ارتجاع المريء والأزمة القلبية .. كيف يمكن التفرقة بينهما
يصيب مرض ارتجاع المرئ نسبة ليست قليلة من الأشخاص على مستوى العالم، وأعراضه مزعجة للغاية، وخصوصاً في الحالات المتأخرة منه، وقد تتشابه أعراضه مع أعراض الأزمة القلبية، وهذا ما يزيد من أهمية معرفة العلاقة بين ارتجاع المريء والأزمة القلبية، وأعرض كل منهما، ومعرفة الفرق بينهما.
من أجل ذلك، ولتقديم الحقائق الطبية اللازمة عن هذا الموضوع، يقدم لنا الدكتور محمد زيدان استشارى طب الأسرة بالشارقة، زمالة بريطانية في طب الأسرة، العلاقة بين ارتجاع المريء والأزمة القلبية والتفرقة بينهما من خلال التعرف أكثر على مرض ارتجاع المريء وأعراضه، وأسبابه، وأعراض الأزمة القلبية، وكيفية التفرق بين كل منهما.
أعراض ارتجاع المريء
بحسب دكتور محمد زيدان، ارتجاع المرئ هو حالة مزمنة تتسرب خلالها أحماض المعدة إلى المريء مسببةً تهيجاً لبطانة المعدة، ومن ثم الشعور بالحرقة، ويحدث ارتداد الحمض أكثر من مرتين في الأسبوع لبضعة أسابيع.
وتتمثل أعراض ارتجاع المريء في ما يلي:
- الشعور بحرقة شديدة في المعدة والمريء مع صعود السائل الحمضي للمعدة في كلا من الفم والمريء.
- الشعور بوخز شديد في الحلق نتيجة لزيادة الحموضة ما يؤدي إلى الشعور بالإنزعاج عند البلع.
- التهاب الحلق والحنجرة، والسعال المزمن، وصعوبة البلع، والشعور بكتلة تقف في الحلق.
- رجوع الطعام إلى الفم.
- ألم حارق في الصدر يبدأ من خلف عظمة الصدر ويمتد إلى منطقة الرقبة والحلق.
أسباب ارتجاع المريء
بحسب دكتور محمد تتعدد أسباب الإصابة بارتجاع المريء كما يلي:
- السمنة : تعتبر السمنة أحد أهم الأسباب التي تقف وراء ارتجاع المريء.
- الحمل: وذلك بسبب ارتخاء الصمام المريء بسبب التغييرات الهرمونية.
- مشروبات الكافيين والكحول لزيادة الحمض بهما.
- الطعام الدسم المليء بالدهون وتناول الوجبات سريعة التحضي.
- مكسنات الألم والأدوية الموصوفة لعلاج أمراض العظام كالروماتيزم والمفاصل، وكذلك أدوية الكورتيزون.
- التدخين : يعد سبباً رئيسياً رئيسي لارتجاع المريء.
كيف يمكن التخفيف من حدة أعراض ارتجاع المريء؟
يقول دكتور محمد أنه يجب الالتزام بالتوصيات التالية وتطبيقها عند الشعور بأعراض ارتجاع المريء:
- الوقاية خير من العلاج، والوقاية هنا تبدأ من تجنب الأطعمة التي تسبب ارتجاع المرئ مثل الشوكولاتة والقهوة والنعناع والأطعمة الحارة ومنتجات الطماطم، والبهارات الحارة، والفلفل الأسود، والمشروبات الغازية، والوجبات سريعة التحضير.
- تناول الأدوية الموصوفة لمثل هذه الحالات والإلتزام بفترة العلاج.
- تناول الأكل الصحي وتخفيف الوزن للوقاية من أعراض ارتجاع المريء، وكذلك للوقاية من أمراض القلب.
- الإقلاع عن التدخين.
- طلب الرعاية الطبية الطارئة في حال الشعور بألم في الصدر.
- ضرورة الخضوع لفحص دوري للقلب للتأكد من عدم وجود أمراض بالقلب.
العلاقة بين ارتجاع المريء والأزمة القلبية
بحسب الدراسات المعلنة التي تناولت العلاقة بين الارتجاع المريئي وبين الأزمة القلبية باعتبراها أحد أمراض القلب، تتداخل أعراض ارتجاع المريء مع أعراض النوبة القلبية في بعض الأحيان، وتشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بينهما، إذ أن الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والتي تتميز بضربات قلب غير طبيعية أو تراكم الترسبات في شرايين القلب أو انخفاض تدفق الدم إلى القلب، لذلك يجب على المرضى المصابين بارتجاع المريء أن يكونوا على دراية بالمشكلات الصحية التي قد تشير إلى الإصابة بأمراض القلب، من المعروف أن داء السكري وارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وبحسب دكتور محمد، وعلى الرغم من الربط بين ارتجاع المريء وأمراض القلب وخصوصاً الأزمة القلبية، لم يتأكد العلماء حتى الآن من سبب العلاقة بين مرض ارتجاع المريء وأمراض القلب، ولكن يرى البعض أن قرب القلب من المريء يزيد من تأثيرات مرض كل منهما على بعضهما البعض.
ولذلك، أوصى دكتور محمد بضرورة الانتباه لأعراض اراتجاع المريء، وطلب الرعاية الطبية بمجرد الشعور بألم وثقل بالصدر مع تزامن ذلك مع بعض أعراض ارتجاع المريء، من أجل الفحص والتأكد من أن الأعراض ليست نوبة أو أزمة قلبية.
أعراض الأزمة القلبية
تحدث الأزمة القلبية بأعراض متشابهة إلى حد ما مع أعراض ارتجاع المريء، ولكنها تبدأ في بعض الحالات بألم مفاجئ في الصدر وصعوبة في التنفس وغالباً ما يكون بعد القيام بمجهود أو انفعال شديد، وفي حالات أخرى قد تحدث الأزمة القلبية دون هذه الأعراض.
وتتمثل أعراض الأزمة القلبية في ما يلي:
- الشعور بالحموضة.
- ضغط أو ضيق أو ألم أو إحساس بالضغط أو الألم في الصدر والذراعين قد ينتشر إلى الرقبة والفك والظهر.
- الشعور بالغثيان أو عسر هضم أو حرقة أو ألم في البطن.
- الشعور بضيق في التنفس.
- التعرق والقشعريرة.
- الدوار أو الدوخة المفاجئة
- الشعور بالتعب والضعف العام.
كيف يمكن التفرقة بين ارتجاع المريء والأزمة القلبية؟
في حالات عديدة قد لا يمكن التفرقة بين ارتجاع المريء والأزمة القلبية عند بعض الأطباء حال ذهاب الطبيب إلى الطوارئ، لذا يجب عمل اختبارات لاستبعاد الإصابة بالأزمة القلبية ومراجعة التاريخ الطبي للمصاب وفحصه بعناية تحقيقاً لسلامة المريض وحفاظاً على حياته وفقاً لتوصيات دكتور محمد.
وأخيراً، أوصى دكتور محمد بضرورة تجنب مرضى ارتجاع المريء للممنوعات التي تسبب شعورهم بالأعراض، وكذلك ضرورة المتابعة الدورية وفحص القلب، تحقيقاً لسلامتهم وللوقاية من أمراض القلب، وخصوصاً الأزمة القلبية.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، هل لديكم خبرة سابقة للتعرض للإصابة بمرض ارتجاع المريء؟