للصيام منافع كثيرة أثبتها العلم.. تعرفي عليها معنا
ما هي إلا أيام قليلة ويحلَ علينا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والغفران والتوبة، شهر المحبة والعبادات التي يقبل عليها المسلمون من صيام وصلاة واستغفار وقراءة للقرآن في سعي لجني ثمار هذا الشهر الفضيل الذي أُنزل فيه القرآن الكريم والذي تحدث عنه الله تعالى في كتابه الكريم كالتالي: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وكان نزوله في العشر الأواخر من رمضان في ليلةٍ مباركةٍ هي ليلة القدر، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، و قال أيضاً: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ). حيث نزل القرآن الكريم كاملاً من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، في ليلة القدر، كما قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا)، ثمّ نزل مُفرّقاً على النبيّ –عليه أفضل الصلوات والسلام.
يُعرف الصيام على أنّه الامتناع عن تناول المأكولات والمشروبات لمدة محددة، وهو طقسٌ اعتاد الأفراد ممارسته منذ قديم الزمن ويأخذ حيّزًا مهمًا في مختلف الثقافات والأديان. وفي هذا الإطار، كشفت دراسات عدّة عن الفوائد الصحية المتعددة للصيام، إذ يساعد على فقدان الوزن والتحكّم بمستويات السكّر في الدم وتخفيف الالتهابات وتحسين صحة القلب.
ويدرك الخبراء الطبيون أهمية الصيام في تحسين صحة الشخص وعافيته، وتعزيزهما بشكل عام. ومن هذا المنطلق، يقدم لنا يوضح الدكتور فينسينتي ميرا، رئيس قسم الطب الباطني ومكافحة الشيخوخة في عيادة "شا ويلنس كلينيك"، 5 فوائد صحية مذهلة يمكن أن يجنيا الإنسان من الصيام.
لكن لا بد الضروري التذكير بأن الصيام واجبٌ على كل إنسان بالغ، عاقل، ويتمتع بصحة جيدة كي يتمكن من أداء هذه الفريضة بشكل صحيح لا يضر به وبصحته. وعليه ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء بالصيام لتبيان إمكانية القيام به دون الإضرار بالصحة، خاصةً من قبل أصحاب المناعة الضعيفة ومرضى الأمراض المزمنة وكبار السن والصغار.
5 فوائد صحية مذهلة للصيام والأدلة العلمية وراءها
يؤكد الدكتور ميرا أن الصيام، في حال القيام به بطريقة صحيحة وصحية، يمكن أن يؤدي لجني الفوائد التالية التي أثبتها العلم:
-
فقدان الوزن
إذ يساعد الصيام على تحسين عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون في الجسم، وذلك عبر زيادة مستويات الناقل العصبي نورابينفرين. أمّا عن النورابينفرين، فيعمل مع الأدرينالين على زيادة معدل ضربات القلب وضخ الدم. كما يرفع من ضغط الدم ويساعد على تكسير طبقات الدهون وزيادة مستويات السكر في الدم لإمداد الجسم بالطاقة.
-
تحسين الوظائف المعرفية
نظرًا لإنتاج الدماغ آلاف الخلايا الدماغية الجديدة على نحو مستمر، يؤدي الصيام دور "الشاحن "، ما يساعد على شحذ استجابة الدماغ للمُنبهات الخارجية. كما وكشفت بعض الدراسات أنّ للصيام دورٌ في تعزيز مقاومة الدماغ للتوتر، وتعزيز قدرته على التكيف مع التغيير، فضلًا عن تحسين الحالة المزاجية والذاكرة والقدرة على التعلم.
-
التحكّم بالكوليسترول "الضار"
كشفت دراسات حديثة أن للصيام تأثيرٌ كبير على فحص الدهنيات في الدم، والذي بدوره يقيس مستوى الاختلالات، كالكوليسترول والدهون الثلاثية. وعليه، وجد الباحثون أنّه بعد الصيام لمدة تتراوح بين 10-12 ساعة، يعمد الجسم إلى سحب كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو ما يُعرف أيضًا بالكوليسترول "الضار"، من الخلايا الدهنية واستخدامه للحصول على الطاقة.
ووفقًا للدكتور فينسينتي ميرا، يمكن لهذه العملية أن تساعد في خفض مقاومة الأنسولين، أي عندما يفرز الجسم الأنسولين دون التمكّن من تصريفه بفعالية، ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. وتجدر الإشارة إلى أنّ مقاومة الأنسولين هي في الواقع عامل خطر يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري. كذلك يمكن لهذه العملية أن تُقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأمراض.
-
كبح الشهية
يساعد الصيام لفترات طويلة على إراحة الجهاز الهضمي، ما يساهم في تقليص حجم المعدة. وبحسب الدكتور ميرا، فعالبًا ما يفيد هذا الأمر الأفراد ممن يصومون بانتظام لجهة الانخفاض الشديد في رغبتهم باستهلاك الأطعمة السكرية.
-
تعزيز صحة الدماغ
كذلك كشفت دراسات عدة أن للصيام تأثير قوي على صحة الدماغ، إذ يساعد على تعزيز وظائفه الإدراكية. ويشيد الدكتور ميرا بفوائد الصيام الجمّة على الدماغ، كونه يرفع من مستوى عامل نمو الأعصاب. بدوره، يساعد هذا البروتين على تنظيم نمو الخلايا العصبية والحفاظ عليها ومضاعفتها وحمايتها. لذلك، يعدّ عامل نمو الأعصاب عنصرًا أساسيًا لنمو الخلايا العصبية وتحسين وظيفة كل من الجهاز العصبي المحيطي والمركزي.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الصيام على رفع إنتاج عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ، وهو عبارةٌ عن بروتين يدعم حماية الخلايا الدماغية ويُحفز إنتاج المزيد منها. من ناحية أخرى، يساهم ارتفاع مستويات عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ في تقليل خطر الإصابة بمرض الألزهايمر.
في الختام، ينصح الدكتور ميرا جميع الصائمين في رمضان، وغيرها من أوقات السنة، بالإستفادة القصوى من فوائد هذه الفريضة التي تسهم في تحسين الصحة الجسدية والنفسية، وتساعد على خسارة الوزن وكبح الشهية؛ ما يُعزز التمتع بصحة جيدة على الدوام، الوصول للوزن الأمثل، تقوية الجسم والصحة، التخلص من السموم، واستعادة التوازن. والأهم، التقدم بالسن بطريقة صحية.
وعليه عزيزتي القارئة، يُعدَ شهر رمضان والصيام فيه فرصةَ ذهبية بحق لتحسين حياتك وصحتك وخسارة الوزن الزائد أو الحفاظ على وزن مثالي، وذلك باتباع الأصول الصحيحة للصيام وتناول الأطعمة الصحية وعدم تجويع الجسم والنوم والراحة قدر الإمكان.