاكتئاب. وبكل الأحوال عليك استشارة الطبيب المختص.