إدارة الضغوط.. ما تأثيرها وأهم الطرق للتغلب عليها
التعرض للضغوط على اختلافها بات سمة من سمات الحياة الحديثة، وقد لا يخلو يوم نعيشه إلا ونتعرض فيه للضغوط، سواء في العمل أو في المنزل، أو حتى في محيطنا الاجتماعي ككل.
المقلق في الأمر أن كثرة التعرض للضغوط دون فهم مسبباتها لتفاديها، أو دون العمل على التخلص من تأثيراتها السلبية، هو ما يسبب الاضطرابات الصحية وحتى الاضطرابات النفسية.
ولتعلم إدارة الضغوط ومعرفة تأثيراتها على الصحة ككل، سألنا الأخصائية النفسية شركة لبيه للرعاية الطبية مشاعل القعدة، وأطلعتنا على أهم المعلومات حول ذلك، وهي كالآتي.
ماهو الضغط النفسي
بداية أوضحت الأخصائية مشاعل القعدة أن الضغط النفسي هو عبارة عن عوامل خارجية تؤثر على الحالة النفسية للفرد وتجعله في حالة من القلق والتوتر، وتؤثر سلباً على قدرة الفرد على تحقيق التوازن في شخصيته، بالإضافة إلى فقدان التوازن الانفعالي، وظهور أنماط جديدة من السلوك. و تظهر هذه الضغوط عند مواجهة الفرد أمراً ملحاً يتوجب الاستجابة الصحيحة له ولا يملك القدرة على تحقيق هذه الاستجابة وخروجها عن سيطرته.
ماهي مصادر الضغوط
قبل أن نعرض لك عزيزتي القارئة أعراض التعرض للضغوط وتأثيراتها، من المهم أولاً أن نفهم أكثر تلك الضغوط من أين أتت، وعن ذلك أفادت الأخصائية مشاعل القعدة بالتالي:
الضغوط جزء من حياتنا وكل شيء حولنا، ويمكن أن تكون مصادر الضغوط إما مصادر خارجية أو مصادر داخلية، حيث تتفاعل المصادر مع بعضها بطريقة مختلفة من شخص لآخر، وهذا ما ينشئ لدينا الضغوط النفسية.
ومصادر الضغوط الخارجية هي عبارة عن الأحداث الواقعية في البيئة المحيطة للمرأة وتؤثر على حياتها لفترة معينة، وقد تكون مستمرة عند بعضهن. أما مصادر الضغوط الداخلية فهي عبارة عن كل من: سمات الشخصية، معتقداتها، دوافعها، وطرق تفسيرها للأحداث من حولها.
أعراض وعلامات الإصابة بالضغوط
أوضحت مشاعل القعدة أن أعراض الضغوط تختلف في درجاتها ومدة الإصابة بها من سيدة لأخرى، تبعاً لكثير من العوامل منها الصحة العامة والصحة النفسية والعمر وخبرات الحياة ومستوى التعليم، وغيرها.
وتنقسم الأعراض حسب مكانها كالتالي:
أعراض جسدية مثل:
- اضطرابات النوم.
- الشد العضلي.
- الصداع.
- تغير الشهية للطعام.
- خفقان القلب.
- اضطراب التنفس.
- الشعور بالجهاد والتعب.
أعراض معرفية مثل:
- صعوبة التركيز.
- النسيان.
- ضعف الذاكرة.
- التردد في اتخاذ القرارات.
- تزاحم الأفكار.
- التفكير الخاطئ.
أعراض انفعالية مثل:
- فقدان السيطرة على الغضب.
- انخفاض تقدير الذات.
- القلق والتوجس.
- الخوف.
- التفسيرات الخاطئة.
أعراض سلوكية مثل:
- مشاكل في العلاقات.
- عدم القدرة على تحديد الأهداف.
- انخفاض الطاقة.
- انخفاض الإنتاجية.
- انخفاض الدافعية.
- انعدام الثقة.
- تكرار لوم الآخرين وعدم الشعور بالمسؤولية.
أعراض صحية مثل:
- الإصابة بآلام الرأس.
- الإصابة بآلام العضلات والمفاصل.
- الشعور بالإعياء والإجهاد.
- الشعور بضيق التنفس أو التنفس بسرعة؛ بسبب تشنج مجرى الهواء بين الأنف والرئتين.
- كثرة التعرض للضغوط تسبب زيادة في معدل دقات القلب، وارتفاع مستويات هرمونات التوتر وضغط الدم في الجسم، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
- استجابة الجسم للضغط النفسي يمكن أن تؤثر على مستويات الشحوم والكوليسترول في الدم.
- تؤدي الضغوطات إلى تغيير في تطور الخلايا العصبية، ويمكن أن تزيد هذه التغيرات من خطر الإصابة بالأمراض الهضمية لاحقًا، أو حدوث خلل وظيفي في عمل الجهاز الهضمي.
- الضغوط وكثرة التعرض لها وعدم السيطرة عليها يؤثر على الجهاز التناسلي والخصوبة لدى النساء، وكذلك الدورة الشهرية، وتحدث بها اضطرابات متعددة.
- التعرض المتكرر للضغوط يحدث انخفاضًا في قدرة الجهاز المناعي على محاربة الالتهابات المختلفة، وبالتالي ترفع خطورة الإصابة بالأمراض.
- اضطرابات النوم وعدم الراحة أثناء ذلك، أو صعوبة الحصول على نوم جيد، من تأثيرات التعرض للضغوط.
- أحد أخطر تأثيرات الضغوط على الصحة، هو ارتفاع خطر الإصابة بالسكتات الدماغية نتيجة لتأثير الضغوط على الجهاز العصبي.
نصائح تساعد في التغلب على الضغوط
خصصت الأخصائية النفسية مشاعل القعدة هذا الجزء من موضوعنا للحديث حول أهم النصائح التي تساعدك في التغلب على الضغوط، وهي:
- تعلم طرق التفكير السليم، ومهارات ذلك.
- إتباع أنماط تفكير إيجابية.
- التدريب على التحفيز الذاتي.
- تعلم إدارة المشاعر، خاصة مشاعر الغضب والخوف والقلق.
- رفع الذكاء العاطفي ويكون بالتعلم وفهم كيفيته.
- العمل على بناء علاقات صحية، إذ يساعد ذلك في منع الضغوط.
- تغير نمط الحياة إلى نمط صحي من حيث التغذية الجيدة وممارسة الرياضة.
- التدريب على مهارات حل المشكلات والتعامل مع الضغوط، ويمكن تعلمها ذاتياً.
- ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية على اختلافها، وخاصة الجري والمشي والسباحة.
- تعلم وممارسة الهوايات التي من شأنها أن تساهم في التخفيف من الضغوط.
- كما يمكن التركيز على تناول الأطعمة الصحية التي تساهم في تحسين قدرات الدماغ وصحة الجهاز العصبي وتعزز مناعة الجسم، وهي مثل:
- الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت والكرز والفراولة، والفواكه الحمضية.
- الأطعمة الغنية بالمعادن مثل الخضروات الورقية والبقوليات والبذور.
- الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية مثل البيض والأسماك والأفوكادو.
- الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل البيض والتونة والسردين.
وتنوه أخيراً الاخصائية النفسية مشاعل القعدة إلى أن معرفة الضغوط التي تتعرضين لها وفهمها هي أول طرق السيطرة عليها، ويجب عليك عزيزتي القارئة العمل دوماً للحد منها حفاظاً على صحتك العامة وصحتك النفسية. وبكل الأحوال عليك استشارة الطبيب المختص لمعرفة أفضل السبل لتحقيق ذلك.