قلَلي من خطر إصابتك بسرطان الثدي.. باتباع هذه النصائح
سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين النساء، وهو ليس نوعًا واحدًا كما يًخيَل للبعض؛ إذ تختلف أنواع سرطان الثدي وتتفاوت من حيث الأعراض ودرجة خطورتها وانعكاساتها على حياة المريضة، وكذلك لجهة إمكانية التعافي منها بشكل سريع أو بطيء أو عدم الشفاء تمامًا.
وتشير التقديرات إلى أن واحدة من بين كل 8 نساء، عرضةٌ للإصابة بمرض سرطان الثدي الذي يمر بأربع مراحل أخطرها المرحلة النهائية والتي يكون فيها المرض قد انتشر لأعضاء أخرى في الجسم.
يأتي العامل الوراثي في مقدمة الأسباب وراء زيادة الإصابة بسرطان الثدي، وإن كانت بعض النساء يسجلنَ إصابة بالمرض دون وجود تاريخ عائلي للمرض. تليها أسباب أخرى تشمل نمط الحياة غير الصحي، زيادة الوزن، كثرة تناول حبوب منع الحمل، والتوتر؛ وإن كانت نسبة هذه الأسباب متفاوتة بشكل كبير، وليس المقياس الأساسي وراء احتمال الإصابة بسرطان الثدي.
وكما تلعب الوقاية دورًا مهمًا في حمايتك من مختلف الأمراض والمشاكل الصحية، فإن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي ممكن في حال الإلتزام بنمط صحي يشمل الغذاء والحركة والفحوصات الدورية، وتجنب المسببات التي قد تلعب دورًا في رفع خطر الإصابة بالمرض.
فما هي النصائح التي يسديها خبراء الصحة عادةً لخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهل للرياضة دورٌ كبير في هذا الموضوع؟ هذا ما نتعرف عليه في موضوعنا اليوم.
نصائح للوقاية من خطر الإصابة بسرطان الثدي
يشير موقع "مايو كلينك" المعني بالشؤون الصحية لجملة نصائح وعادات صحية ينبغي اتباعها، لخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي قدر الإمكان؛ خصوصًا لدى السيدات اللاتي لديهنَ تاريخ عائلي للمرض، أو يعشنَ في ظروف غير صحية.
وبحسب الموقع المختص، تبدأ الوقاية من سرطان الثدي باتباع عادات صحية مثل الحد من تناول الكحول والحفاظ على النشاط البدني. كما أن إحداث بعض التغيرات في نمط الحياة، يمكن أن يحدَ من فرص الإصابة بهذا المرض الخطير الذي ما زال يحصد حياة الآلاف من النساء حول العالم للأسف، على الرغم من حملات التوعية والعلاجات المتطورة.
وقد أظهرت الأبحاث أن هذه التغييرات لها أثرٌ بالغ في خفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، حتى لدى السيدات الأكثر عرضة للإصابة به. ولتقليل هذه المخاطر، ينصحك الخبراء في "مايو كلينك" باتباع التالي:
- التقليل من تناول الكحول أو تجنبها بالكامل، كونها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الحفاظ على وزن صحي من خلال تقليل استهلاك السعرات الحرارية اليومية مع زيادة قدر التمارين الرياضية خلال الأسبوع الواحد.
- ممارسة النشاط البدني والرياضة قدر الإمكان، للحفاظ على الوزن المثالي وتجنيبك خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويفيد القيام بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًّا على الأقل من التمرينات الهوائية المعتدلة أو 75 دقيقة أسبوعيًّا من التمرينات الهوائية الشديدة للبالغين، بالإضافة إلى ممارسة تمارين القوة مرتين في الأسبوع على الأقل، في تقليل هذا الخطر.
- الإلتزام بالرضاعة الطبيعية قدر الإمكان، إذ قد يكون للرضاعة الطبيعية دورٌ في الوقاية من سرطان الثدي. وكلما زادت مدة الرضاعة الطبيعية، زاد التأثير الوقائي من المرض.
- تقليل العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، كونه يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتشمل العلاجات الهرمونية حبوب منع الحمل والعلاج البديل بالإستروجين.
النظام الغذائي الصحي يقي من سرطان الثدي
تشير الأبحاث المختلفة إلى قدرة النظام الغذائي الصحي في درء العديد من الأمراض ومنها أمراض السرطان وداء السكري وأمراض القلب. ويساعد اتباع النظام الصحي المتمثل بحمية نظام البحر المتوسط، في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهو النظام الذي يعتمد على الزيوت الصحية الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات والأسماك والدجاج بديلًا عن اللحوم الحمراء، إضافة لقائمة طعام تعتمد على النباتات مثل الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبقوليات.
كما أن محاربة السمنة والمحافظة على وزن مثالي، يعدَ عاملًا وقائيًا كبيراً في الحماية من سرطان الثدي.
هل من رابط بين حبوب منع الحمل وسرطان الثدي
بعض الأدلة البحثية والطبية تشير إلى أن موانع الحمل الهرمونية التي تتضمن أقراص منع الحمل واللولب IUDs حيث تُفرز هرمونات، تُزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. ولكن خطورتها تعتبر صغيرة للغاية، وقد تقل بعد التوقف عن استخدام موانع الحمل الهرمونية.
فيما أشارت دراسة حديثة إلى أن الارتباط بين استخدام موانع الحمل الهرمونية وسرطان الثدي، يمكن أن يتوقع حدوث حالة إضافية مؤكدة لسرطان الثدي من كل7.690 سيدة ممن يستخدمن موانع الحمل الهرمونية لمدة سنة واحدة على الأقل.
فإن كنت عزيزتي تحتاجين لتناول حبوب منع الحمل لأغراض طبية مثل التحكم في نزيف الحيض أو منع الحمل غير المرغوب أو تقليل خطورة أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم، ننصحك باستشارة الطبيب المختص.
ويؤكد الخبراء على وجوب التيقظ دومًا لأية تغييرات قد تحدث في الثديين وتنبأ بخطر الإصابة بسرطان الثدي، مثل وجود تكتل أو ورم جديد، حدوث تغيرات في الجلد، خروج سائل من الحلمة وغيرها من الأعراض غير المألوفة، والتوجه فورًا لاستشارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة لتبيان ما إذا كنت مصابة بالمرض أم لا، وعلاجه فور كشفه مبكرًا.
النشاط البدني يخفَض خطر الإصابة بسرطان الثدي
هذا ما خلصت إليه دراسة قام بها باحثون من بريطانيا وأمريكا وأستراليا ونُشرتفي الدورية البريطانية للطب الرياضي؛ مشيرةً إلى أن زيادة النشاط البدني من قبل النساء يسهم في تقليل خطر إصابتهن بمرض سرطان الثدي.وكانت دراسات سابقة أظهرت وجود صلة بين النشاط البدني وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن إثبات وجود علاقة سببية كان متعذرًا.
ونقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن الدراسة التي نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقتطفات منها، أن فعالية النشاط البدني في محاربة سرطان الثدي تزيد مع تقليل وقت الجلوس سواء في المنزل أو العمل.
ولتيبان هذا الأثر، عمد الباحثون لاستخدام التحليل الجيني من أجل فحص العلاقة السببية بين مستويات النشاط البدني وخطر الإصابة بمرض سرطان الثدي. وقد شملت الدراسة أكثر من 130 ألف امرأة، أكثر من 76 ألف منهنَ مصابات بسرطان الثدي.
وفي تعليقها على الدراسة، قالت بريغيد لينش، كبيرة الباحثين في الدراسة: "لقد كان هناك دومًا قدر ضئيل من عدم اليقين بشأن ما إذا كان النشاط البدني يؤدي فعلًا إلى تقليص خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، أو أن هذه العلاقة مشوشة بسبب عوامل أخرى".
ووجدت الدراسة أنه في حال بذل النساء لنشاط بدني أكبر، فإن ذلك ارتبط بانخفاض قدره 41% في خطر الإصابة بالسرطان.وارتبط النشاط البدني لدى النساء (3 أيام في الأسبوع) في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وبعدها بانخفاض خطر الإصابة بالمرض الخبيث بنسبة 38%، مقارنةً مع عدم ممارسة أي نشاط.
وأضافت لينش: "لكل 100 دقيقة من الجلوس في اليوم، لاحظنا زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة 20%، فضلًا عن زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي المعروف بشراسته وصعوبة علاجه".
ويسود الإعتقاد أن النشاط البدني المنتظم وتقليل مدة الجلوس، يقللان من خطر الإصابة بسرطان الثدي، من خلال تقليلكمية هرمونات الأستروجين والأندروجين المنتشرة في مجرى الدم. وانخفاض الإلتهاب قد يكون عاملًا مؤثرًا في هذا الاتجاه.
لذا في المرة القادمة التي تجدين فيها نفسك جالسة لوقت طويل، أو لا تمارسين الرياضة بشكل منتظم خلال الأسبوع، تذكري أن النشاط البدني يأتي ضمن أبرز عوامل الوقاية من سرطان الثدي فضلًا عن الأكل الصحي وإجراء الفحص الدوري.